لم يجد المخرج الكبير شريف عرفة عند تناوله لشخصية عامل المزلقان اسمًا أفضل من «المنسي» ليطلقه على بطله «عادل إمام» وعلى الفيلم، فالنسيان هو مصير عمال المزلقانات، والمعاناة هي حالهم.
التقت بوابة «أهل مصر» بمنسي آخر، ولكن خارج شاشة السينما، عم توفيق، الرجل الخمسيني، ابن قرية المهدية بمركز ههيا في محافظة الشرقية، والعامل بمزلقان قطار قرية أم خنان بالحوامدية في الجيزة.
يروي لنا عن معاناته اليومية، فيومه يبدأ في الثالثة فجرًا، ليصل إلى عمله فى الثامنة صباحًا، «أنفق يوميًا 25 جنيهًا ما بين مواصلات وطعام، وذلك إن تناولت فول وطعمية، وهو مبلغ كبير بالنسبة لراتبي الضئيل»، يقول «عم توفيق».
يوم عامل المزلقان، الذي لا توفر له الدولة أي حماية، لا يمر مرور الكرام: «أقاسي مع سائقي التكاتك الذين يفتحون سلسلة المزلقان للمرور، بالإضافة إلى تعطل جهاز التحكم الإلكتروني، منذ أكثر من شهرين، لأن سائقي السيارات قاموا بكسر الذراع التي تغلق السكة الحديد، وتم تبليغ الشركة، وقامت بفك الذراع ولم يتم تصليحة منذ ذلك الوقت، ومن وقتها وأعلم على غلق السكة الحديد يدويًا».
وعن غياب التأمين يقول «عم توفيق»: «أطالب بتوفير التأمين لي، فقد تعرضت في أحد المرات لهجوم من مسلحين على الغرفة المخصصة لي على المزلقان، وتم حرق جميع مابدخلها».
رحلة عودة «عم توفيق» معاناة أخرى محفوفة بالمخاطر، فهو يعود إلى منزله في الواحدة صباحًا، والسرقة بالإكراه أقل ما قد يتعرض له، ويروي أنه تعرض في أحد المرات لسرقة هاتفه المحمول على يد مسلحين.
«التأمين، والصيانة الدورية، ونظرة من الحكومة» مطالب بسيطة يرفعها «عم توفيق» للحكومة.