اعلان

الفن في مواجهة الإرهاب.. قصور الثقافة بـ"محافظات مصر" تحصن عقول الشباب بـ"العروض المسرحية".. إعادة نشر مؤلفات أعلام التنوير.. وتنظيم ندوات لتصحيح المفاهيم الخاطئة (ملف)

◄ الفن قادر على محاربة الإرهاب إذا اهتمت الدول بدوره ورسالته وكف رجال الدين عن تكفير المبدعين من الفنانين

◄ عادل إمام بدأ المواجهة منذ 31 عامًا.. قاد حربًا على قادة الجماعة الإسلامية من أسيوط.. ونجح في هزيمتهم بـ«الواد سيد شغال»

◄ المحافظات تبدأ في «إعادة نشر مؤلفات أعلام التنوير».. وعقد ورش عمل لتعديل سلوك النشء الصغير.. وتنظيم ندوات لتصحيح المفاهيم الخاطئة

◄ «ثقافة الدقهلية» تحصن عقول الشباب بـ«الأغاني الوطنية».. وتبني المواهب المغمورة لحمايتهم من استقطاب الجماعات المتطرفة

ــــــــــــــــــــــــ

يقول الدكتور محمد البشاري، أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي: إن العالم يعيش مواجهة حامية الوطيس مع الإرهاب منذ عقود عدة، وتزداد المواجهة شراسة أحيانًا وتهدأ في أحيان أخرى، لكن في هذه الأيام نشهد انتصارات عسكرية وأمنية في كثير من دول العالم، إلا أن المواجهة الفكرية لا تزال تحتاج لكثير من الجهود وصولاً إلى دحر الإرهاب وهزيمته النهائية.

المواجهة الفكرية للتشدد والتطرف والإرهاب لها أدوات عديدة، من بينها تصحيح الأفكار والمفاهيم الدينية، وتوضيح الأبعاد الاجتماعية والثقافية، وكذلك تسجيل اللحظات التاريخية التي عاشتها الدول التي خاضت مواجهات متعددة الأوجه مع ذلك الخطر الأسود.

وإذا كنا جميعًا نولي وجوهنا شطر دور المنابر والخطاب الديني كوسيلة تقليدية في المواجهة الفكرية للإرهاب والتطرف، لا يمكن الاستغناء عنها، فإننا ندعو إلى جانب ذلك لدور بارز وفاعل للفن في المواجهة الفكرية للتطرف والإرهاب؛ فكلنا لا ننسى أفلام الزعيم عادل إمام التي خاض فيها معارك في مواجهة الإرهاب في حقبة التسعينيات، والتي قدمها في وقت عاشت فيه مصر واحدة من أشد حقبها مواجهة مع الإرهاب، فقدم أفلامه "الإرهابي"، و"الإرهاب والكباب"، وغير ذلك من أفلام جسدت طبيعة المواجهات التي تحدثت وأرّخت لفترة مهمة من تاريخنا العربي في المواجهة مع الإرهاب.

والسنوات الأخيرة، رغم ما شهدته من تفاعلات أمنية وسياسية قوية في الشرق والغرب مع الإرهاب، إلا أننا لا نلمح دورًا على المستوى ذاته للفن، من سينما ودراما ومسرح، يقدم معالجةً واقعيةً لما عانته الأمة الإسلامية والعالم أجمع من ويلات التطرف والإرهاب.

إننا نؤمن بأن للفن رسالة سامية ترتقي بالروح وتوسع الآفاق، وهو يقدم بالصوت والصورة ما هو أبلغ كثيراً مما يقدمه الخطاب الديني المباشر. ولعلي هنا أدعو لتعاون فاعل وبنّاء بين علماء الدين وأهل الفن للخروج للنور بمشاهد أكثر ثراءً وقوة وتأثيراً ومعالجة لما أصابنا من آلام وعوار جراء تلك المواجهة الصعبة والشرسة على مدار السنوات العشر الأخيرة، ما يستوجب طرح استراتيجية جديدة.

استراتيجية تجمع جهود كل المهتمين بقضية المواجهة الفكرية للتطرف والإرهاب، لأننا جميعاً أمام خطر يتهددنا كلنا، خطر رغم انتصارنا الأمني عليه، إلا أن أفكاره ومخاطره ما زالت قائمة في الشرق والغرب، وبات من الضرورة بمكان إعادة النظر في توظيف كل إمكانات الأمة المتاحة. الفن رسالة مهمة يجب أن نعظِّم توظيفها في مواجهة الإرهاب، ويجب أن نسجل للتاريخ حجم ما بُذل من جهود عسكرية وأمنية، وحجم ما حدث في الأمة من دمار، وحجم الثمن الذي دفعته أجيال بأكملها جراء الإرهاب.

