أن تقف امرأة داعية وواعظة متطوعة أمام رئيس الدولة
لتكريمها على إثرائها للعمل الدعوى فهذا حدث كبير، خاصة أنه من المعروف أن كل عام
يتم تكريم رموز العمل الدعوى بوزارة الأوقاف على مجهوداتهم، ولكنه هذه هى المرة
الأولى التى تقف سيدة على منصات التتويج فى احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر وهو
ما جعله حدثا استثنائيا بكل المقاييس.
الدكتورة يمنى أبو النصر، الواعظة المتطوعة بوزارة الأوقاف، كانت لها السبق فى
تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي للواعظات بوزارة الأوقاف ما يؤكد هذه التجربة التى
استحدثتها الوزارة خلال الفترة الماضية، لذلك أجرت "أهل مصر" حوارا مع
أول واعظة مكرمة رئيس الجمهورية فى احتفالات المولد النبوي.. وإلى نص الحوار:
كيف تصفين شعورك بعد تكريمك من الرئيس السيسي؟
التكريم من الرئيس إحساس عظيم لا أستطيع وصفه وهو نتيجة مجهود
مستمر لمدة 30 عاما فى العمل الدعوى والتطوعي، فأنا أعمل فى العمل التطوعى وأقوم بتدريب
شباب الجامعات على العمل التطوعى لذلك جميعهم عبروا لى عن فرحتهم فور تكريمي من الرئيس
السيسي.
بصفتك واعظة متطوعة.. كيف نجعل الشباب يقبلون على
التطوع؟
أنا من أنصار نظرية تفعيل الدين فى نفوس الناس، فالدين أفعال
وليس أقوال فقط وهو ما كان ينتهجه النبي صلى الله عليه وسلم، فيجب على الإنسان أن يتذوق
متعة العطاء دون النظر إلى مقابل وهذا ما أحاول أن أنشره بين الناس عامة وبين شباب
الجامعة بصفة خاصة.
أنا أعمل فى العمل التطوعى منذ 30 عاما وكنت غير متصورة أنه
لا أحد سيشعر بهذا المجهود الذى أقدمه ولكن تكريم الرئيس أثبت أن المجهود لا يضيع سدى.
حديثنا عن لحظات التكريم؟
كنت أشعر بالفرحة الكبيرة خصوصا أن ذلك التكريم بناء على
ترشيح وزير الأوقاف، وعندما سألته عن سر ترشيحى للجائزة قال لي «عشان عمرك ما طلبتيها».
هل تؤيدين أن ها التكريم يعد دفعة للإمام؟
كثير من الشباب قالوا لي إني أعطيهم أملا فى الغد، وتكريمي
فى ذكرى عطرة مثل الاحتفال بالمولد النبوى يعد شيئا عظيما، لأنها مناسبة عظيمة والأقرب
إلى قلب كل مسلم إضافة غلى أنها من أعلى إنسان فى الدولة وهو رئيس الجمهورية، وهذا
يؤكد أن الإنسان الذي يجتهد يكون النجاح حليفه.
هل نجحت تجربة الواعظات بوزارة الأوقاف؟
الواعظات نجحن فى اقتحام المجال الدعوى بامتياز خلال الفترة الماضية وأثبتن نجاحا كبيرا
إلى جانب الرجال وهذا ظهر جليا فى موسم الحج الماضى، إذ كان هناك إشادات من الجميع
على ما قدم من الواعظات فى الأراضي المقدسة.
ما هو الحديث الذي دار بينك وبين الرئيس أثناء التكريم؟
إنه قال لى «أنا متابعكو ومستنى منكو كتير وأنتو فى ظهري
متسيبوناش وإحنا عارفين انكو اللى هتساعدونا فى أن الناس تفكر صح».
حدثينا عن التعاون بين واعظات الأوقاف مع مؤسسات
الدولة..
إن هناك تعاونا وثيقا مع المجلس لمحاربة العنف ضد المرأة ويتم الآن التحضير لمؤتمر
مكافحة العنف وتم انتدابى أنا وراهبة بالكنيسة ويتم الآن عقد الاجتماعات للتحضير للمؤتمر.
ماذا عن حياتك العلمية؟
درست علم النفس من أجل الدعوة، وأنا كنت ملتحقة بكلية التجارة
في بداية حياتي، والتحقت بمعهد مسجد النور لمدة عامين وأخذت تصريحا لمزاولة النشاط
الدعوى منذ عام 2005.
كما أننى التحقت بمعهد القراءات بشبرا الخيمة، ووقتها ناشدت
شيخ الأزهر الدكتور أجمد الطيب بفتح المجال لنا للدراسة فى جامعة الأزهر حتى يتم تعزيز
مهارتنا الدعوية.
ما تفاصيل ذلك المقترح؟
إننا جميعا نعمل تحت مظلة الأزهر الشريف لأنه رمز الوسطية
فى العالم، لذلك نطالب بعمل امتحانات تقييم وبناء عليه يتم الالتحاق بالكليات الشرعية
ليتم الاستزادة من العلم الشرعي.
كيف تم اختيارك للتكريم؟
وزير الأوقاف يسير بمنهجية علمية، فمن يكرم هو الأكفأ إلى
جانب أنه اهتم بالدعاة وتأهيلهم على أعلى مستوى.