قالت مصادر طبية وأمنية إن 14 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 865 أثناء الليل بعدما فتحت قوات الأمن العراقية النار على محتجين في مدينة كربلاء.
وذكرت مصادر طبية أن ثلاثة محتجين فارقوا الحياة في مدينة الناصرية بجنوب البلاد متأثرين بجروح أصيبوا بها في احتجاجات سابقة.
وتظاهر العراقيون في الشوارع لليوم الرابع، في إطار موجة ثانية من الاحتجاجات المناهضة لحكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ولنخبة سياسية يقولون إنها فاسدة وبعيدة عن أرض الواقع. ووصل العدد الإجمالي للقتلى منذ بدء الاضطرابات في أول أكتوبر إلى 250 شخصا على الأقل.
ودعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إلى إجراء انتخابات مبكرة بعد إعلان حظر التجول في العاصمة بغداد. ويدعم الصدر أكبر كتلة برلمانية وساعد حكومة عبد المهدي الائتلافية الهشة على الوصول للسلطة.
من جانبها، قالت عضو مجلس النواب العراقي، ناهدة الدايني، إنها توافق على مطالب المحتجين التي من ضمنها إجراء انتخابات مبكرة وتغيير مفوضية الانتخابات. وأشار إلى أن "هيئة الرئاسة في مجلس النواب كان من المقرر أن تجتمع بالكتل السياسية لمناقشة الأمر".
وأكدت على تقديم طلب للكتل السياسية يحمل نفس المطالب "لكن لم يؤخذ بها".
وأوضحت أن "من الأسباب التي تؤدي إلى تهدئة الشارع هي الدعوة إلى انتخابات مبكرة نهاية عام 2020 وتغيير مفوضة الانتخابات ببعض القضاة وشخصيات مستقلة".
وقالت إن "المظاهرات هي تراكمات سياسية حدثت نتيجة إخفاقات الحكومات السابقة منذ عام 2005 وحذرنا دائما من بُعد الحكومة عن الشارع"، مشيرة إلى أن "الحكومات العراقية المتعاقبة وخاصة الحكومة الأخيرة كانت تحاول جادة إرضاء بعض الكتل السياسية الكبيرة التي أتت بها إلى الحكومة".
وقال رئيس مركز بغداد للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية، مناف جلال الموسوي، إن "السيد مقتدى الصدر دائما أقرب لطلبات المتظاهرين حتى في عملية تشكيل الحكومة".
ولفت إلى أن الصدر كان "يعمل على تغيير حقيقي وكان يعمل برنامج كتلة الإصلاح على محاسبة الفاسدين وإجراء إصلاحات شاملة وكاملة".
وأشار إلى أن "الهدف من إجراء انتخابات مبكرة هو وجود هيمنة حزبية واضحة تحمي الفاسدين وتقدم المصلحة الحزبية والشخصية على مصلحة المواطن".
من جهته، قال الباحث في الشأن الأمني، فاضل أبو رغيف، إنه "على الرغم من أن إجراءات القوات العراقية كانت احترازية وتحذيرية إلا أن الاحتجاجات كانت دامية نوعا ما في بعض الأماكن وسقط فيها شهداء وجرحى".
وأوضح أن "الاحتكاك القريب جدا يولد حالة من الاحتقان والاستفزاز لدى الطرفين".
ويعتقد أبو رغيف أن "يقلل حظر التجول من حجم الاحتقان في الشارع لكنه لن يكون حلا".