عثرت الشرطة الأمريكية، في الـ24 من أكتوبر الماضي، على جثمان فتاة في الـ25 من عمرها، تدعى علا سالم، وهي أمريكية من أصل مصري، داخل منتزه بلوومينجدل بولاية نيويورك الأمريكية، يغطي نصف جسدها ورق الشجر، وترتدي جميع ملابسها، ليستمر الغموض حول سبب مقتلها، بعد أن قضت حياتها القصيرة في ملجأ خيري، كان هو منقذها من العنف الأسري الذي عانت منه حتى فارقت الحياة.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن الشرطة كشفت في تقريرها المبدئي أن جثمان علا لم يكن عليه أي آثار لعنف، إلا أن متحدث باسم شرطة نيويورك أعلن استمرار التحقيقات حول ظروف مقتل علا سالم، وأفاد مكتب الطب الشرعي بأنه لم يتم تحديد سبب الوفاة بعد، بانتظار فحوص السموم، التي يمكن أن تأخذ أسابيع لتصدر نتائجها.
تقول صديقة علا، ورئيسة مركز "نساء آسيا" في بلدة بروكلين، وهو ملجأ لكل من يعاني من عنف أسري كانت علا تطوعت فيه: "لا أعرف من فعل هذا بها، ليس لدي فكرة حول ذلك".
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الشكوك تحوم حول طليقها، الذي انفصل عنها قبل أكثر من عام من مقلتها، قبل أن يطلبا هما الاثنان الحماية من بعضهما البعض، وهو ما تسبب في لجوء علا إلى ملجأ العنف الأسري، فيما رفضت الشرطة الأمريكية تأكيد أو نفي هذه الشكوك، أو الكشف عن اسم الزوج.
من جانبه، قال والد علا، كابري سالم، إن ابنته "أخبرت والدتها أنها تشعر بشخص يطاردها في كل مكان، ويتتبع خطواتها حيث كانت تردد دائما: "هناك شخص يتبعني باستمرار".
ويضيف أنها التقت زوجها أثناء دراستها بكلية كينجبورو في بروكلين، إلا أنها عادت إلى منزل العائلة عقب انفصالها عن زوجها، لكن الأب فجر مفاجأة، وهي مغادرة علا لمنزل العائلة فترة وفاتها، ما يعتقد أنها عادت إلى زوجها.
وتابع الأب: "أريد أن أعرف ما حدث لها، ما سبب وقوع ذلك، لا أحد يخبرني بشئ، أنا في انتظار نتائج التحقيقات، كانت جيدة جدا، كانت فتاة جميلة".
ووفقا لتقرير "نيويورك تايمز"، فإن "علا"، المصرية الأصل، نشأت في كوني أيلاند في بلدة بروكلين التابعة لولاية نيويورك، وكانت عضوة نشطة في مركز الشباب التابع لجمعية المسلمين الأمريكيين جنوب بروكلين في سن المراهقة.
وكان عمرها 17 عاما عندما ظهر اسمها في عناوين الصحف عام 2011 بعد أن زارت مدينة ألعاب في رحلة نظمتها الجمعية للاحتفال بعيد الفطر، حيث قال لها العاملون إنها لن تستطيع أن تستقل مع أختها إحدى الألعاب بسبب حجابها، فطلبت أن تتحدث إلى الإدارة، وتفاقمت المسألة حتى وصلت إلى شجار واعتقلت الشرطة 15 شخصا.
وقالت علا وقتها لـ"نيويورك تايمز": "لقد قالوا لا بسبب غطاء رأسي، قلت لهم تقولون لا بسبب ديني".
وتشير الصحيفة إلى أن علا كانت تحاول منذ التحاقها بالكلية أن تكون مستقلة، بحسب صديقاتها، وكانت تحلم في الحصول على شهادة جامعية، وأن تصبح مستقلة ماليا بحيث تستأجر شقة لها، لافتة إلى أنه قبل فترة وجيزة أكملت علا الوثائق اللازمة لتصبح سائقة في شركات التوصيل، مثل "أوبر".
يعمل والد علا سائقا، كما أنه كان بطل المنتخب الأوليمبي المصري في الملاكمة، وكان معروف باسم الساحر المصري، إلا أنه ترك اللعبة، وخلفه فيها ابنه، عمر.
وعقب العثور على جثمانها، شارك مئات الأشخاص في صلاة الجنازة على روحها بمركز شباب المجتمع المسلم في أمريكا، في الـ26 من أكتوبر الماضي.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول صديقتها إن "ذكرى علا ستبقى، حيث كانت دائما ضاحكة، يمكنني أن أغلق عيوني وأسمعها تضحك.. كانت دائما واعية لنفسها وكانت عميقة"، مضيفة أنها "كانت أيضا مسلية، فكانت تجعل سكان الملجأ يضحكون؛ فبالرغم مما عانته، كانت دائما ترسم الابتسامة على وجوهنا".