اعلان

"بورفؤاد".. تميز عمراني شاهد على قرن من الزمان.. أنشئت على مساحة 682 فدانا بطراز المدن الحدائقية وافتتحت في 1926

بعد أن حصلت مدينة بورفؤاد بمحافظة بورسعيد، على جائزة المركز الثاني بمسابقة التميز الحكومي التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، يستعرض "أهل مصر"، أهم المحطات التاريخية للمدينة التي تقع شرقًا وتحدها المياه من كل جانب، وغلب عليها الطابع الفرنسي.

نشأة المدينة

بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها، قررت إدارة قناة السويس إنشاء مدينة جديدة على الضفة الشرقية "الآسيوية" لبورسعيد، بهدف تسكين العمال والموظفين العاملين بها، فتم إنشاء حوالى 300 مسكن، لتكون بداية بورفؤاد وذلك فى عام 1920، على مساحة 682 فدانا.

لم يكن حينها قد أُنشئ فى هذه الناحية سوى مبنى الحجر الصحى الذى تم إنشاؤه فى عام 1901، وكان الافتتاح الرسمى للمدينة فى 21 ديسمبر من عام 1926، وحملت اسم الملك فؤاد، حاكم مصر وقتئذ.

تخطيط المدينة

خططت بورفؤاد على نمط المدن الحدائقية، وهى عبارة عن نسيج عمرانى فى صورة مربعات، تخترقها خطوط مائلة بزاوية 45 درجة، وفقا للقواعد التى كانت تدرس بمدرسة الفنون الجميلة بباريس، وتتميز شوارعها بالاتساع وتكسوها الخضرة، وتزينها الأشجار، كما زودت بمتنزه جميل.

تقسيم المدينة

خصص بمدينة بورفؤاد حيان، الأول حى سكنى للعمال والموظفين، عبارة عن مساكن شبه متلاصقة ارتفاعها طابقان، وتم تخصيص حديقة صغيرة لكل مسكن منزرعة بالأشجار التى نضجت الآن وتقدمت فى العمر، وتكثر بها أشجار المانجو.

وكما جرى العُرف فى كل مدينة عمالية منظمة، فالمنازل التى تقع على النواصى أو على رأس الشارع تكون مخصصة لرؤساء العمال، بحيث يتمكنون بهذه الطريقة من متابعة العمال التابعين لهم بسهولة أكثر.

مكونات البُنيان

كانت هناك طريقتان لبناء هذه المساكن، فهناك الشريحة الأولى المخصصة لمساكن الموظفين التى بنيت بالحجر الرملى، تصل بينها فواصل كبيرة ظاهرة، وكانت الشرفات تبنى بالخشب.

أما الشريحة الثانية المخصصة لمساكن العمال، فتمتد على مساحة أوسع بكثير، وهى مكونة من منازل تبدو متشابهة مع مبانى الشريحة الأولى، وإن كانت قد بنيت من قوالب الطوب الأسمنتى، وهى ذات شرفات تحملها كوابيل من الخرسانة المسلحة، ويفصل هاتين الشريحتين السكنيتين طريق كبير مليء بالأشجار من الجانبين بصفة عامة.

اتضح على تخطيط المساكن، الثراء فى عناصر اللاند سكيب والزراعات، وتميز المبانى القائمة خير دليل على وجود رغبة صريحة وواضحة لتكوين مجموعة عمرانية ذات سمات متنوعة ومتميزة، بما يدل على غنى إمكانيات شركة القناة من جانب، وعلى مدى الاهتمام الذى كانت توليه الشركة لراحة العاملين بها من جانب آخر.

اقرأ أيضا: محافظ بورسعيد يهنئ مجلس مدينة بورفؤاد لحصولهم على المركز الثاني في مسابقة التميز الحكومي

فيلات بورفؤاد 

أما الحى الاخر، ويقع على مسافة قريبة من هذه المساكن، فتم تخصيصه لسكنى الكوادر الأعلى من القباطنة والمهندسين والإداريين فى الوظائف العليا، وهى عبارة عن فيلات لكل منها تصميم مميز ومختلف عن بعضها البعص، وتعزل الواحدة عن الأخرى بحدائق فسيحة، تحيط بها من كافة الأرجاء، وتصل بينها شوارع تكاد تكون مخصصة لها. 

وتُعد هذه الفيلات هي الأجمل، والتى يكمُن تمييزها عن طريق المصبعات الخشبية الكبيرة التى تحجب شرفة الطابق العلوى، وقد وقع الاختيار عليها كمقر لرئيس الجمهورية السابق أنور السادات بغرض الاستجمام.

في سياق متصل، وجه اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، التهنئة إلى رئيس مجلس مدينة بورفؤاد، المهندس محمد عبده، وجميع العاملين لحصول مدينة بورفؤاد علي المركز الثاني على مستوى الجمهورية في مسابقة التميز الحكومي للمدن، والتى أقامتها وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى بالتعاون مع حكومة دولة الإمارات لتحقيق إستراتيجية التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030"، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، وبحضور الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء ووزيرة التخطيط والمتابعة وبمشاركة وفد وزارى إماراتى.

وأعرب محافظ بورسعيد، عن سعادته وفخره بحصول مدينة بورفؤاد على المركز الثاني فى التميز الحكومي نتيجه للجهد الفعال والأداء المتميز، والذي نتج عن عمل جماعي وتضافر كافة الجهود، مقدما الشكر لكل من ساهم بالجهد والعرق في تحقيق هذا النجاح.

يذكر أن جائزة مصر للتميز الحكومى، تهدف إلى تعزيز روح الابتكار والإبداع وتقديم نماذج ناجحه يحتذى بها فى المجتمع المصرى، وتشجيع المنافسة بين مختلف المؤسسات والهيئات الحكومية، نشر ثقافة الجودة والتميز على مستوى الجهاز الإدارى للدولة، تطوير الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين، تحسين معدلات إرضاء المواطنين عن الخدمات الحكومية، بالإضافة إلى تكوين جهاز إدارى كفء وفعال يطبق مفاهيم الحوكمة، ويساهم بدوره فى تحقيق التنمية المستدامة بما يتوافق مع "رؤية مصر 2030 " للعبور بمصر إلى مصاف الدول المتقدمة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً