عرف الإنسان الحب كمشاعر سامية في كل العصور، وكان الحب بين الرجال وبين النساء سببا في إعمار الأرض، طالما أن هذا الحب ينتهي بالنهاية التي شرعها الله سبحانه وتعالى وهى الزواج، ولم يكن مجتمع النبوة خاليا من قصص الحب بين النساء وبين الرجال، بين أن قصصا لحب يضرب به الأمثال ظهرت في هذا المجتمع وكان أصحابها من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يصارحون بها النبى صلى الله عليه وسلم، بل ومن بين هذه القصص ما كانت سببا في نزول آيات من القرآن الكريم، ومن بين هذه القصص قصة الصحابي الجليل والبطل الفدائي في صدر النبوة مرثد بن أبي مرثد، وكان مرثد بن أبي مرثد من أهل مكة المكرمة الذين هاجروا مع النبى صلى الله عليه وسلم، وقد كلفه النبي بمهمة ينطبق عليها وصف المهام الاستخباراتية في عصرنا الحديث وهى التسلل لمكة المكرمة وتهريب أسرى المسلمين من مكة للمدينة.
صحابي يعشق امرأة وشت به للكفار وذهب للرسول يطلب زواجها فنزل فيه قرآنا
وكان مرثد بن أبي مرثد يحب امرأة في مكة اسمها عناق، وكانت تعمل بالبغاء في مكة، ولكن مرثد بن أبي مرثد كان شديد العشق لها، وعندما رأت عناق مرثد بن أبي مرثد وهو متخفي في أحد طرقات مكة المكرمة تعرفت عليه، فطلبت منه أن يبيت عندها، فرفض وقال لها إن إسلامه يمنعه من الزنا، فغضبت عناق وصرخت بالناس بأن كشفت لهم شخصية مرثد بن أبي مرثد، فتابعوه ولكن لم يتمكنوا منه، وعلى الرغم من أن عناق وشت بالصحابي مرثد بن أبي مرثد، وكادت أن تتسبب في أسره بل وقتله على يد كفار قريش، إلا أن مرثد بن أبي مرثد ظل مغرما بها وعاشقا لها، حتى أن هذا الصحابي الجليل ذهب للنبي صلى الله عليه وسلم وقال له : يا رسول الله، أنكح عناقا؟. فأمسك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يرد عليَّ شيئًا حتى نزلت هذه الآية من سورة النور: (الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة) فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم علي وقال: "لا تنكحها"، وهكذا كانت قصة الحب هذه سببًا في نزول آية كريمة وحكمًا شرعيًا يلتزم به المسلمون حتى يرث الله الأرض ومن عليها.