احتفلت سلطنة عمان مؤخراً بتخريج دفعة جديدة الشباب من البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب والذي استهدف تأهيل 1000 شاب بمهارات ومعارف وقيم الثورة الصناعية الرابعة من الفئة العمرية 18-29 عام.
والجدير بالذكر أن البرنامج حظي بإشراف مباشر من ديوان البلاط السلطاني ، وقد تم تنفيذه بمستوى عالمي بالتعاون مع مؤسسات عالمية بارزة في القطاع التكنولوجي ودعم المشاريع التقنية الناشئة وريادة الأعمال مثل يوداسيتي (Udacity) ؛ وجوجل ؛ وسيد ستارز (Seedstars) وعرب نت (Arabnet) ، بالإضافة لعدد من أبرز الجامعات على مستوى العالم في التكنولوجيا كجامعة نانيانج للتكنولوجيا بجمهورية سنغافورة ، وجامعة سنغافورة الوطنية ، والمعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا بلوزان - الاتحاد السويسري (EPFL).
اقرأ أيضا..برايم القابضة: المشتقات المالية تستمد قيمتها من أداء الذهب والأسهم
تناول الحفل استعراض التجربة التعليمية والعملية التي خاضها المشاركون والتي تضمنت مراحل من التعلم الإلكتروني والمحاضرات المباشرة والتدريب الشخصي، ومحاكاة المشاريع التجارية وزيارة جامعات ومراكز عالمية متخصصة في ريادة الأعمال والتكنولوجيا، وتوجيه دعوات للمستثمرين، وصولا إلى تأسيس مشاريع تقنية ناشئة بهدف استقطاب استثمارات لتحويل المشاريع إلى شركات تقنية ناشئة على أرض الواقع.
وفي سياق تفصيلي أكثر بدأ مسار الشباب مسيرته برحلة تعلم إلكترونية على منصة يوداسيتي العالمية لثلاثة تخصصات مرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة، وهي علم البرمجيات، والتسويق الرقمي، وعلم البيانات، حيث بلغت نسبة الإكمال من قبل المشاركين لشهادة الناتو 74% متعدية بذلك نسبة النجاح العالمية في مثل هذه الشهادات مع مؤسسة يوداسيتي، ثم شارك بعدها أكثر من (600) مشارك في فعالية "سباق الأفكار التقنية لشباب عمان" التي جاءت بدعم من مؤسسة جوجل العالمية واعتبرت الأضخم من نوعها في السلطنة حيث قدم وطور المشاركين خلال يومين 600 فكرة مشروع تقني قابل للتطبيق قبل أن يتأهل (100) من المشاركين للمرحلة الثانية والتي شملت رحلة تعلم تطبيقية تم فيها إرسالهم إلى ثلاث من افضل الجامعات العالمية في التكنولوجيا وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة في كل من الاتحاد السويسري وجمهورية سنغافورة، وإشراكهم في العديد من حلقات العمل المكثفة داخل وخارج السلطنة.
علاوة على ذلك قام كل مشارك في المرحلة الثانية بتطبيق مشروعه على أرض الواقع وتنفيذ النموذج الأولي للمشروع، وإعداد هوية بصرية وإنشاء موقع إلكتروني له، بالإضافة إلى تجربة المنتج والخدمة على (10) مستخدمين على الأقل وإيجاد عملاء محتملين للمنتج والخدمة قبل تسليمه للبرنامج لتقييمه من قبل عدد من المختصين المحليين والدوليين.
أما في الوحدة الأخيرة من البرنامج فقد قام المشاركون بعرض مشاريعهم القابلة للاستثمار على عدد من الجهات الاستثمارية والتمويلية ورواد الأعمال من أجل الحصول على التمويل والدعم اللازم لتحويل مشاريعهم إلى شركات تقنية ناشئة وذلك ضمن فعالية نظمت بالتعاون مع مؤسسة سيد ستارز.
في حين اختتم مسار الشباب رحلته التي استمرت لأكثر من عام بحفل رعاه معالي السيد خالد بن هلال بن سعود البوسعيدي الموقر وزير ديوان البلاط السلطاني، وبحضور المسؤولين في السلطنة، وأصحاب وصاحبات الأعمال، والصناديق الاستثمارية الوطنية، والمستثمرين من القطاع الخاص العماني، والجهات الداعمة للمشاريع الناشئة على مستوى السلطنة، والشركاء العالميين للبرنامج.
وفي سياق متصل تم في حفل الختام الإعلان عن (35) مشروعا من المشاريع التي أسسها المشاركون في البرنامج ممن اجتازوا جميع متطلبات البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب الذي شارك في تنفيذه مجموعة من الجهات العالمية، وكذلك مجموعة من الخبراء في مجال الاستثمار التقني الذين قدموا محتوى عالميا بإتقان وكفاءة عالية، وقد حصل 15 مشروعا على استثمارات مباشرة من الصندوق العماني للتكنولوجيا.
كما أقيم على هامش حفل الختام معرض لكافة المشاريع القابلة للاستثمار والتي تجاوز عددها 60 مشروعا حيث استعرض المشاركون مشاريعهم التي وصلت للمراحل الاخيرة من المسار والتي تمثل فرصا سانحة للاستثمار في رحلتها للتحول الى شركات تقنية ناشئة في المستقبل.
يشار إلى أن البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب يأتي تحت مظلة البرامج الوطنية التي يشرف عليها ديوان البلاط السلطاني، وقد سعى من خلال مساري " الشباب " و " الناشئة " إلى تمكين الشباب العُماني من الفئة العمرية 15 - 29 سنة بالقيم والمهارات والمعارف اللازمة للنجاح في ميادين العمل المستقبلية ليكونوا قادرين على التعامل مع تقنيات الثورة الصناعية الرابعة .