يظل الفن رمز السلام وبناء الحضارات على مر العصور، وتعددت أنواع الفنون في مصر وتطورت بمرور الزمن، ومن أهم الفنون التي اشتهرت بها مصر من العصر الفرعونى، حتى عصرنا هذا، فنون النقش علي النحاس، وزخرفة المعادن اليدوية، دمجها مع المعادن الأخرى مثل الذهب أو الفضة، لينتج لنا من خلال إبداعات يد الصانع العديد من الأشكال والألوان من الرسومات ذات الطابع الخاص التي تبث طابع خاص لدى العابرين بجوارها.
في أحد شوارع مصر بلد الحضارة، تجذبك تلك الرسومات الفرعونية التي صنعت من خليط من المعادن المختلفة، على يد شباب في مقتبل عمرهم، بالقرب منهم لمعرفة أسرار المهنة، اتضح أن هذا المكان مصدر أساسي لصناعة تلك المشغولات اليدوية علي مر الزمن، يرجع ملكيته لعائلة "آل الحسين" ملوك فن التكفيت في القاهرة.
اقرأ أيضا: محافظ المنيا يتفقد أعمال تدريب 100 سيدة على الحرف اليدوية
أحمد الحسين، أحد أحفاد عائلة "آل الحسين" التي اشتهرت بفنون "التكفيت" في مصر، خريج كلية الحقوق، رفض العمل في مجال المحاماة بعد تخرجه، لاستكمال مسار عائلته في مجال فن التكفيت، قائلا: "المهن أسرار وعظمة وأنا أمتلك أهم سر في مهنة الفنون، كيف يمكنني ترك أهم مهنة اشتهرت بها عائلتي للبحث عن العمل في مهنة أخرى؟".
وأوضح حفيد عائلة "آل الحسين" أن تاريخ العائلة في مهنة التكفيت يرجع إلى ما يقرب من 200 عام، وامتلكت العائلة العديد من الورش في العديد من محافظات مصر، من أهم تلك الورش كانت في مدينة القاهرة في شارع المعز وخان الخليل، بجوار الأماكن السياحية، مشيرًا إلي أن هذا الفن أصبح عنوان مصر لدى السائحين.
وأكد أن التكفيت ليس مجرد مهنة للحصول على مصدر رزق، ولكن بمثابة الروح التي بدونها لا يستطيع ان يستكمل الحياة، مشيرًا إلى أنه تربى على يد والده وجميع أقاربه، الذين كانوا يعملون ليلًا ونهارا في تلك المهنة، وقال: أصبحت جزءا من حياتي وحياة كل فرد في تلك العائلة.
وأشار إلى أنه يوجد حالا 35 شخصا في العائلة يعملون بهذه المهنة تعلموها من الأجداد والآباء، لافتًا إلى أن كل فرد يمتلك سرا من أسرار المهنة، موضحًا سر المهنة، قائلا: "نقوم بسبك ونصب القطع النحاسية ثم نقوم برسم نقوش عليها على هيئة أشكال كثيرة مثل السيوف والقطع النحاسية وكراسى العشاء وأدوات التجميل والمكاحل، ونقوم بعمل قطع مطعمة بنقوش من العصر الإسلامي والفرعوني والقبطى والإيراني، مؤكدًا على أن هذا الفن يتطلب جهدا كبيرا من أجل الحفر على النحاس".
وناشد الحكومة الاهتمام بهذا النوع من الفن، لأنه بمثابة رمز من رموز مصر، قائلا: للأسف مع مرور الوقت هذا التاريخ العملاق من فن التكفيت يختفي بسبب عدم اهتمام الدولة به.