قال وزير الري الأسبق، محمد نصر علام، اليوم الاحد، إن إثيوبيا تتصرف وكأن نهر النيل ملك خاص لها، وتوقع أن تلعب روسيا دور الوسيط بين البلدين.
وأشار الوزير الأسبق، في حديث لموقع "روسيا اليوم"، إلى أن "المماطلة وكسب الوقت ومحاولة فرض الأمر الواقع أصبحت السمات المسيطرة على أسلوب دولة إثيوبيا التفاوضي فيما يتعلق بسد النهضة، مشيرا إلى أن ذلك لن ينطلي على المفاوض المصري الذي بات على وعي كامل بذلك".
وأشار علام إلى أن "إثيوبيا وعلى مدار ثماني سنوات، حاولت إقناع المجتمع الدولي أن الهدف الأساسي من إقامة سد النهضة هو توليد الكهرباء، لكن الهدف الأساسي اتضح للجميع فيما بعد، وهو حجز مياه النيل عن مصر والسودان"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن تعطيش 150 مليون مواطن في مصر والسودان، وسياسة فرض الأمر الواقع لن تجدي نفعا للإثيوبيين، لكن المفاوض المصري يسير وفق أجندة محددة متفق عليها، وسوف يسير فيها حتى النهاية، لكنه لن يقبل في نهاية المطاف أي مساس بحصته في المياه تحت أي ظرف".
كما نوه محمد نصر علام إلى أن "مكانة روسيا الدولية وما تتمتع به من مصداقية وعلاقات تاريخية قديمة مع مصر وإثيوبيا على حد سواء، يؤهلها للعب دور الوسيط النزيه والمرحب به من أطراف الأزمة، لكن، هناك حلول أخرى مثل الذهاب لمجلس الأمن الدولي قبل الإقدام على خطوات أخرى من قبل مصر التي أكدت وعلى لسان قيادتها السياسية، أن حصتها من المياه خط أحمر لا يمكن المساس بها لأنها تعني الحياة والوجود بالنسبة للمصريين، وعلى الإثيوبيين أن يدركوا ذلك جيدا".
وأكد علام أنه "لو كان الهدف الفعلي من سد النهضة توليد الكهرباء، فما الداعي لإقامته بهذه الضخامة المبالغ فيها لتوليد 2500 ميجاوات من الكهرباء، وهي كمية توازي المستخرجة من سد أسوان والسد العالي مجتمعين، وبناء سد بحجم نصف سد النهضة الحالي كان كفيلا بتوليد تلك الكمية، لكن الإثيوبيين حاولوا إقناع الجميع بأن الهدف هو توليد 6000 ميجاوات من الكهرباء بخلاف الحقيقة والواقع".
اقرأ أيضاً: وزير الري: لم نصل إلى حل مع إثيوبيا بشأن تشغيل وإدارة سد النهضة
وطالب علام إثيوبيا بأن "تدرك أن هناك اتفاقيات دولية تنظم حسن استغلال الأنهار من قبل دول المنبع والمصب، وأن لا تتصرف وكأنها الوكيل الحصري والمسيطر على مياه نهر النيل، لأن ذلك ليس في صالحها ولا في صالح دول المنطقة لأن خيارات مصر عديدة ولكل حادث حديث".