القري تنتفض في وجه «الشبكة ».. مدير أئمة المساجد: الزواج نعمة من نعم الله

صورة ارشيفية

في تطور خطير تشهده قري ومحافظات مصر، يعاني الشباب من إرتفاع تكلفة الزواج نتيجة لإرتفاع أسعار الذهب، الذي يمثل أهم عناصر الزواج، وهو ما دفع الأهالي إلي تدشين حملات تدعو إلي مقاطعة الذهب.

من جانبهم، ابتكر المصريون عدد من الحلول لمواجهة الأزمة حيث كانت في إحدى القرى بمحافظة قنا في صعيد مصر (الجنوب)، حيث اتفق أهل قرية "دنقيق" بمركز نقادة على إلغاء عادة شراء الذهب أو "الشبكة" من أجل الزواج، في سابقة هي الأولى من نوعها في المجتمع المصري.

وتناقل المواطنون في مصر صورًا من أفراح القرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشيء من الإعجاب والتعجب مع تأييد الخطوة والمطالبة بتعميمها في كل أنحاء مصر، فيما طالب البعض بالتريث وعدم الإنسياق لأن الأمر يتعلق بموروث مصري وعادة تآلف عليها الناس وحق أصيل للزوجة كفله الشرع، لكنهم طالبوا بتقليل النفقات وعدم الغلو في المطالب.

وفي نفس السياق دشن شباب بمنطقة الكرنك محافظة الأقصر مبادرة لإلغاء "الشبكة" من الزواج تحت شعار "الكرنك لغت الشبكة" لمواجهة الارتفاع الجنوني في الأسعار.

وقال مؤسسو المبادرة عبر صفحتهم على "فيسبوك" إن المبادرة هدفها إلغاء "الشبكة الذهب" مهما كان المستوى المادي للعروسين، وأن الحد الأقصى للمهور يجب أن يكون 1000 جنيه مصري فقط.

وأضافوا أن المبادرة ستعقد لقاء جماهيريا كل جمعة بعد صلاة العشاء بمختلف المناطق بحضور أحد أعضاء مجلس النواب ومشايخ الأزهر لنشر المبادرة، وتعميمها تيسيرا على الشباب ولمنع العنوسة مع مجازاة من يخالف الاتفاق بتوقيع غرامة مادية عليه لا تقل عن 10 آلاف جنيه يتم توجيهها لديوان العائلة.

وكانت بداية ارتفاع أسعار الذهب تزامنت مع الخروج التاريخي لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي عبر استفتاء شعبي في 23 يونيو الماضي، حيث تأثرت بذلك معظم البورصات العالمية.

ومن جانبه رحب الشيخ عاصم قبيصي، مدير أئمة المساجد، بالمبادرة وأثنى عليها موضحًا أن الزواج نعمة من نعم الله تعالى، وآية من آياته وقال الله عنه في كتابه العزيز: ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، مشيرًا إلى أن الله تعالى أمر عباده بالزواج قائلًا ( وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )، وذلك لما فيه من المصالح العظيمة للأمة، وتحقيق مباهاة النبي صلى الله عليه وسلم لغيره من الأنبياء، كما أنه تحصين للرجل والمرأة من الوقوع في المحرمات.

وأشار قبيصي إلى أن بعض الناس في مجتمعاتنا وضعوا كثيرًا من العقبات أمام الزواج، وذلك بالمغالاة في المهر، وطلبهم الشيء الكثير في الشبكة أو المهر مما يعجز عنه الشاب الراغب في الزواج، مما يجعل عزف الكثير عن الزواج.

وأوضح قبيصي أن المهر أو الشبكة حق مفروض للمرأة، فرضته الشريعة الإسلامية، ليكون تعبيرًا عن رغبة الرجل فيها، قال الله تعالى: ( وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً )، موضحًا أنه لا يعني هذا اعتبار المرأة سلعة تباع، بل هو رمز للتكريم والإعزاز، ودليل على عزم الزوج على تحمل الأعباء وأداء الحقوق.

وأضاف مدير أئمة المساجد الأهلية، أن الشرع لم يحدد مقدار معين للمهر، ومع ذلك فقد رَغَّب الشرع في تخفيف المهر وتيسيره، وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (خير النكاح أيسره) وقال أيضًا: (خير الصداق أيسره). وقال صلى الله عليه وسلم لرجل أراد الزواج:(التمس ولو خاتمًا من حديد )، مشيرًا إلى أن النبي ضرب لأمته المثل الأعلى في ذلك بيسر مهور بناته وزوجاته لتشيع بين الناس روح السهولة واليسر، حينما روى أبو داود والنسائي– واللفظ له - عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: تَزَوَّجْتُ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْنِ بِي – وهو الدخول بالزوجة -. قَالَ: أَعْطِهَا شَيْئًا. قُلْتُ: مَا عِنْدِي مِنْ شَيْءٍ. قَالَ: فَأَيْنَ دِرْعُكَ الْحُطَمِيَّةُ ؟ قُلْتُ: هِيَ عِنْدِي. قَالَ: فَأَعْطِهَا إِيَّاهُ"، فهذا كان مهر فاطمة بنت رسول الله وسيدة نساء أهل الجنة، وهذا يؤكد أن الصداق في الإسلام ليس مقصودًا لذاته.

وقد قال عُمر بْنُ الْخَطَّابِ قال: لا تُغَالُوا صَدَاقَ النِّسَاءِ فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ مَكْرُمَةً فِي7 الدُّنْيَا أَوْ تَقْوًى عِنْدَ اللَّهِ كَانَ أَوْلاكُمْ وَأَحَقَّكُمْ بِهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَصْدَقَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ وَلا أُصْدِقَتْ امْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِهِ أَكْثَرَ مِنْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُثَقِّلُ صَدَقَةَ امْرَأَتِهِ حَتَّى يَكُونَ لَهَا عَدَاوَةٌ فِي نَفْسِهِ وَيَقُولُ قَدْ كَلِفْتُ إِلَيْكِ عَلَقَ الْقِرْبَةِ، فهذا كاان صداق بنات النبي صلى الله عليه وسلم ونسائه.

وشدد قبيصي: أن من دعته نفسه إلى أن يزيد صداق ابنته على صداق بنات رسول الله، اللواتي هن خير خلق الله في كل فضيلة، وهن أفضل نساء العالمين في كل صفة، "فهو مخالف لهديه صلي الله عليه وسلم، وكذلك صداق أمهات المؤمنين".

ونوه القبيصي أن ابن القيم ذكر في "زاد المعاد" بعض الأحاديث الدالة على تخفيف المهر وأنه لا حد لأقله، فتضمنت هذه الأحاديث أن الصداق لا يتقدر أقله وأن المغالاة في المهر مكروهة في النكاح وأنها من قلة بركته، مشيرًا إلى أنه بهذا يتبين أن ما يفعله الناس الآن من زيادة المهور والمغالاة فيها أمر مخالف للشرع، وأن الحكمة من تخفيف الصداق وعدم المغالاة فيه واضحة: وهي تيسير الزواج للناس حتى لا ينصرفوا عنه فتقع مفاسد عظيمه في المجتمع.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة الزمالك والمصري البورسعيدي (0-1) في الدوري المصري اليوم | 7 دقائق وقت بدل الضائع