ويختتم البشاري حديثه قائلًا: "أجدد من هنا دعوة مفتوحة للتعاون بين علماء الدين، وأهل الفن، والسياسة وخبراء ومسؤولي الأمن، من أجل الشراكة مع رجال الأعمال، لتقديم صورة فنية مكتملة الأركان في مواجهة التشدد والتطرف والإرهاب".

ومن أجل هذا وغيره آثرت "أهل مصر"، نشر هذا الملف الذي يحمل عنوان: "الفن والثقافة في مواجهة الإرهاب"، إذ أنه لا يختلف أحد على أن للفن والثقافة دور بارز في مواجهة التطرف والإرهاب؛ فالرسائل الفنية والثقافية التي تزرع في عقول النشء الصغير والشباب تعمل على تحصين العقول وحمايتهم من استقطاب الجماعات الإرهابية وتمهد الطريق للمواجهات العسكرية لكي تقضي على هؤلاء الخوارج الذين استباحوا دماء الأبرياء وخربوا مؤسسات الدول ودمروا مقدرات الشعوب.

عادل إمام يقود حربًا على طيور الظلام من أسيوط

عقب اغتيال الرئيس محمد أنور السادات في السادس من أكتوبر عام 1981، على يد مجموعة من الإرهابيين المنتمين للجماعة الإسلامية، عانت مصر من موجات إرهابية استهدفت قتل الأبرياء وتخريب مؤسسات الدولة، وكانت محافظة أسيوط على رأس المحافظات المصرية التي تكبد سكانها ويلات الإرهاب الغاشم.

تمركزت قيادات الجماعة الإسلامية ومعتنقو الفكر المتطرف في أسيوط، ومن هنا كانت التركيز على هذه المحافظة للتخلص من هذا السرطان الذي سرى في الجسد المصري، وبجانب العمليات العسكرية والحملات الأمنية المكثفة التي شنتها قوات الجيش والشرطة، كان للفن دور محوري في مواجهة التطرف والإرهاب.

ففي صيف العام 1988، قرر الفنان عادل إمام، زيارة أسيوط ومواجهة الجماعات المتطرفة في عقر دارها؛ إذ آثر في ذلك الوقت تقديم رسالة فنية تعمل على رفع معنويات الشعب الأسيوطي وتثبت للعالم أن هذه المحافظة آمنة وأن الإرهاب لم ينل من عزيمة أهلها ولم يستطع السيطرة عليها كما كان يُشاع في تلك الفترة.

استهدف عادل إمام، من خلال زيارته لأسيوط، عرض مسرحية: «الواد سيد الشغال» دفاعا وتضامنًا مع فرقة مغمورة من هواة المسرح أسسها شباب من قرية «كودية الإسلام» الكائنة بمركز ديروط بمحافظة أسيوط، اعتبرتهم الجماعات المتطرفة من أهل الكفر والعصيان والفسوق وحاولوا منعهم من تقديم عرضهم المسرحى بالقوة وردعهم باستخدام الجنازير والسنج، مما أسفر عن وفاة شهيدين للفن وأصيب آخرون.

وبالفعل عرض الفنان عادل إمام، مسرحيته وسط تضامن ودعم وحماس من جموع المثقفين والمبدعين بالصعيد ومختلف المحافظات المصرية، وجميعهم رأوا فيما فعله الزعيم انتصارًا للفن على الإرهاب.

ثقافة البحيرة

يهتم قصر ثقافة محافظة البحيرة، بكافة أنواع الفنون، لمحاربة التطرف الفكري، من خلال تنظيم ندوات وورش عمل وعروض مسرحية للشباب، وطلاب المدارس في جميع مراكز المحافظة، ويقول محمد البسيونى، مدير عام ثقافة البحيرة، إن قصور الثقافة لها دور كبير في توعية الشباب من المخاطر الإلكترونية والحروب الحديثة، والتطرف الفكري، من خلال احتضانهم وتدريبهم وتنمية مهاراتهم، وتنظيم العديد من الندوات لأصحاب العلم والخبرة، سواء سياسية أو إقتصادية، أو حربية، لتثقيف الشباب. 

وأضاف مدير عام ثقافة البحيرة، أن للقصور الثقافية دور فعال في مواجهة التطرف والإرهاب، من خلال التثقيف ونشر الوعي بين أوساط المجتمع، وكشف حقائق ومخاطر هذا الفكر الضال الذي يحرق الأخضر واليابس، ويعود بالمجتمعات المتحضرة إلى عصور الظلام، و لأصحاب الرأي من المفكرين والمثقفين والفنانين، دور كبير في توحيد جهود المؤسسات الثقافية، وجهود المثقفين كأفراد للعمل على إنتاج خطاب ثقافي واع يسعى لمواجهة التطرف والإرهاب، وكشف مرجعياته وأبعاده أمام المجتمع.

وأشار إلى أن قصر الثقافة في البحيرة قام بالعديد من الفعاليات لتوعية الشباب من التطرف الفكري، ومنها قيام قصر ثقافة فرع مركز الدلنجات بعمل مسرحية بعنوان "معركة السيطرة على العقول"، وشارك بها مجموعة طلاب المدارس والجامعات، بهدف نشر الوعي بين الفئات العمرية المختلفة، وعقد فرع الهيئة العامة لقصور الثقافة بالبحيرة، العديد من الندوات التثقيفية، ومنها ندوة بعنوان "ترسيخ القيم والأخلاق لمواجهة التطرف والإرهاب"، بمكتبة مصر العامة بدمنهور، وذلك ضمن برنامج المحاضرات الثقافية والفكرية لمواجهة التطرف، وتضمنت هذه الندوة حضور نخبة من أساتذة الجامعات.

وعقدت محاضرات ثقافية وفكرية وأمسيات شعرية، بقصر ثقافة دمنهور، وبيت ثقافة ايتاى البارود، وبيت ثقافة كوم حمادة، وثقافة الدلنجات، وثقافة ادكو، بالتزامن مع فعاليات مؤتمر أدباء مصر في دورته الثانية والثلاثين، وتناولت المحاضرات مجموعة من المحاور، والتى من شأنها أن تدعم وحدة الصف، والسعى خلف هدف واحد وهو مقاومة التطرف و الإرهاب.

الدقهلية تكافح التطرف بـ"الأغاني الوطنية"

في قصور ثقافة المنصورة، بمحافظة الدقهلية، بجميع فروعها، يعقد المسؤولين العديد من الندوات في جميع أنحاء المحافظة، إضافة إلى الحفلات والعروض المسرحية الهادفة، من أجل محاربة التطرف الفكري، وينظم فرع قصر ثقافة مدينة دكرنس حفلات غنائية، لغرس روح الوطنية، وإبراز مكانة الجيش المصرى فى الحفاظ على أرض الوطن.

ويقول عاطف عميرة، رئيس فرع ثقافة المنصورة بالدقهلية، إنه يتم عمل الكثير من الحفلات والندوات داخل قصور الثقافة بكافة الفروع، موضحًا انه بيتم عمل مسرحيات داخل القصر، والدخول بالمجان، ويدعم قصر الثقافة احيانًا التكاليف لعدد من الطلاب الذين لديهم المواهب ويقومون بكتابة سيناريوهات وتجسيدها على مسرح قصر ثقافة المنصورة

وأضاف رئيس فرع ثقافة المنصورة بالدقهلية، أن فروع قصور الثقافة فى الكثير من المدن تقوم بتنظيم ندوات إرشادية وغنائية خاصة لطلاب المدارس، ويكون الحديث عن عظمة الجيش المصري، ودوره العظيم في الحفاظ على أرض الوطن، وتعزف الأغانى الوطنية من أجل زرع الحس الوطني، وتبني المواهب الشابة.

المركز الثقافى بطنطا.. منارة للفكر التنويري ومركزًا للفنون والثقافة

كثيراً ما شكلت قصور الثقافة فى الأقاليم فكر الملايين، ولعبت المسارح دورًا كبيرًا في تشكيل وجدان الشباب، إلى جانب تنمية الوعى لديهم، إلا أن هناك مؤشرات عدة لتراجع دور تلك المراكز التنويرية، في الفترة الأخيرة، طبقاً لبعض الدراسات التى أجريت، إلا أن الدولة حاولت تفعيلها مرة أخرى، وقامت بترميم القصور والمسارح وعلى رأسها "مسرح طنطا"، بمحافظة الغربية، والذى سمى فيما بعد بـ"المركز الثقافى التابع لهيئة قصور الثقافة".

يقول "زهرة الليثى" أحد مسئولى مسرح طنطا، إنه يعد إضافة للبنية الثقافية فى مصر وأصبح منارة ومركزًا للإشعاع الفنى والثقافى، ويعظم من دور هيئة قصور الثقافة فى الأقاليم وشريان جديد للثقافة والفنون فى قلب الدلتا.

وأضاف الليثي، أن إعادة إحيائه وعودته إلى دوره بما يليق بمكانة مدينة طنطا الثقافية والفنية، يجعله متنفسًا لأهالى محافظة الغربية، وملتقى للأدباء والفنانين، ومركزًا لاكتشاف المواهب، مشيرًا إلى الدور المجتمعى الذى يهدف إلى التنمية الثقافية، ومواجهة بعض الظواهر والمشكلات التي يعاني منها الإقليم مثل «الختان والهجرة غيرة الشرعية، ومشكلات المرأة، ونبذ العنف والتطرف وغيرها»، وإقامة ندوات لمناقشة هذه الظواهر بهدف توعية المواطنين.

