ربما المتابع لخطب الجمعة وهو يصلى في أي مسجد يجد أن الخطباء لا بد أن يكونوا على قدر الحدث فلا يصح أن يصعد الخطيب على المنبر في مناسبة كالمولد النبوي مثلا ويحدثهم عن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وبالتالى كما يقون أن «لكل مقام مقال»، لذلك كان يلجأ بعض الخطباء إلى ترديد خطب جاهزة يقومون بالإتيان بها من على الإنترنت بل يتم اختيار أشهر الخطب ليقولوا مثلها، فمثلا يقوم بالبحث عن أشهر الدعاة الموجودين وينتقي خطبته وربا يكون هذا الداعية ينتمي إلى تيارات متطرفة أو غيرها فيقع الخطيب في أزمة النقل دون تمييز.
لهذا فطنت وزارة الأوقاف في الفترة الأخير لمثل هذا الأمر وعملت على تجديد الخطاب الديني من خلال إصدار مؤلفات خاصة بالخطب وغيرها لتكون مرجعا لأئمة الوزارة الذين يتحدثون في التلفاز أو يصعدون على المنابر، خاصة أن الوزارة تمتلك كنزا حقيقيا يعد مرجعا لكثير من العلماء وهو «المجلس الأعلى للشئون الإسلامية» الذي ألف كتبا كثيرة في مواجهة الفكر المتطرف على مر تاريخه المشرف.
وعملت الوزارة في هذا المحور وفق خطة محكمة اعتمدت في الأساس على إصدار الموسوعة العصرية لخطب الجمعة وقد صدر منها جزءا أخيرا يحتوى على 50 خطبة عصرية في قضايا الساعة ليكون الكلام مطابقا لمقتضى الحال.
وأخيرا ومنذ أيام أصدرت الوزارة كتابا من إعداد إدارة بحوث الدعوة بالأوقاف وبتقديم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف كتاب «خطب المناسبات» ، وهو مجموعة مختارة من خطب المناسبات الدينية، حيث ضم الكتاب 30 خطبة تتناول الحديث عن المناسبات الإسلامية كالهجرة النبوية المشرفة، والمولد النبوي الشريف، وذكرى الإسراء والمعراج، وتحويل القبلة، وشهر رمضان المبارك، وحج بيت الله الحرام، وغيرها من الموضوعات.
وقال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إن الوزارة تعمل على رفع كفاءة أئمتها دعويا من خلال تأهيلهم سواء بالكتب التى تعدها الوزارة أو من خلال الدورات التدريبية التى تعقدها الوزارة تباعا ليكون الخطيب مؤهلا في أن يصعد المنبر أو يظهر على شاشات التلفزيون.
وأضاف طايع لـ«أهل مصر»، أن الوزارة استردت جميع المنابر من أيدى المتطرفين وتقوم الآن بالسيطرة الكاملة على جميع المساجد في المحافظات ومن يثبت تبنيه فكرا متطرفا نقوم بوقفه عن العمل فورا.
وقال مصدر بإدارة بحوث الدعوة بـ«الأوقاف» والتى أعدت كتاب «خطب المناسبات»، إننا نعمل جاهدين وفقة رؤية الدكتور محمد مختار جمعة في تجديد الخطاب الديني واسترداده من مختطفيه الذين تاجروا به ردحا من الزمن.
وأضاف المصدر، لذلك نقوم بإعداد كتب لتكون مرجعا لأئمة الوزارة في أي وقت بدلا من أن يذهب إلى كتب أخرى لشيوخ أثبتوا الانتماء للجماعات المتطرفة.
وتابع، أن ذلك أيضا يأتي في ضوء جهود وزارة الأوقاف لنشر الفكر الوسطي الصحيح، وحرصًا منها على توفير مادة علمية دقيقة وميسرة للأئمة وغيرهم من المعنيين بالشأن الديني بصفة عامة.