يثور خلاف شائك بين تيارين من تيارات الفكر الإسلامي حول حقيقة صفات الله سبحانه وتعالى، والخلاف حول ما إذا كانت صفات الله سبحانه وتعالى على التأويل أم على التشبيه ؟ وحيث يتلخص مذهب التيار الأول وهو التيار الذي يطلق على نفسه اسم تيار أتباع السلف الصالح أو التيار السلفي في إقرار صفات الله تعالى كما جاءت في القرآن الكريم ولكن في نفس الوقت مع تنزيه الله عز وجل عن ظاهره هذه الصفات، ومن جانب آخر فإن هناك تيارا آخر وهو تيار أهل التأويل ، وهذا التيار دعا إلى إعمال العقل في تأويل صفات الله تعالى وفي نفس الوقت مع تنزيه المولى سبحانه وتعالى عن أن يشبهه شئ.
هل صفات الله على سبيل التأويل أم التشبيه .. هذا هو الخلاف حولها ومذهب الأزهر الشريف
وقد مال تيار أهل التأويل إلى أن يعملوا القعل في تأويل صفات الله تعالى وفقا لما ورد في القرآن الكريم، وهؤلاء أفكارهم في معاني هذه الايات، مع تنزيه الله عز وجل عن أن يشبه خلقه، فاتخذوا من مجازات اللغة طريقا لفهم معاني هذه النصوص، ففسروا اليد بالقدرة، والاستواء بالاستيلاء، وذكروا الأدلة التي تؤيد كلامهم من اللغة والشرع، وقد وجد أهل التأويل أنفسهم مدفوعين لهذا الاتجاه بسبب ما تعرض له الفكر الإسلامي من هجمات حول هذا الموضوع من جانب الفلاسفة وردا على شبههم التي أثاروها من تجسيم الله سبحانه وتعالى ووصفه بالأوصاف التي توهم تشبيهه بالخلق، وعلى الرغم من أن المذهبين مختلفين بين أتباع السلف وبين القائلين بالتأويل، إلا أن الأشاعرة الذين يعتنق فكرهم الأزهر الشريف أخذوا برأى التيارين معا.