اعلان

كان القدر قاسياً عليهما .. قصة الشابين ضحية قطار 934

"حكايات مغمورة عن ضحايا قطار طنطا".. محمد عيد صاحب مهنة "هاندميد" راح ضحية تذكرة قاتلة

لكلٍّ مِنَّا قصةَ حياة دفينة وضَعها في أغوار الدنيا التي يحاربها من أجل تحصيل القوت اليومي، وكلما مضى عليها الزمن دفعها أكثرَ وأكثرَ إلى أعماقه.

"محمد عيد"، ٢٣عامًا، صاحب بشرة رمادية مائلة إلى الزُّرقة، ذات بقع داكنة الزرقة، وعينان مبيضتان، رقبة تظهر فيها أخاديد عميقة، كان شابًا في خريف عقده الثالت، فقد عمره بسبب تذكرة قطار، كانت بمثابة التذكرة القاتلة له، بات يسلك طريق العمل الحر، هائما بين محطات القطارات، بحوزته شغل "هاندميد" بيبيعه ويسترزق.

لطالما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ليقع تحت طائلة كُمسري القطار، الذي راح يوبخه ببعض الكلمات التي كانت أشبه بصواعق باتت تحرق قلبه، وكأن الكمسري يعيش بداخله حجر وليس فؤاد، حوار دار بين محمد والكمسري على النطاق التالي: " سأله عن التذكرة، فمحمد قاله إنه معهوش وإنه طالع القطر يسترزق ويبيع شغله للرُكّاب، ليرد الكُمسري قائلا: "تنزل حالًا ولا أطلبلك المباحث؟"، وبكل قيود محطمة طلب محمد منه إنه يصبر وهو هينزل في المحطة الجاية، لكن لم يمتلك الكُمسري صبر أيوب، ليصمم على نزوله ويطلب منه قائلا:"نط"، ليرد محمد بكل ذهول: "هنط إزاي والقطر ماشي بسرعته كده؟!".

استمر الكُمسري على تصميمه وبالفعل، نط محمد تحت الضغط والتهديد من القطر وهو ماشي بسرعته، لكن لم يكن محمد وحيدا، كان يشاركه شاب آخر ليفقد رجله، التي كان يسعى بها إلى تحصيل قوت يومه.

وجاء في التقرير الطبي أن الشاب وصل جثة هامدة لمشرحة طنطا الجامعي، مشيرًا إلى أنه وصل مفصول الرأس تمامًا عن الجثمان.

وأشار التقرير إلى وجود سحجات بالذراعين والصدر والظهر والبطن من الأمام والخلف مع سحجات بمنطقة الحوض.

اقرأ أيضا: وقف "كمسري" وإحالته للتحقيق.. طرد طفلين من القطار أثناء سيره فلقي أحدهما مصرعه وبتر قدم الثاني

وبداية الواقعة بتلقي اللواء محمود حمزة مدير أمن الغربية، إخطارا من العميد مازن الرشيدي مأمور مركز طنطا، بورود إشارة لشرطة النجدة بمصرع شاب وإصابة زميله عقب سقوطهما من قطار إسكندرية أسوان أمام قرية دفرة مركز طنطا.

وانتقل الرائد توفيق شهوان رئيس مباحث مركز طنطا، لمكان البلاغ، وتوصلت تحريات المباحث تحت إشراف اللواء السعيد شكري مدير المباحث الجنائية، والعميد إيهاب عطية رئيس مباحث المديرية، أن المجني عليهما كانا يستقلان قطار إسكندرية أسوان، وأثناء اقتراب القطار من قرية دفرة مركز طنطا، طلب "الكمسري" مشرف القطار من الشابين التذاكر إلا أنهما استقلا القطار بدون قطع تذاكر للرحلة، وطالبهما الكمسري بدفع ثمن التذاكر بالغرامة، وإلا سيقوم بتسليمهما لشرطة النقل والمواصلات، النزول من القطار فورا، وفتح مشرف القطار الباب أثناء سيره، وأمر الشابين بالنزول فورا منه، فما كان منهما إلا النزول حتى لا يتم تسليمهما للشرطة، وأسفر ذلك عن مصرع أحدهما وإصابة الثاني بإصابات خطيرة، وتم ضبط مشرف القطار، وإحالته لنيابة مركز طنطا التي باشرت التحقيقات معه.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً