شهد سوق السيارات المصري حالة من التغيرات بشكل كبير، والتي ساهمت في تغير اتجاهات المستهلكين عند شراء السيارة الجديدة، خاصة بعد تطبيق قرار التخفيضات الجمركية على أسعار السيارات ذات المنشأ الأوروبي، بموجب اتفاقية الشراكة المصرية الأوروبية، فيما يعرف بـ«زيرو جمارك»، ما أدي إلى وجود تضارب داخل السوق المصري في ارتفاع وانخفاض مبيعات السيارات الصينية والأوروبية والكورية، والتي نتج عنها إقبال العملاء على موديلات وعزوف عن موديلات أخرى، حيث تسببت في اعتزام شركة «كيان إيجيبت»، ووكيل «سيات» و«أودي» في مصر، عن عدم تقديم سيات «توليدو 2020» مرة أخرى داخل السوق، وذلك لتغيير ثقافة المستهلك وتوجيه نحو استخدام السيارات ذات المهام المتعددة «SUV , CROSS OVER»، و«هاشتباك» للحصول على سيارة إمكانيات وجودة عالية.
من جانبه قال أسامة أبو المجد، رئيس رابطة تجار السيارات، إن سوق السيارات المصري تطور بشكل ملحوظ في مدى إقبال المستهلكين منذ بداية العام الجاري، ويظهر ذلك في زيادة حجم مبيعات السيارات في بعض الماركات، وتراجعها في البعض الأخر، والتي من بينها السيارات الكورية، والتي تراجعت بقيمة 39% خلال 7 أشهر من العام الجاري، بينما تأتي السيارات اليابانية في المرتبة الثانية من الانخفاض لتسجل 16.5%، والسيارات الأمريكية 13.5%.
وأضاف «أبو المجد» في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر»، أن السيارات ذات المنشأ الأوروبي تحظى بكثير من الإقبال من جانب المستهلكين، بينما انخفضت حركة البيع والشراء السيارات الـ«CC» المرتفع داخل سوق السيارات، حيث أن هناك بعض الماركات التجارية تم تخفيض أسعارها، ولكن لم تلقى قبول عند المستهلكين، عند مقارنتها «الأودي سبورتاج»، يتضح أن «سبورتاج» ارتفعت حجم مبيعاتها خلال الفترة الأخيرة عن الأخرى التي تماثلها في السعر.
وأوضح «رئيس رابطة تجار السيارات»، أن هناك عوامل رئيسية التي يتم بناء عليها حركة إقبال العملاء للشراء، من بينها خدمات ما بعد البيع ومراكز الخدمة، وأسعار قطع غيار المرتفعة للغاية ومدى توافرها داخل سوق السيارات المصري، كل هذه الأسباب سوف تساهم في عزوف العديد من المستهلكين، مما يؤثر على حجم مبيعاتها.
وتابع حديثه، أن حجم مبيعات سيارات «سكودا» ارتفعت، بينما انخفضت «فيات» خلال العام الجاري، متوقعًا تغير اتجاهات التجار ووكلاء العلامات التجارية في مصر لـ2020 وفقًا لاتجاهات العملاء داخل السوق المصري.
من ناحية أخري قال منتصر زيتون، عضو رابطة تجار السيارات، إن سوق السيارات يشهد حالة من التذبذبات في حركة البيع والشراء خلال العام الجاري، خصوصًا بعد تطبيق الصفر الجمركي، ما ساعد على تغير اتجاهات الشراء السيارات لبعض الوكلاء، مشيرًا إلى أن الشركات الأم بالخارج تقوم بالضغط على الوكيل لحصولهم على كافة الموديلات، ما يجبر بعض الوكلاء لتخفيف الكميات من الموديلات المنخفضة في مبيعاتها داخل السوق.
وأضاف «زيتون» في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر»، أن هناك تخبط بالسيارات الصينية داخل السوق المصري، حيث يوجد احتمالية اختفاء موديل جاك «S2» و« «S3، وإضافة البديل جاك «S 4»، و«سكودا سوبيرب»، نتيجة لعدم إقبال المستهلكين عليها، بالإضافة إلى أن هناك بعض المشاكل على علامة التجارية «هايما»، بين الوكيل المصري والشركة الأم، ما أدي إلى اختفائها أو اعتماد وكيل أخر، نظرًا لارتفاع الجمارك عليها 40 ألف جنيه، ما أحدث الخلاف بينهما.
وأوضح «عضو تجار السيارات»، أنه من المتوقع تعديل خريطة الوكلاء وإعادة حساباتهم مرة أخرى في قطاع السيارات، حيث يقوم بعض الوكلاء بتخفيض الطلبات على السيارات الأقل مبيعًا والتركيز السيارات الأعلى مبيعًا، ويرجع ذلك أسباب سحب موديلات وتبديلها بالأخرى، حيث اتجاه المستهلكين إلى اقتناء السيارات الأوروبية بدلًا من الصيني، نظرًا لتقارب سعرها الذي ساهم في ارتفاع مبيعاتها بالسوق في الفترة الحالية.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
