وصفت بأنها أول أحداث إبادة جماعية في التاريخ، لم يجمع عليها دول العالم لكن الكثير من الدول اعتبرها مذبحة تاريخية، ضد الأقباط الأرمن في تركيا، ولم تكن مصر من بين تلك الدول التي اعترفت بها، حيث يظل موقف مصر غير معلن تجاه تلك القضية، إلا أن 337 نائبًا مصريًا على رأسهم النائب مصطفى بكري تقدموا بمشروع قانون بشأن مشروع قرار يطرح على البرلمان الاعتراف رسميًا بجريمة الإبادة الجماعية، التي وقعت ضد الأرمن، من قبل الإمبراطورية العثمانية، ومناشدة الأمم المتحدة والجهات الدولية الأخرى، باتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة، باعتراف المجتمع الدولي بهذه الجريمة، وما ترتب عليها من آثار.
«ليس البرلمان الأول»
لا يعد طلب نواب البرلمان المصري، بالاعتراف بمذابح الأرمن، الأول من نوعه، حيث سبقه البرلمان الأوروبي، البرلمان الألماني، وبرلمانات وحكومات 20 دولة بالمذبحة، بينهم الأرجنتين، فرنسا، بلجيكا، روسيا، كندا، تشيلي، إيطاليا، سوريا، لبنان، البرازيل، قبرص، السويد، والنمسا.
ففي 2 يونيو 2016 تبنى البرلمان الألماني، قرارًا بعنوان "إحياء ذكرى إبادة الأرمن وأقليات مسيحية أخرى بعد 101 عام"، وصف الجرائم التي ارتكبت بحق الأرمن في الحقبة العثمانية بالإبادة الجماعية.وصوّت النواب الألمان بغالبية ساحقة، على قرار يعترف بإبادة الإرمن في عهد الدولة العثمانية، وأعلنت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل دعمها وتايدها لموقف حزبها الداعي للاعتراف بالإبادة التي تعرض لها الارمن على يد قوات الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.
كما أنه في إبريل 2015 أحيا البابا فرنسيس ، الذكرى المئوية لمقتل نحو 1.5 مليون أرمني حسب المصادر الأرمنية في العام 1915 ووصفها بأنها «أول إبادة جماعية في القرن العشرين»، أثناء قداس في روما في حضور بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك نرسيس بيدروس الـ 19 تارموني، ورئيس ارمينيا سيرج سركسيانن. وتطرق البابا في بداية القداس الذي أقيم في «كاتدرائية القديس بطرس» إلى «المذبحة العبثية التي وقعت قبل قرن وتلتها النازية والستالينية». وقال: «من الضروري بل من الواجب أن نحيي ذكراهم، فكلما خفتت الذكرى يدفع الشر الجراح إلى التقيح»، مشيراً إلى أن «إخفاء أو إنكار (وقوع) الشر يجعل الجراح تستمر في النزيف من دون تضميدها".«الأرمن.. وتركيا أردوغان»
تنفي تركيا وقوع مجازر بحق الأرمن، ورفضت الاعتراف بالإبادة الجماعية، رغم مطالبة الأمم المتحدة لها بالاعتراف بها، وهذا الموقف لم يختلف منذ وجود الدولة العثمانية مرورًا برؤساء تركيا وصولا إلى رجب طيب أردوغان.
ومذبحة الأرمن، المعروفة باسم "المحرقة الأرمنية" هي مجارز ارتكبتها الدولة العثمانية في حق الأرمن خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، عن طريق ترحيل قسري وظروف قاسية أدت إلى مقتل ما يقرب من 1.5 مليون شخص، من أعراق مسيحية مختلفة، فيما وصف بالإبادة الجماعية التي تنتهجها تركيا ضد المسيحيين.
ويحيي العالم ذكرى مذابح الأرمن في نفس اليوم التي يتم فيه تذكار المذابح الآشورية، وفيه تم اعتقال أكثر من 250 من أعيان الأرمن في إسطنبول، وبعد ذلك، طرد الجيش العثماني الأرمن من ديارهم، وأجبرهم على المسير لمئات الأميال إلى الصحراء وحدود سوريا الحالية، وتم حرمانهم من الغذاء والماء، كانت المجازر عشوائية وتم مقتل العديد بغض النظر عن العمر أو الجنس، وتم اغتصاب والاعتداء الجنسي على العديد من النساء.[20] اليوم أغلبية مجتمعات الشتات الارمني هي نتيجة الإبادة الجماعية.
«اعتراف البرلمان المصري .. والعلاقة مع تركيا»
قال سمير غطاس رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والسياسية، إن هذه الخطوة من البرلمان المصري مسألة إنسانية بحتة، لتأييد موقف شعب أبيد بشكل مبدئي.
وأضاف "غطاس" في تصريحات خاصة، إن مناقشة اعتراف البرلمان المصري لا تتعلق بالعلاقة بين مصر وتركيا كدولتين، فالبرلمان الألماني اعترف بمذابح الأرمن ولم يؤثر ذلك على العلاقات بين المانيا وتركيا، مضيفًا أن العلاقة بين مصر وتركيا ملف آخر فتلك الدولة تشن هجومًا سياسيًا على مصر وتحتضن الإخوان، وتسمح للإعلام –الذي أنشأت فيه قنوات خاصة- بمحاربة الدولة المصرية.
وأكد "غطاس" أنه في حال موافقة البرلمان على الاعتراف بمذابح الأرمن، فإن ذلك لا يعد قرارًا ملزمًا للدولة المتمثلة في الحكومة، فلا يعتبر اعتراف البرلمان اعتراف من الدولة، لأنه قرار غير ملزم.