خبراء نفسيون يحذرون من انتشار الألعاب الإلكترونية الخطيرة.. تأثيرها سلبي على الأطفال خاصة مع ضعف رقابة الأسرة.. تجلعهم أكثر انطواءً وقد تودي بحياة لاعبيها مثل "مريم"

صورة ارشيفية

انتشرت في الفترة الأخيرة مشكلة الألعاب الإلكترونية الخطيرة التي تؤثر سلبًا على الأطفال والمراهقين والشباب وتجلعهم أكثر انطواءً وعنفًا بل ويمكن في أحيان أخرى أن تودي بحياة لاعبيها من خلال اتباع خطوات تُمليها عليهم اللعبة الإلكترونية، كل هذا بسبب فقدان رقابة الأسرة، ولعل آخر حادثة هي وفاة طفل بالشرقية يبلغ من العمر 15 عام تنفيذًا لتعليمات لعبة مريم الإلكترونية.

وفاء المستكاوي، خبيرة نفسية، قالت إن الألعاب الإلكترونية لها تأثير ضار على الأطفال والمراهقين وكلها ألعاب مؤذية للجهاز النفسي للطفل ولسلوكياته خاصة لأنها تُمارس دون أدنى إشراف من أولياء الأمور أو الأشقاء، مشيرة إلى أنها سيئة للغاية ويمكن أن تؤدي إلى مشاكل نفسية خطيرة أو إلى الانتحار عن طريق اتباع أساليب عديدة ومتنوعة، وبالتالي يجب أن تكون تحت رقابة مشددة من الأهل.

وقالت المستكاوي في تصريحات لـ"أهل مصر"، إنه من الضروري على الدولة أن تتدخل لأن الأطفال يقومون باتباع أساليب مختلفة لإنهاء حياتهم عن طريق الشنق أو القتل، وبالتالي يجب حجب المواقع الإلكترونية لها من خلال طرق معينة لدى وزارة الاتصالات ومراكز بيع هذه الألعاب، لافتة إلى أهمية وجود سيطرة من الدولة على هذه المواقع وحجبها لحماية الأطفال والمراهقين الذين ينساقون وراء كل ما هو جديد، خاصة أن الأبناء يجلسون مدة طويلة بالموبايل أو على جهاز الحاسب الألى لمدة قد تصل إلى 15 ساعة دون إشراف من الأهل أو معرفة ماذا يفعلون أو المواقع التي يسجلون الدخول إليها وبالتالي يجب الرقابة على الأطفال.

وأضافت خبيرة النفس، أن الألعاب الإلكترونية ستؤدي إلى عزلة وانطواء الأطفال بعيدًا عن أهلهم، خاصة أن الأهل أنفسهم اصبحوا في عزلة وأصبحت الأسرة مفككة غير مترابطة، كما أن سلوكيات الأطفال والمراهقين ستتأثر بما يشاهدونه من ألعاب العنف خاصة أن الطاقة التي يحصل عليها من خلال هذه الألعاب الالكترونية يجعلها تخرج على الأخرين ممن حوله أو إخراج هذه الطاقة السلبية والعنف على الطفل نفسه وقد يضحي بحياته، مشيرة إلى أهمية التدخل الآن من خلال برامج تليفزيونية لتوعية الأهل للتدخل.

اقرأ ايضًا.. ضحية لعبة مريم.. انتحار طفل شنقًا داخل غرفتة في الشرقية

ومن جانبه، علق الدكتور محمد سامي، طبيب نفسي، قائلا إن الألعاب الإلكترونية ليست منتشرة فقط بين فئة الأطفال والمراهقين بل والشباب أيضًا الأكثر إقبالا عليها ويجلسون فترات طويلة على أجهزة الحاسب الآلى وعلى الهاتف المحمول والتنقل بين لعبة إلى أخرى دون معرفة السلبيات المتعددة التي قد تؤثر عليهم جراء ذلك، موضحًا أن الأسرة ككل أصبحت في عزلة عن بعضها البعض خاصة الطبقات المتوسطة والأعلى نظرًا لواقع الحياة اليومية الذي أصبح سريعًا.

وأضاف سامي لـ"أهل مصر" أن لعبة مريم ومن قبل لعبة الحوت الأزرق وغيرها من الألعاب الأجنبية المنتشرة تجعل الأطفال ذوي السلوك العنيف الذي يؤثر عليهم ليس فقط في جعلهم أكثر انطواءً وبعيد كثيرًا عن الأخرين بل تؤثر على دراستهم وتعاملهم مع أصدقائهم وكل من حولهم وتجعل العنف الموجود في هذه الألعاب الالكترونية يظهر بشكل واضح في سلوكهم فيصبح الطفل أكثر عداءًَ مع كل من يتعامل معه، وهنا اللوم أولا يقع على الأهل وأهمية توفير رقابة عليهم وأن يصاحب الأهل أولادهم لمعرفة كل ما يفعلونه بصورة يومية، وثانيًا أهمية التوعية المدرسية وتوعية البرامج التليفزيونية من خطورة هذه الألعاب ومناشدة الدولة لحجب المواقع والألعاب الإلكترونية العنيفة والخطيرة.

يُذكر أن طفلا بفرية العواسجة مركز ههيا بمحافظة الشرقية أقدم على الانتحار شنقا داخل غرفة نومه، تنفيذًا لتعليمات لعبة "مريم"، وتلقى اللواء عاطف مهران، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الشرقية، إخطارًا من اللواء عمرو رؤف مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ بانتحار الطفل" أحمد هـ س" البالغ من العمر 15 عامًا، داخل غرفة نومة تنفيذًا لتعليمات لعبة مريم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً