موجات الغضب تجتاح العالم.. رياح الاحتجاجات تسري بين لبنان وعدة عواصم

تولي الساحة العربية الآن اهتمامًا واسعًا بما يحدث في لبنان، حيث دخلت التظاهرات اليوم في يومها الرابع على التوالي، مطالبين بتحسين الأوضاع المعيشية في البلاد، كما تعاني سوريا من تردِ في الأوضاع على جميع الأصعدة وذلك على خلفية العدوان التركي على الشمال السوري.

وعلى صعيد آخر وبالتزامن مع احتجاجات لبنان، شهدت عدة عواصم أوروبية العديد من الاحتجاجات والتي جاء بعضها انعكاسًا للأحداث الواقعة في الشرق، أو بسبب الاعتراض على الأداء الحكومي في الغرب.

ألمانيا

شهدت مدينة كولن الألمانية، اليوم، مظاهرة شعبية احتجاجًا على العملية العسكرية التركية ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سوريا.

وأكّدت سلطات المدينة أن نحو عشرة آلاف شخص شاركوا في المظاهرة التي نظمتها جماعات يسارية، حيث حمل بعض المحتجين أعلام "وحدات حماية الشعب" والإدارة الذاتية الكردية في شمال وشرق سوريا، فيما ردد آخرون شعارات تطالب برلين بعدم إبرام أي صفقات مع حكومة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.

ورفعت السلطات المحلية مستوى تأهب الشرطة، تحسبا لأعمال عنف محتملة، غير أن المظاهرة كانت سلمية غالبا، حسبما ذكرت سلطات المدينة.

وجاء ذلك على خلفية المخاوف المتزايدة لدى سلطات ألمانيا التي تقطن فيها جاليتان تركية وكردية كبيرتان، من إمكانية امتداد الصراع الجاري في شمال شرقي سوريا إلى أراضيها، وخاصة أن التوتر بين أنقرة والأكراد سبق أن أسفر عن اندلاع أعمال عنف وشغب في البلاد.

على الجانب الآخر، يخطط آلاف الأشخاص للتظاهر اليوم، في مدينة درسدن شرقي ألمانيا ضد حركة "بيجيدا" التي تحرض على معاداة الإسلام وكراهية الأجانب.

ويمثل اليوم الأحد الذكرى السنوية الخامسة لحركة بيجيدا، والتي تعني "الأوروبيين الوطنيين ضد أسلمة الغرب، ويشار إلى أن أنصار بيجيدا نظموا أول مظاهرة لهم في درسدن في 20 أكتوبر 2014.

إسبانيا

دعا كيم تورا زعيم إقليم كتالونيا المؤيد لاستقلال الإقليم، إلى محادثات مع الحكومة المركزية في إسبانيا في محاولة لإنهاء موجة من العنف أشعلها سجن قادة انفصاليين، حيث شهدت إسبانيا مواجهات عنيفة بين محتجين وعناصر الشرطة في منطقة كاتالونيا، اندلعت ليلة الاثنين الماضي، والتي أدت إلى إصابة العشرات واعتقال آخرين، وجاءت هذه الاحتجاجات بعد الأحكام التي صدرت بحق انفصاليين.

ليست هي المرة الأولى التي يخرج فيها المتظاهرون بهذا الشأن، فقد خرجت العديد من التظاهرات احتجاجا على حكم بسجن تسعة قياديين انفصاليين بسبب دورهم في محاولة إقليم كتالونيا الانفصال عن إسبانيا عام 2017.

وفي يوم الجمعة شهدت مدينة برشلونة الإسبانية، إضرابا عاما في تواصل للأزمة التي تشهدها البلاد، ولم يكن الإضراب في برشلونة فقط بل شهد إقليم كتالونيا إضرابًا عامًا أيضًا.

وأقام مئات الشبان الذين كانوا يهتفون "استقلال" حواجز مشتعلة في وسط عاصمة كاتالونيا الأنيق وألقوا زجاجات حارقة على قوات الأمن التي ردت بإطلاق كرات مطاطية عليهم.

وتشكل أعمال العنف هذه التي نجمت عن شعور بالإحباط لدى جزء من قاعدة الاستقلاليين بعد سنتين على فشل محاولتهم الانفصالية في 2017، منعطفا للحركة الانفصالية التي أكدت دائما نبذها للعنف.

اقرأ أيضًا.. اللبنانيون يغضبون مرتين في شهر.. احتجاجات بيروت لماذا الآن؟

كما تطالب المعارضة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز باتخاذ تدابير استثنائية لإعادة إرساء النظام العام قبل أقل من شهر من الانتخابات التشريعية، وتريد المعارضة أن تستعيد السلطات الإسبانية السيطرة على قوات الأمن في كاتالونيا بعدما كلفت بها سلطات المنطقة وحتى تعليق الحكم الذاتي للإقليم كما فعلت مدريد بعد المحاولة الانفصالية.

وقال تورا للصحفيين "نحث القائم بأعمال رئيس وزراء الحكومة الإسبانية على الجلوس إلى طاولة التفاوض لإجراء محادثات". وأضاف أن أعمال العنف التي وقعت الأسبوع الماضي لا تعكس الطبيعة السلمية لحركة استقلال كتالونيا.

كما قالت سلطات الصحة إن 182 شخصا في أنحاء الإقليم أصيبوا بينهم 152 في برشلونة. ونقل 17 من أفراد الشرطة إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وقد ألقي القبض على نحو 300 شخص خلال الاشتباكات التي اندلعت في كتالونيا منذ يوم الاثنين، وقال القائم بأعمال وزير الداخلية الإسباني فرناندو جراندي مارلاسكا إن الانفصاليين في كتالونيا يتحملون المسؤولية عن العنف مضيفا أن قوات الأمن تتعامل مع الاشتباكات بالطريقة الملائمة.

وكان تورا قد قال الأسبوع الماضي إن الإقليم سيجري تصويتا جديدا على الاستقلال عن إسبانيا في غضون عامين، وإنه سيحترم إرادة الشعب مضيفا "سنذهب إلى الحد الذي يريدنا سكان كتالونيا الذهاب إليه"، لكن رفضت الحكومة الإسبانية دعوة كيم تورا زعيم إقليم كاتالونيا المؤيد لاستقلال الإقليم إلى محادثات لإنهاء موجة من العنف أشعلها سجن قادة انفصاليين في حين اتخذت الشرطة استعدادات لمواجهة احتجاجات جديدة.

تشيلي

يحتج المتظاهرون في تشيلي منذ أسبوع ضد زيادة تعريفة وسائل النقل، حسبما أفادت صحيفة "لا تيرسيرا"؛ فقد ارتفعت الأسعار من 800 إلى 830 بيزو، ما يعادل أربعة سنتات أمريكية تقريبا.

واتسعت الاحتجاجات لاحقا لتشمل جوانب أخرى منها النموذج الاقتصادي المعتمد، وتوفير الخدمات الصحية والتعليم، التي تبقى حكرا على القطاع الخاص بشكل شبه كامل، لكن تصاعدت أعمال العنف خلال الاحتجاجات حتى أن رئيس الدفاع الوطني في تشيلي خافيير إيتورياجا أصدر أمرا بفرض حظر التجول خلال الليل في العاصمة سانتياجو.

وقال إيتورياجا في بيان متلفز إن حظر التجول، وهو الأول في تشيلي منذ استعادة الديمقراطية في عام 1990، سيكون ساري المفعول في مقاطعتين وبلديتين في منطقة العاصمة سانتياجو، مضيفًا أنه سيتم إعادة تقييم الوضع اليوم.

وقالت قوات الدفاع الوطني في بيان لها إنه سيجري نشر "وحدة عسكرية كبيرة" في ظل استمرار "أعمال العنف" في الساعات الأخيرة.

