أثار تراجع ترتيب مصر في مؤشر التنافسية العالمى حالة من الجدل في ظل الجهود القاىمة من الحكومة وعلى رأسها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دعم التحول الرقمى وتعزيز خدمات تقنيات المعلومات والحلول المبتكرة وحلت مصر بالمركز الـ 106 مقابل المركز الـ100 سابقا وعلى مستوى الكلية جاء ترتيب مصر لتحل المرتبة 93 عالميا من إجمالى 141 دولة بالمقارنة بالمركز 94 فى التقرير السابق الذى كان يضم 140 دولة حول العالم.
حيث كشف الدكتور أحمد الحفناوي مساعد وزير الاتصالات السابق أن هناك عددا من التحديات التي تعوق من لمس نتائج مادية في مجالات التنمية بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتحقيق طفرة متقدمة لخدمة المجتمع على الرغم من جهود الدولة فى عملية توطين التحول الرقمى وارساء الشمول المالي الذي يحوط جميع التعاملات المالية وققال الحفناوي في تصريحات خاصة ل أهل مصر أن أبرز تلك التحديات يتمركز في ارتفاع الكثافة السكانية والتي تقلل من جانب الاستفادة من نتائج التنمية التي تتحقق على المدى البعيد فضلا عن أن مصر احدى دول العالم النامي محدودة القدرات والموارد وكثيرة الاستهلاك موضحا أنه بتوزيع خدمات ومنتجات القطاع التكنولوجي على ذلك العدد الكبير من السكان يجعل نتائجه ضئيلة وغير مرئية .
وأشار الحفناوي الى أن هناك سبب آخر لذلك وهو غياب ثقافة الإعتماد على أدوات تكنولوجيا المعلومات في المجتمع المصري خاصة بالاقاليم والمناطق الريفية في ظل تطوير ضعف الفرص التعليمية وانحدار المستوى المهاري للفرد بتلك المناطق بما يساير احتياجات صناعات الخدمات واقتصاديات المعرفة القائمة على تكنولوجيا المعلومات مشددا أيضا على دور البنية التحتية في تطوير الاستفادة من خدمات الاتصالات والانترنت فطالما كانت البنية التحتية ضعيفة لايمكن تحقيق استفادة كاملة من الخدمات المعتمدة عليها.
وأضاف الدكتور عبد العزيز البسيوني خبير الاتصالات أن الظروف الاقتصادية وتحول وجهات الاستثمار لذلك سبب أساسي في تراجع مؤشر تنافسية تكنولوجيا المعلومات فالاقتصاد المصري مؤخرا صار يعتمد على تجارة التجزئة خاصة المواد الخام بعيدا عن ادوات ومنتجات تكنولوجيا المعلومات كذلك اعتماد الاستثمار الجمعي لقطاع العقارات في ضوء المشروعات القومية التي تنفذها الدولة في الوقت الحالي وهو ما انعكس سلبا على استثمارات قطاع الاتصالات لافتاً إلى أن الاستثمار لم يعد مقتصرا على ضخ أموال وجذب فرص تمويلية متعددة بل أيضا الاستثمار في العنصر البشري من خلال اتاحة فرص التدريب والتأهيل ورعاية المواهب منها وتزويدها بالمهارات اللازمة وتشكيل الكوادر الرائدة لنهضة القطاع وتحسين مخرجاته.
أكد البسيوني في تصريحات خاصة لأهل مصر، ضرورة ايجاد حلول لعدة مشكلات مثل ضعف الجاهزية الرقمية ونقص عمليات التدريب المتخصص فضلا عن تراجع مؤشرات الابتكار والتي ستلعب دورا هائلا في نمو مؤشر تنافسية تكنولوجيا المعلومات العالمية والتي يجب على الحكومة ومن بعدها المؤسسات الرائدة والشركات العاملة بالقطاع وضعها في الاعتبار.