واقعة أشبه بالعرض السينمائي، شهدها "القطار 934 الإسكندريةالأقصر- دائرة مركز شرطة طنطا – الغربية"، دارت حلقات العرض بين كمسري وبائعين جائلين، أجبرهما على القفز من القطار بسبب تهربهما من دفع تذكرة الركوب.
وسادت حالة من السخط والغضب بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وتدوال البعض منهم مقطع فيديو يوضح سقوط شخصين من القطار 934 الإسكندريةالأقصر- دائرة مركز شرطة طنطا – الغربية، مما دفع البعض للتساؤل حول العقوبة القانونية التي يستحقها الكمسري.
وقال أيمن محفوظ، المحامي، أنه طبقا للمادة ٢٣٨ من قانون العقوبات: "من تسبب خطأ في موت شخص آخر بأن كان ذلك ناشئا عن إهماله أو رعونته أو عدم احترازه أو عدم مراعاته للقوانين والقرارات واللوائح" موضحا أن الإهمال يعتبر عدم مراعاة القوانين واللوائح من قبيل الخطأ غير العمدي ولكن إذا كان الفعل صادر بتفكير من الجاني بفعل يعد قاتلا بطبيعته حيث أن إلقاء الطفلين من القطار المسرع هو أمر حتمي للوفاة أو الإصابة الشديدة.
وأشار أنه يُقصد بالقصد الجنائي العام اتجاه إرادة الفاعل إلى تحقيق النتيجة الإجرامية، بينما يعني القصد الجنائي الخاص اتجاه إرادة الجاني إلى الوصول إلى غاية معينة من وراء حدوث النتيجة والمتمثلة في نية إزهاق روح المجني عليه ويشكل العلم والإرادة عنصري القصد الجنائي، ويُقصد بالعلم ضرورة علم الجاني بأركان الجريمة من نشاط ونتيجة.
والجدير بالذكر أنه لا يكفي مجرد العلم، بل يجب أن يُضاف إليه إرادة النشاط والنتيجة، وبتطبيق ذلك على جريمة القتل يتضح بأن القصد احتمالي، وأن الفاعل فيها يقصد تحقيق نتيجة وهو يقوم بنشاط معين ولكنه يتوقع احتمال أن تحدث نتيجة إجرامية أخرى بسبب النشاط الذي يأتيه فلا يمنعه هذا من المضي قدما في سلوكه فيقبل هذه النتائج وإثبات نية القتل مسألة تقوم محكمة الموضوع بالتعرف عليها من وقائع القضية، في ذلك تقول محكمة النقض: "من المقرر أن قصد القتل أمر خفي لا يدرك بالحس الظاهر، وإنما يُدرك بالظروف المحيطة بالدعوى والأمارات والمظاهر الخارجية التي يأتيها الجاني وتنم عما يضمره في نفسه فإن استخلاص هذه النية من عناصر الدعوى موكول إلى قاضي الموضوع في حدود سلطته التقديرية".
واختتم محفوظ حديثه، أن فعل هذا الكمسري يعد فعلا قاتلا بالضرورة وأن احتمال تحقيق نتيجة القتل مرتبط بما فعله بإجبار الشابين على القفز من القطار فلهذا يعد قاتلا ومسئولا عن جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار وتكون العقوبة هي عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة على أقل تقدير.