تعول شركات السيارات حاليا على الغاز الطبيعي كوقود لما يتمتع به من مزايا عديدة؛ حيث إنه صديق للبيئة ومنخفض التكلفة، فضلا عن أنه يوفر مدى سير كبير .. ولكن هل سيصمد الغاز الطبيعي أمام المد الكهربائي؟
قال أندرياس راديكس، من مكتب Berylls للاستشارات الاستراتيجية في ميونخ، إن سيارات الغاز الطبيعي تتمتع بالفعل بسمعة طيبة كبديل لمحركات البنزين والديزل. ويرجع هذا إلى قلة الانبعاثات الضارة الناتجة عن حرق الغاز الطبيعي أو الغاز الطبيعي المضغوط مثل أكسيد النيتروجين وأول وثاني أكسيد الكربون، فضلا عن أنه لا ينتج عنها جسيمات السخام على الإطلاق. وبجانب هذا كله فإن الغاز الطبيعي يُطرح بسعر أقل من البنزين والديزل.
كفاية الإمداد
ومن المزايا، التي يتمتع بها هذا النوع من الدفع، عدم قلق أصحابها من عدم كفاية الإمداد بهذا النوع من الوقود؛ فنظرا لعدم وجود اختلاف يُذكر بين وقودي البنزين والغاز الطبيعي بالنسبة للمحرك، فإن موديلات الغاز الطبيعي في العادة تكون مجهزة بخزان صغير للبنزين.
وبمجرد استهلاك الغاز تقوم إلكترونيات السيارة أوتوماتيكيا بالتحويل إلى البنزين حتى يتم الوصول إلى أقرب محطة للتزود بالغاز الطبيعي. وبالإضافة إلى ذلك، تمتاز الموديلات المعتمدة على هذه التقنية من الدفع بمدى سير كبير يصل أحيانا إلى 700 كلم.
كل الفئات
وتقدم العديد من الشركات هذه التقنية، التي زاد الطلب عليها مع بداية الألفية الحالية وقت أن كانت السيارات الكهربائية مجرد رؤى بعيدة. ومن هذه الشركات فولكس فاجن وأودي وسيات وسكودا. ويغطي هذا العرض كل الفئات بدءا من الموديلات الصغيرة مثل فولكس فاجن Up والمدمجة مثل سيات Leon وسيارات SUV مثل سكودا Kamiq وصولا إلى الفئة العليا مثل أودي A5 Sportback.
وأعلنت فولكس فاجن عن حصول Golf الجديدة على محرك يعمل بالغاز الطبيعي المضغوط، كما أعلنت سكودا عن حصول الجيل الجديد من Octavia على خدمات نظام الدفع بالغاز الطبيعي أيضا.
ويرى راديكس أن عودة شركات مثل فولكس فاجن لموديلات الغاز الطبيعي بقوة هي استراتيجية حكيمة؛ حيث يساهم الغاز الطبيعي في تقليل الانبعاثات الضارة لأنظمة النقل، لكنه في الوقت ذاته لا يمكن أن يكون خاليا من الكربون، كما أنه لن يقدر على الصمود طويلا أمام تقنيات حديثة قادمة بقوة مثل الدفع الكهربائي.