التسول عادة منتشرة بشتى شوارع القاهرة يتربح منها كثير من الأشخاص المحتاجين، ومن المعتاد تواجد المتسولين في الشوارع والموالد وإشارات المرور وأمام المساجد، ولكن في الفترة الأخيرة لوحظ انتشار المتسولين أمام أبواب الكنائس خصوصا الكاتدرائية، لذلك كان لـ«أهل مصر» محاورة مع العديد من المتسولين داخل الكاتدرائية للوقوف على الأسباب التي دفعت إلى ذلك، إضافة إلى رأي الكنيسة في هذه الظاهرة المنتشرة مؤخرا.
متسولون داخل الكاتدرائية
قالت إيزيس، صاحبة الـ 70 عاما لـ«أهل مصر»، وهى تطلب مساعدات من زوار الكاتدرائية «عندي 6 أولاد متزوجين، واحد منهم كان مسجون لسه طالع قريب، وبصرف على أحفادي من البركة اللي باخدها من الناس، بدفع إيجار 1500 جنيه في الشهر غير علاجي من السكر والضغط والجلطات يكلف أكتر من 600 جنيه في الأسبوع والكنيسة بتديني 170 جنيه وبأخذ معاش السيسي 323 جنيه يعنى لو اكتفيت بهم مش هيسدوا احتياجات أسبوع، ولو حد مش مصدقنا يزور بيتنا ويشوف حالتنا عايشين إزاي، يشوفوا حفيدي لما يقولي عايز هدوم يا تيتة وأنا مش معايا أجبله».
اقرأ أيضا: القبض على عاطلين لاستغلالهما الأطفال فى التسول ببولاق الدكرور
وقالت إيلين: «رجلى مقطوعة ومعايا بنت في الكلية وبدفع إيجار 750 جنيه وكانت الكنيسة بتساعدني وبعد ما عزلت من سكني المسئولين عن خدمة أخوه قالوا لي روحي كنيسة تبع منطقتك وحتى معاش السيسي مش عارفة أخده، وعزة نفسي بتمنعني أطلب من حد بركة بعقد في مكاني لو ربنا بيبعت حاجة بشكره عليه».
وقالت أم نبيل، إنها أرملة وتعول أحفادها الأيتام كما أنها محتاجة مساعدات مادية لشراء ملابس لأحفادها وعندما عرض عليها ملابس من إحدى الزائرات رفضت وقالت إنها بحاجة لأموال: «أولادي الإثنين متوفيين وبصرف على أحفادي ومرات ابنى عندها حساسية على الصدر مش بتقدر تشتغل، وبحتاج علاج بـ 800 جنيه في الأسبوع عشان مفاصل رجلي والكنيسة بتديني مرتب 100 جنيه في الشهر وبلف فى الكاتدرائية أطلب بركة من الناس لو كل واحد دفع 2 جنيه مش هحتاج».
وعن ادعاء البعض أنهم محتالون وليسوا محتاجين قالت «اللي بياخد قرش مش محتاجه يدخل الخراب في جسمه احنا ستات كبار مش معقول نكذب وإحنا في السن ده».
وقال خليل، رجل سبعيني: «أنا على الله عندي 5 أولاد كبار مش لاقيين شغل وبنت واحدة متزوجة ولجأت للكاتدرائية آخد بركة من الناس لكن مش بطلب من حد حاجة بفضل قاعد مكاني ورزقي ربنا يبعته حد يديني سندوتش أكله أو فلوس أروح بيها لعيالى».
استياء داخل الكاتدرائية
روجينا، في الفرقة الرابعة بكلية التربية قسم اللغة الفرنسية تقول: «أجلس في كافتيريا الكاتدرائية أذاكر مع صاحبتي مارينا لكننا لم نستطع أن نركز من كم المتسولين الموجودين في الكاتدرائية، ولأن طريقتهم مستفزة وإلحاحهم زيادة عن اللزوم وكمان قداسة المكان لا يليق به أن يكون مليئا بالمتسولين، موضحة أنها تشعر بالاستياء عند تعرض المتسولين لها داخل الكاتدرائية وقت الزيارة.
وقال جون، إن المتسولة تلح أكثر من ربع ساعة كي تتحصل على الأموال حتى أصبح التسول مهنة مربحة للكثير منهم وأكثرهن سيدات، وأكد على ذلك صديقه أبانوب، وقال إن الكنيسة يجب أن تغطي احتياجات المتسولين حتى لا يتعرضوا لمثل هذه المواقف المحرجة وأن الحل هو مساعدة الآباء الكهنة لهم حتى يتم التغلب على مشاكلهم والعمل على إدارة تلك الأزمة بدقة.
مكاريوس فهيم: إعطاء المتسول غير المستحق خطية على العاطي
قال القس مكاريوس فهيم قليني، كاهن كنيسة العذراء والأنبا أنطونيوس بمدينة بدر، إن عملية التسول أصبحت مهنة يمارسها الكثيرون في جميع الأماكن، وكنا نجد المتسولين في الطرق والمواصلات وأصبحنا الآن نجدهم في المناسبات الدينية وعلى أبواب الكنائس وبداخلها، وهذا وضع اجتماعي خارج عن إرادة الكنيسة، موضحا أن الشرطة حاولت كثيرًا إلقاء القبض على المتسولين للقضاء على تلك الظاهرة، وأغلب التحقيقات تكشف أن المتسولين مليونيرات، وأن تغلغل المتسولين بالكاتدرائية خارج عن إرادة الكنيسة والمطلوب للقضاء على هذه الظاهرة تخصيص مكتب بالكاتدرائية لخدمة المحتاجين منهم وفحص حالتهم فحص دقيق وسد احتاجتهم المادية والعينية.
وأشار إلى أن جميع الكنائس تحرص على وجود خدمة إخوة الرب لخدمة الفقراء والمساكين، منوهًا بأن البابا شنودة كان يهتم بإخوة الرب وفحص حالتهم ويأخذ قرارات فورية حال ثبوت احتياجهم، والبابا تواضروس أصدر قرارا بأن 30% من إيرادات الكنائس مخصصة لإخوة الرب.
وحمل القمص مكاريوس الأمن الخاص بالكاتدرائية مسؤولية انتشار المتسولين بها، لافتًا إلى أن تغاضى بعض الآباء الكهنة عنهم أو إعطاءهم بركة بسيطة وتركهم يطلبون عطايا من الزوار خطأ جسيم، مؤكدا على ضرورة توصيل أفراد الأمن بالكاتدرائية المتسولين إلى الآباء الكهنة المختصين بخدمة إخوة الرب بطريقة آدمية، مشددًا على أنه ضد استعمال العنف مع المتسولين أو طردهم من الكاتدرائية.