عاشت الدكتورة 'سارة رشاد الخطيب' زوجة الشهيد باسم فكري، رئيس مباحث قوص، الذي استشهد خلال حملة لضبط الخارجين عن القانون، قصة مأساوية مع "مشرحة مستشفى قفط المركزي"، روت بعض فصولها ووقائعها في حديث دام.
بدأت قصة "سارة" مع المشرحة في الخامس من مارس 2005 بفقدان والديها وأشقائها في حادث مروري، حيث تم نقلهم لمشرحة قفط.
بعد حادث أسرتها عاشت سارة سنوات من الحزن والألم على فراقهم، إلى أن دخل حياتها شخص أعاد لها ابتسامتها وظنت أن الحظ ابتسم لها بزواجها في نفس اليوم الذي ماتت فيه أسرتها ولكن بعد 10 أعوام، ولكن سرعان ما غادر الحظ السعيد لتدخل من جديد في دوامة من الحزن، باستشهاد زوجها.
بعد وفاة زوجها، نشرت الطبيبة صورة تجمعها مع زوجها في منزلهما، على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قائلة: "أنا وحبيبي وزوجي وصاحبي وكل حاجة ليا، ربنا يرحمك يا حبيبي"
وقالت إن مشرحة قفط تحصد عائلتها مرة تلو الأخرى: "في المرة الأولى كنت مع أهلي، ووالدي نقيب محامين قنا والبحر الأحمر، بعد انقلاب سيارتنا في طريقنا للأقصر، وصعوبة إنقاذ أسرتي، حيث لم ينج من الحادث سوى أنا وأختي، لم أستطع وقتها الذهاب لمستشفى قفط، لرؤيتهم في المشرحة، فقلبي لم يطاوعني أن أرى أبي وأمي، وإخوتي ميرنا، وعبدالرحمن، وعبدالله، ولم أصدق وفاتهم من الأصل".
وواصلت: "صممنا على استكمال دراسة الطب فكنا في العام الأول والثاني، بناء على رغبة أبي رحمه الله، ولكم أن تتخيلوا ظروف الحياة التي تخبطت ببنتين لمدة عشر سنوات متواصلة، فلن أتحدث عن إحساس الفقد والمرارة والخذلان من أقرب الناس التي جعلتك حتى تفقد ثقتك في نقاء الحياة.
واستكملت: كل ذلك وكنت في دوامة كبيرة، حتى التقينا أنا وباسم في أول فبراير 2014، لم ننس أبدًا هذا التاريخ أنا وباسم، وجدت به من النقاء والطيبة والحنية والشهامة والحب الطيب النقي ما لم أكن أتوقع أن هذه الأشياء موجودة في هذا الزمن، لم يكن كأي ضابط شرطة من طيبته المفرطة.
اقرأ أيضا: في جنازة عسكرية مهيبة الآلاف يشيعون جثمان الشهيد الرائد "باسم فكري" رئيس مباحث قوص
واستطردت: دخلنا في سلسلة من المشاكل لم تنته بسبب المحيطين بنا، ومع ذلك تمسك كل منا بالآخر وكأن كل من حولنا يستكثر علينا الفرحة معا، يعلم الله أن ما حدث كاد أن يقصم ضهري، لولا ثبات باسم وابتسامته الطيبة التي جعلت كل شيء يمر، تزوجنا في الخامس من مارس 2015 بعد ما اخترنا، وحددنا الفرح اكتشفنا الشبه بين هذا التاريخ وتاريخ الحادث منذ 10 سنوات في تاريخ الخامس من مارس 2005 فظننت أن الدنيا تصالحني.
وواصلت: طبيعي كان هناك العديد من الأزمات مثل أي بيت ولكن كانت تُحل، فباسم رجل مصلي ملتزم بقراءة ورد يومي بعد كل صلاة، كثير الاستغفار والذكر، حنون لأقصى درجة على ابنه "سليم"، الذي يبلغ من العمر قرابة 5 سنوات، يتعامل معه بعقلية الطفل، فمرّت السنين وأنا أعتقد أن الحياة صالحتني به، ولكن للأسف لم تستمر فرحتي طويلا ليتكرر نفس المشهد حين جاءتني مكالمة تليفونية أن زوجي في مستشفى قفط، في الثامنة مساء، لم أدر كيف ذهبت هناك وأنا في قمة انهياري، لأجد أنه استشهد، كم كان المشهد قاسياّ صممت أن لا أتركه حتى أشاهده، فلن أخاف مرة أخرى من إلقاء نظرة الوداع على أقرب الناس لي، قبلت يده الشريفة الطاهرة ووجدته متبسمًا، وكأنما أدى كامل واجبه ورسالته في الحياة".
واختتمت قائلة: "الحياة لا تترك الطيبين الطاهرين طويلًا، لكني كنت أحتاجك يا باسم، لم تركتني وحدي مرة أخرى، كنت لي نعم الحبيب والزوج والضهر والسند، وداعًا يا حبيبي، وداعًا يا رفيقي.