تزدحم الساحة الداخلية والخارجية بميدان السيد البدوي بمدينة طنطا التابعة لمحافظة الغربية، بالمريدين والدراويش الذين جاءوا من كل محافظات مصر والعديد من الدول العربية والإسلامية لحضور الاحتفال بمولد شيخ العرب، وفي وسط هذا الزحام اعتادت "الحاجة فاطمة"، تلك السيدة المسنة، أن تجلس كل عام واضعة أمامها مائدة طعام ودورق مياه وبعض الأكواب، ملتحفة شال أخضر، في إشارة لـ"تصوفها".
تشير الحاجة فاطمة، إلى أنها اعتدت كل عام أن تقدم المياه والطعام لمحبي ودراويش وزوار السيد البدوي، قائلةً: "حسب ما ربنا يجود علينا ويرزقنا بنقدم المايه والأكل، وده بيكون رزق الغلابة، وأنا اتعودت أسقي المريدين منذ أن كنت طفلة صغيرة، ووالدي هو الذي علمني هذا العمل التطوعي، حبًا فى آل البيت وخدمة للناس، وكل ما أبتغيه هو مرضاة الله ونفحات المحبة من آل البيت".
تؤكد السيدة المسنة، أنها تجلس أمام باب مسجد السيد أحمد البدوي، طوال أيام المولد الـ7، قائلةً: "7 أيام بسقي وأطعم وعمري ما حسيت بتعب، ولا بقبل إن أي حد يساعدني في خدمة زوار البدوي".
يذكر أن احتفالات المتصوفة بمولد السيد البدوى، بدأت الخميس الماضي، وتستمر حتى اليوم موعد الاحتفال بالليلة الختامية، بحضور وفود الطرق الصوفية، ومريدي شيخ العرب أصحاب العمائم الحمراء من مختلف محافظات مصر والعديد من الدول العربية والإفريقية والإسلامية.
وحددت محافظة الغربية، أماكن الاحتفالات الدينية لمشايخ الطرق الصوفية التي تضرب سرادقها في الشوارع المحيطة بساحة المسجد الأحمدي بطنطا، وتقيم حلقات الذكر والمدائح النبوية والابتهالات الصوفية التي يحييها كبار المشايخ والمنشدين وعلى رأسهم: الشيخ ياسين التهامي، عميد الإنشاد الديني، ونجله الشيخ محمود، نقيب المنشدين والمبتهلين بمصر.