وجاء بيان إيتورياجا بعد دقائق من إعلان رئيس تشيلي سيباستيان بينيرا أن رئيس الدفاع الوطني هو المسؤول عن حالة الطوارئ التي أعلنت في وقت متأخر من يوم الجمعة.

وفي خطاب متلفز، قال بينيرا أيضًا إن الحكومة التشيلية ستعلق الزيادة في أسعار المترو التي تم تنفيذها في وقت سابق من الأسبوع والتي أدت إلى الاحتجاجات في سانتياجو،التي يقطنها أكثر من 7 ملايين شخص.

وكان مترو سانتياجو قد أعلن مساء الجمعة أنه سيتم إغلاق شبكة كاملة طولها 140 كيلو مترا حتى يوم الاثنين على الأقل لتقييم "الأضرار الجسيمة" التي لحقت بالخدمة.

وأظهر مقطع فيديو نشرته وزارة الداخلية في وقت متأخر من يوم الجمعة تضرر المصاعد وانبعاث ألسنة اللهب من داخل محطة "كامنج" بوسط العاصمة.

كما شهدت سانتياجو أيضًااحتجاجات من أجل التغيرات المناخية، لكنها كانت مختلفة عن تلك الاحتاجاجات التي شهدتها العديد من المدن حول العالم، حيث عبّر المتظاهرون عن اعتراضهم بأسرّة المستشفى واسطوانات الأوكسجين.

فرنسا

وشهدت فرنسا إضرابًا لموظفي السكك الحديدية على نطاق واسع، وقالت شركة السكك الحديدية الحكومية "إس إن سي إف"، إن معظم القطارات عالية السرعة من نوع "تي جي في" كانت تعمل ما عدا قطارات "او جي إي جي او" منخفضة التعريفة، لكن لن يتم تشغيل سوى قطار إقليمي واحد من كل اثنين.

ورفض الكثير من موظفي السكك الحديدية العمل بعد إصابة سائق قطار،كان يتولى بمفرده قيادة قطار، في حادث تصادم عند نقطة عبور في شرق فرنسا الأربعاء الماضي.

وتدعو نقابة العمال "سي جي تي" شركة السكك الحديدية إلى إعادة مفتشي التذاكر بحيث لا يكون السائقون بمفردهم عند قيادة القطارات، كما صرّح رئيس نقابة العمال فيليب مارتينيز لتلفزيون "بي إف إم تي في" أن الموظفين يمارسون حقهم القانوني في عدم العمل في ظروف غير آمنة، لأنهم "لا يريدون تعريض الركاب للخطر".

رئيس الوزراء، إدوارد فيليب الذي زار محطة جار دو لاست في باريس أمس السبت، قال "إن التوقف عن العمل إضراب غير قانوني له تأثير غير مقبول على عشرات الآلاف من الفرنسيين، مضيفًا أن الأسباب وراء هذا الموقف غير المقبول هي أن القانون الحالي يتم استخدامه بشكل سيئ".

كندا

قام المئات من نشطاء التغير المناخى بعمل مسيرة احتجاجية أمام الهيئة التشريعية في إدمونت بكندا، وانضم الى المسيرة الناشطة في مجال التغير المناخي جريت ثونبرج، كما حمل المتظاهرون لافتات تندد بالتغير المناخى وتناشد المجتمع الدولى المشاركة من اجل تحسين الظروف البيئية، ومكافحة حرائق الغابات، حتى أن الأطفال قد شاركوا في هذه الاحتجاجات.

ولم تكن تلك المدن فقط هي وحدها التي شهدت احتجاجات لأسباب مختلفة؛ فمنذ بداية هذا الشهر شهدت العديد من المدن الأوروبية العديد من الاحتجاجات فيما عُرف بـ"احتجاجات المناخ" والتي جالت معظم أنحاء العالم تقريبًا وكان أبرزها في استراليا وهولندا ولندن والسويد ونيويورك وميلانو، وغيرها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بايدن يُعلن تغيير موعد سريان وقف إطلاق النار في لبنان لفجر الأربعاء