وأضاف أن مسرح طنطا من أهم المسارح مصر، من الناحية التاريخية والمعمارية، وتم إنشاؤه منذ 82 عامًا، صممه مهندس إيطالى وساهم في إثراء الحركة الفنية بمدينة طنطا على مدار أكثر من نصف قرن، وكان الهدف الأساسى من إنشائه أن يكون مركزًا رئيسيًا لنشر الثقافة، وتقام فيه أسبوعيًا الندوات واللقاءات على حسب خطة قصور الثقافة.

وعلى صعيد متصل، صرح القائم بأعمال مدير قصور الثقافة بالغربية، أنه فى ظل الظروف الراهنة ونمو بعض التيارات وظهورها على السطح كان لابد من أن يظهر مركز إشعاع معتدل لتصحيح مفاهيم الشباب، حيث أصدر الوكيل السابق تعليماته إلى كافة مسئولي وقيادات وعاملي قصور الثقافة والمكتبات، بضرورة تفعيل كافة الأنشطة الثقافية والفرق الاستعراضية وتطوير نظم عرض الكتب العامة والعلمية على مستوى قرى ومراكز المحافظة.

وأشار إلى أن دور قصور الثقافة هام، وذلك من خلال العمل على رفع درجات الوعي الثقافي وتنمية ورعاية مواهب القرية، ومحاربة الإرهاب والتطرف، موضحًا أنه لا تستطيع جهة بمفردها على خدمة هذا الوطن، ويجب تفعيل بروتوكولات التعاون بين الهيئات بعضها البعض، لكي تؤدي بيوت وقصور الثقافة دورها على أكمل وجه.

تعديل سلوك النشء الصغير

يحرص قصر ثقافة الفيوم التابع لإقليم شمال الصعيد، خلال الثلاثة أشهر القادمة، على عقد العديد من المحاضرات والورش بعنوان "الثقافة وتنمية الوعى فى مواجهة الإرهاب"، تحت اشراف سماح كامل، مدير عام فرع ثقافة الفيوم، وهبة الله لطفي، مدير القصر، وذلك حرصًا من الهيئة العامة لقصور الثقافة على رفع الوعي الجماهيري بخطورة التطرف والإرهاب.

وقالت سماح كامل، مدير عام فرع ثقافة الفيوم، إنه من المقرر عقد محاضرات تثقيفية بالمدارس الابتدائية، عن تعديل السلوك والتنمية البشرية، واستهداف الفئة العمرية الأقل من الطلبة لتنمية الوعي الثقافي لديهم، مضيفةً أنه سيتم عمل بروتوكول مع معهد ناصر العسكري لعقد ندوات بالقصر والمدارس، عن خطورة الإرهاب والحديث عن الوطن، ومناقشة كتاب بعنوان «بروتوكولات حكماء صهيون»، والذي يعد أبرز ترجمات الكاتب محمد خليفة التونسي، والتى وصفها العقاد باعتبارها أول ترجمة عربية لكتاب أحدث جدلاً واسعًا، وهي مجموعة من النصوص تكشف خطة لسيطرة اليهود على العالم.

وقالت سماح كامل، مدير عام فرع ثقافة الفيوم، إنه من المقرر عقد محاضرات تثقيفية بالمدارس الابتدائية، عن تعديل السلوك والتنمية البشرية، واستهداف الفئة العمرية الأقل من الطلبة لتنمية الوعي الثقافي لديهم، مضيفةً أنه سيتم عمل بروتوكول مع معهد ناصر العسكري لعقد ندوات بالقصر والمدارس، عن خطورة الإرهاب والحديث عن الوطن، ومناقشة كتاب بعنوان «بروتوكولات حكماء صهيون»، والذي يعد أبرز ترجمات الكاتب محمد خليفة التونسي، والتى وصفها العقاد باعتبارها أول ترجمة عربية لكتاب أحدث جدلاً واسعًا، وهي مجموعة من النصوص تكشف خطة لسيطرة اليهود على العالم.

وأوضحت كامل، أن هناك الكثير من الندوات بنادي الأدب وبيوت الثقافة، بمراكز المحافظة، عن محاربة الإرهاب وكيفية مواجهة الثقافة للإرهاب، ودور الشباب في المجتمع، وتثقيف أنفسهم، حيث أن لهم دور كبير في تنمية وبناء المجتمع، وهم أساس التغيير والقوة القادرة على إحداثه، ويجب أن يكون استقطاب طاقاتهم وتوظيفها أولوية جميع المؤسسات والمجموعات الاجتماعية التي تسعى للتغيير، وهم الأقدر على التكيُف بسهولة مما يجعل دورهم أساسي في إحداث طفرة فى مجتمعاتهم.

وعقد قصر الثقافة محاضرات عن زيادة الجريمة في المجتمع وأسباب انتشارها، وكيفية تقويم سلوك الطفل، بمدارس قرى المحافظة، وكثف اللقاءات عن مفهوم الإرهاب وصوره وأشكاله، والفرق بين إرهاب الفرد وإرهاب الدولة، وأثر وسائل الاتصال علي انتشار الفكر المتطرف، و كيفية مواجهة الإرهاب.

28 مكتبة بالمنوفية تنشر الفكر المعتدل

تسعى قصور ثقافة محافظة المنوفية، على نشر أخطار الانضمام للجماعات الإرهابية التي تدمر العالم عن طريق محو عقول الشباب، وتسخيرها لخدمتهم.

ويقول أحمد فوزي، مدير عام ثقافة المنوفية، إن دور ثقافة المنوفية تسعى بقوة للقضاء على الإرهاب، وذلك عن طريق إرسال رسائل للجهات المعنية بإقامة العروض الفنية البسيطة لتنمية عقول النشء الجديد، بمخاطر الإرهاب، ونسعى لعمل المسرحيات اللازمه لذلك، ولكن عدم توافر مسرح في دور الثقافة هو ما يُحجِمنا، ونأمل بعد افتتاح قصر ثقافة شبين الكوم، أن تقام المسرحيات المختلفة ومن ضمنها تنمية عقول الشباب الجدد من خطر الإرهاب.

وأضاف مدير عام ثقافة المنوفية، أن ثقافة المنوفية تسعى وراء تنمية العقول، والبدء من الصغر، مع طلاب المدارس، حيث يتم الدفع من قبل دور الثقافات للمدارس المختلفة لإعطاء الدروس وإقامة الندوات المختلفة بجميع المراحل التعليمية، خاصة المدارس الإبتدائية والإعدادية والثانوية، مشددًا على نشأة الجيل بصورة واضحة من سن ٨ سنوات، وحتى ١٤ سنه، وتوجيههم عن طريق الرسومات الورقية، والأفلام الكرتونية عن الإرهاب. 

وأكد مدير عام ثقافة المنوفية، أن مكتبات محافظة المنوفية والتي يبلغ عددها 28 مكتبة، تحتوي على كتب ذات طابع ثقافي تجاه الأعمال الإرهابية، وعدد كبير بلغات مختلفة، وخاصة في قسم علم الإجتماع، ويتم عمل ندوات يوميًا في دور الثقافة وتكون دورية للإرشاد عن مخاطر الإرهاب.

المسرح واللوحات الفنية درع بورسعيد الواقي

قال المخرج محمد الدسوقي، المستشار الثقافي لمحافظة بورسعيد، إن المحافظة تعمل على مواجهة الفكر بالفكر، و مجابهة الأفكار الهدامة المتطرفة والإرهابية بالأعمال الثقافية والفنية الهادفة، التي ترسخ المبادئ الوطنية والعادات والتقاليد المؤكدة على روح الإخاء والمحبة والود وتقبل الآخر.

وأضاف الدسوقي، أن بورسعيد شهدت عدة فاعليات خلال الأشهر القليلة الماضية من بينها أطول لوحة فنية تم تصميمها على مستوى المحافظة، وصل طولها لأكثر من 200 متر بمشاركة أكثر من 1000 شخص "شباب وفتايات وأطفال"، تحت عنوان "لوحة تجمعنا" في كورنيش بورسعيد، وتم التفكير فى تصميم هذه اللوحة الفنية للجمع بين فئات المجتمع من الطفل والأسرة والقيادات التنفيذية والشعبية، ومحافظ بورسعيد، ووضع "بانر" كبير وصل طوله أكثر من 200 متر كلوحة فنية اتخذ منها كل طفل متر يشارك معه أسرته لرسم لوحة فنية تُعبر عن بورسعيد بنظرته.

وأوضح المستشار الثقافي لمحافظة بورسعيد، أن كل الأعمال الفنية عبرت عن بورسعيد من الناحية الثقافية، الفنية، التاريخية، التجارية، الصناعية، وغيرها، مشيرًا إلى أنه وصل عدد المشاركين لأكثر من 1000 فرد تجمعوا على فرشة ولون لرؤية بورسعيد الجميلة بعيون أبنائها الصغار والكبار، جمعتهم روح الحب والتعاون. 

وشارك في هذه الفعالية، اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، من خلال تفقده للمشاركين أثناء ممارستهم هواية الرسم على اللوحة الفنية، ورافقه الدكتور محمد هانى، نائب المحافظ، والمهندس كامل أبو زهرة، السكرتير العام للمحافظة، الدكتور نبوى باهى، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، وعدد من رؤساء الأحياء.

وأشار المستشار الثقافي لمحافظة بورسعيد، أن هناك عدد من مسارح مدارس بورسعيد استقبلوا مسرحية "بابا حبيبي"، بطولة الفنانين ناصر سيف وحسان العربي، وبمشاركة عدد من أطفال المحافظة، والتي رسخت للطلبة والطالبات مبادئ بر الوالدين والانصياع لإرشاداتهم، فهما دائما وأبدا أصحاب الرأي الصواب، وذلك على خلاف ما نراه في زمننا، من نهر الابن لوالديه بسبب أفكار متطرفة.

وفي نفس السياق، نظمت عدد من مدارس بورسعيد أعمالا فنية عديدة بمناسبة الاحتفال بانتصارات أكتوبر، وشهد الدكتور نبوى باهى، وكيل وزارة التربية والتعليم ببورسعيد، إحتفالية مدرسة 6 أكتوبر الثانوية للبنات، بأعياد ذكرى النصر، بمسرح المدرسة، وبحضور المقدم محمد واصف، المستشار العسكرى للمحافظة وا.د. عاطف علم الدين، رئيس مجلس أمناء المحافظة، وذلك بهدف تعريف الصغار بأهمية انتصار أكتوبر، الذى تمكن الجيش المصرى من خلالها استرداد جزء غالي من أرض مصر وهى سيناء.

العروض الفنية منقذ شباب الشرقية من التطرف

قالت دولت جبر، مسؤولة الإدارة الثقافية بقصر ثقافة الزقازيق التابع لمحافظة الشرقية، إن المسرحيات والعروض الفنية التي تقدم لحماية الشباب من التطرف والإرهاب هي المنقذ للشباب والعمال البسطاء، وتم تنفيذ محاضرة نوعية تثقيفية في هذا الشأن وذلك بقصر ثقافة طفل الزقازيق بالتعاون مع الإدارة العامة لثفافة الشباب والعمال.

وأضافت جبر، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن هناك ندوات ولقاءات فكرية تعقد كل شهر للتوعية الشباب من أخطار الانضمام للجماعات المتطرفة وتم تنفيذ يوم ثقافي يتضمن محاضرة بعنوان: "الأحتفال بعيد الشرقية القومى"، ومسابقات، وعرض مواهب، وورشة فنية وذلك بـ "بيت الثقافة" بالتعاون مع الإدارة العامة لثفافة الشباب والعمال.

وأشارت، إلى أن قصر الثقافة يوعي الشباب ويزيد وعيهم ضد أخطار الإرهاب وتم تنفيذ احتفالية السادس من أكتوبر وتضمنت محاضرة بعنوان انتصارات أكتوبر، وطريق المستقبل ورشة فنية وتكريم 60 من مقاتلى حرب أكتوبر المجيد بواقع 2 من كل موقع ثقافي تابع لفرع ثقافة الشرقية، وذلك بجميع المواقع التابعة لفرع ثقافة الشرقية، بالتعاون مع الإدارة العامة لثفافة الشباب والعمال.

فعاليات ثقافية مكثفة ببني سويف

لا أحد يستطيع أن ينكر دور الفن والثقافة في الحد من انتشار التطرف والإرهاب بمختلف أنواعه، وسطى التغيرات التي تحدث يوميًا داخل المجتمعات. والتقت "أهل مصر"، بمسؤولي قصور الثقافة بمحافظة بني سويف، للتعرف على كيفية مواجهة الإرهاب والتطرف، بالثقافة والفنون والآداب المختلفة.

يقول جمال مختار، مدير قصر ثقافة مركز ببا، والمشرف على الأنشطة الثقافية بفرع ثقافة بني سويف، إن هناك خطة لمواجهة التطرف بكافة أنواعه، وذلك بناءا على تعليمات رئيس الهيئة بزيادة عدد المحاضرات والندوات، والنزول إلى الشباب في المدارس والجامعات، واختيار موضوعات خاصة بالمواطنة، والانتماء، وحب الوطن، والاعتزاز برجال الجيش المصري، والشرطة، ونشر الأمسيات والمشاركات عبر الـ 14 موقع ثقافي، التابعين لمحافظة بني سويف.

وأضاف مدير قصر ثقافة مركز ببا، أن مكتبة "طنسا" بمدينة ببا، ناقشت محاضرة بعنوان "التسامح في الإسلام"، وتناولت معاني التساهل والعفو الديني، واحترام عقائد الآخرين، وهناك العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية التى تصب في مصلحة الشباب من جميع الجوانب، وتساعده على السلوك المستقيم بعيدًا التطرف، ومنها ندوة بعنوان "الصدق"، الذي تناولت أن الصدق طريق النجاة في الدنيا والآخرة وهو مسلك الأبرار الصالحين، والأولياء المتقين، وجوهر كل عبادة.

وأقيمت محاضرة ثقافية بعنوان "الإسلام دين السماحة والسلام" ببيت ثقافة الفشن، ضمن أنشطة الهيئة العامة لقصور الثقافة التوعوية، ومكافحة التطرف والإرهاب، بحضور كوكبة من الأدباء والشعراء والمثقفين، تحدثوا عن الإسلام الذي يحمل كل معاني اللين واليسر والسهولة، وأن الإسلام قد شمل بتلك المعاني كل الأحكام والأوامر والنواهي، وبما أن الإسلام دين عالمي يخاطب كل الألوان والأعراق والأديان، فقد ذكر لنا التاريخ أن الأمم السالفة لم تعرف مثل المسلمين فاتحين راحمين متسامحين، وأن أخلاق الإسلام جميلة طيبة وأحكامه من أعدل الأحكام وأقواها، وأظهر الإسلام الكثير من السماحة في العبادات وحمل في طياته العديد من الأخلاق الحميدة، فدعا إلى إفشاء السلام وإيواء من كانوا على غير الإسلام.

وأطلق فرع ثقافة بني سويف مبادرة "الطريق إلى الأخلاق" بتنظيم عدد من المحاضرات عن الإحترام، كقيمة في المجتمع وأهميته في التعامل وبناء شخصية سوية والعطف على الصغير، والاهتمام به، وأن الاحترام يبني شخصية قوية وسوية وعقلانية للشخص المتحدث.

وناقش قصر ثقافة بني سويف كتاب "حرب أكتوبر" من مجمع البحوث الاجتماعية، الذي يروي قصة وشجاعة الجيش المصري، وكيف نجحت قواتنا المسلحة، ويكشف بجلاء عن دقة التخطيط فى حرب أكتوبر المجيدة، ويلقى الأضواء على جسارة رجال القوات المسلحة، فى تنفيذ المهام التى أُوكلت إليهم، خلال أعمال القتال، ويبرز ذلك التلاحم الرائع بين رجالنا خلف الخطوط والمواطنين المصريين من قبائل سيناء، الذين كانوا خير معين لهم على تنفيذ المهام الصعبة حتى تحقق النصر.

وشرحت مكتبة "طنسا بني مالو" كتاب "الصداقة والأخوة في الإسلام" لـ "عز الدين فراج"، والذي يتناول تعريف الصداقة، والتضحية، والحب، والحياة، وأهميتها في الإسلام، والأخوة، والتعاون على البر والتقوى بين الأصدقاء، وتحقيق معنى فعل الخير والإرشاد له.

مواجهة 44 "قرية ملتهبة" بالمنيا

نالت محافظة المنيا "عروس الصعيد"، على مدار الأربعة أشهر الماضية اهتمام ثقافي واسع المجال يدمج بين وزارة الثقافة والتربية والتعليم والتضامن الاجتماعي لمواجهة التطرف. ونشاطات محافظة المنيا موزعة على عدة مراحل، تشمل 44 قرية بمختلف مراكز المحافظة.

تقول الدكتورة رانيا عليوة، مدير قصر ثقافة المنيا، إننا في المسرح لا نعمل على موضوعات بذاتها، ونركز على نوادي المسرح للشباب الهواة، الذين لديهم أفكار للأعمال المسرحية، ويقدمونها للقصر، وتعرض على لجنة لاستعراض تلك المشروعات المقدمة، ومن ثم تبدأ هيئة قصور الثقافة بإنتاجها، لافتة إلى أن هذا العام تم اختيار 4 مسرحيات ذات رؤى إخراجية وفنية مختلفة.

وأضافت مدير قصر ثقافة المنيا، أن الندوات التي تقام بالقصر تتناول الفن بوجه عام، والثقافة وتنمية المواهب وشغل أوقات الفراغ، وهناك برنامج ثقافي محدد من قبل وزارة الثقافة يحمل اسم "البرنامج الثقافي لتعزيز قيمة وممارسات المواطنة ونبذ العنف ومواجهة التطرف والأحداث الطائفية"، ويستهدف البرنامج 44 قرية على مستوى مراكز المحافظة التسع، بدأ تطبيق البرنامج الثقافي منذ شهر يوليو الماضي.

وأوضحت، أن كل قرية من القرى المختارة ضمن البرنامج الثقافي، تعقد بها لقاءات وأنشطة فنية لمدة أسبوع، تتضمن كورال أطفال، موسيقى عربية، فرق للفنون الشعبية، وأن هناك فرق شعبية من محافظات: بورسعيد، والإسماعيلية، والشرقية، وقنا، والأقصر، وأسوان، والعديد من فرق الفنون الشعبية شاركوا في المرحلة الأولى من البرنامج الثقافي بالمحافظة.

واردفت، أن الـ 44 قرية المختارة بالبرنامج الثقافي، تم إختيارها من قبل مجلس الوزراء، لأن محافظة المنيا شهدت عدد من أعمال عنف، وأحداث طائفية، والتي يطلق عليها "القرى الملتهبة"، وانطلق البرنامج الثقافي من محافظة المنيا كأول محافظة بالجمهورية؛ وذلك بالتعاون بين وزارات الثقافة، التضامن الاجتماعي، والشباب والرياضة، والتربية والتعليم، والمجلس القومي للمرأة وكان من أكثر الأدوار البارزة في البرنامج هو الدور الثقافي.

واختتم البرنامج الثقافي فعالياته في الرابع والعشرين من أكتوبر، وعروض الأسبوع الثانى عشر ونهاية المرحلة الأولى من البرنامج الثقافي والفني، لتعزيز قيم وممارسات المواطنة لمواجهة التطرف والأحداث الطائفية، والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بفرع المنيا، داخل قرية الإسماعيلية خلال الفترة من 19 إلى 24 أكتوبر الجارى بحضور مدير عام فرع ثقافة المنيا، وتضمن اليوم العديد من فقر الفرقة الشرقية للفنون الشعبية، تابلوهات غنائية راقصة منها "الفرح الشرقاوي، السقايين، التنورة، كف العرب حصان، التحميلة"، وذلك وسط حشد كبير من الجمهور.

قنا تتحصن بـ"الفكر التنويري" 

قال محمود فاروق، مدير قصر ثقافة قنا، إننا نحارب التطرف من خلال الندوات التي تناقش قضايا الإرهاب والأفكار الاجرامية، وتتحدث عن سماحة الإسلام، والفكر التنويري، بكافة القصور الثقافية داخل قرى ومراكز المحافظة.

وأضاف مدير قصر ثقافة قنا، أنه عند افتتاح القصر بعد ترميمه منذ عام مضى، تم إكتشاف العديد من الكتب التابعة للجماعات المتطرفة، داخل مكتبة القصر، وتم استبعادها نهائياً من جميع المكتبات الثقافية داخل قرى محافظة قنا، بناءًا على تعليمات الهيئة العامة لقصور الثقافة، وأن العروض المسرحية توضح مدى انتشار الإرهاب في جميع المجتمعات وليست مصر فحسب، كما يحاول أن يصور البعض ذلك، تهدف إلى توعية الشباب، بأن لا ينساقوا وراء الأفكار المتطرفة، والهدامة، ولابد أن يكون لكل شخص دور إيجابي في المجتمع حتى نحافظ على وحدة وتماسك بلدنا.

وأوضح مدير قصر ثقافة قنا، أن للمكتبات الثقافية دور هام في محاربة الإرهاب لما بها من كتب عديدة ضد التطرف، وتدعو إلى محاربته بشتى أنواعه، سواء التطرف الديني، أو السياسي، أو الإجتماعي، لذلك يركز العاملين بقصور ثقافة قنا على جانب المكتبة، ويعقدون الندوات بداخلها وفي كل ندوة يختارون كتاب معين لمناقشة مضمونه، وعرض قصص ومعاناة بعض الشخصيات ودورهم في محاربة التطرف.

وأردف أن قصور الثقافة في قضايا التطرف تستهدف فئات عمرية معينة، وأكثرها طلاب المرحلة الثانوية، والجامعة، لأنهم أكثر الفئات المستهدفة من الجماعات الإخوانية، لتنفيذ مخططهم المتطرف، وإقناعهم بأساليبهم المزيفة، واتخاذهم وسيلة لنشر أفكارهم التي تدعو للتطرف والبعد عن الدين، لذلك يتم عقد الندوات داخل جامعة جنوب الوادي بقنا، والمدارس الثانوية لمحاربة التطرف بأساليب توعوية للشباب.

واستشهد بقصر ثقافة قنا لمحاربة التطرف، عندما قام بتنظيم أكثر من 200 فعالية ثقافية خلال شهر رمضان الماضي، وتضمنت عقد مجموعة من الندوات الثقافية والأمسيات الشعرية، لمحاربة التطرف في جميع مكتبات وقصور ثقافة المحافظة، من أجل القضاء على التطرف.

نقلًا عن العدد الورقي...

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة الهلال والفتح (1-1) في الدوري السعودي (لحظة بلحظة) | ضغط من الهلال