كعادة محافظة الغربية متفردة فى كافة نواحى الحياة، فلها طقوس وبصمه بارزة على مر التاريخ، ومع احتفالات المصريين بالمولد النبوى، بدأت قرى ومراكز المحافظة الاحتفال، وأهم مراسم وطقوس الاحتفال بالغربية ما يُطلق عليه "الطويف"، وتأتى تلك الكلمة من الطواف بالشوارع، وهي عبارة عن عربة مزينة بالأضواء الملونة يغلب عليها اللون الأخضر، تضج بأصوات الذكر ومدح النبى، حيث يشتهر أهالي الغربية بالمدح والتصوف والمداحين، ولا تخرج تلك العربات منفردة ولكن فى تجمعات فى الطرقات العامة ويسير خلفها المئات من البشر من كافة الأعمار والمستويات.
تقول "رزقه المحض" أحد أهالى مدينة المحلة الكبرى: اعتادت عائلتى كل عام تزين طايفه، للخروج بزفه المولد النبوي على مدار 7 أيام تنتهى بليلة المولد بحيث تطوف الشوارع حاملة الرايات والأعلام وأسم العائلة، حتى صباح يوم المولد.
وأضافت "المحض" تختص عدد من العائلات المقتدرة بزفه المولد النبوى وأعداد عربات الطائفة، حيث اعتادت عائلة "ثمية" تزين كافة العربات، وخاصة لعملهم فى مجال الإضاءة، أما عائلة البغل فتتكفل بإطعام الفقراء من أبناء المدينة، كما تجود العائلات بما تستطيع، فالبعض يوزع على الزفه سكر أو حلوى المولد، وبعض الأحيان تفرق النذور "الفول النبات أو اللحوم".
وعلى صعيد متصل يقول "رأفت السمسار": يعود اهتمام المحلة بالمولد النبوى الشريف يعود إلى عهد دولة الفاطميون الشيعة الذين حاربوا أهل السنة وحاولوا نشر مذهبهم بأفكاره المدمرة بعد نجاحهم فى فتح مصر سنة 358 هجرية 969 م لكن المحلة ظلت بمثابة حائط الصد ضد المد الشيعى المسيطر على البلاد حيث لجأ إليها معظم الأمراء العرب من الفاتحين للهروب من اضطهاد الخليفة الفاطمى وقاموا مع أهل المحلة بمعارضته ومحاربة طقوس.
وتتبع: تتمركز الاحتفالات بمنطقة سوق اللبن من أقدم وأشهر مناطق المحلة الكبرى والتى تشتهر بزفه الطويف على مستوى المحافظة، حيث اعتدنا فى الصغر الاصطفاف فى الشرفات والمشاهدة من أعلى، ومع الزمن شهدت تلك الزفة تطورات عدة ففي بداية السبعينات كانت الطائفة تخرج على عربات كارو، تتقدمها جمال الهجانة والخيول.
وتابع "السمسار" كانت كل مهنة تعد عربة تحمل كافة مظاهر المهنة في الحدادين يعدون ركيه نار وقطع من الحديد المنصهر ويخرجون يطرقون عليه، أما العمال يضعون الأموال وينسجون القماش والغزول الملونة، أما الفلاحين يخرجون بالجرارات الزراعية والمحاصيل، وسط زغاريد السيدات داخل الزفة، وكان يجلس فى صدارة الساحة أمام المنزل " نقيب الأشراف " يحيط به صيوان ضخم من القماش الملون لكي يتلقى التهاني بقدوم الاحتفال بالمولد النبوى ويتم توزيع مشروب القرفة على الحضور فى أيام الشتاء الباردة وفي جو الصيف كان يتم تقديم أطباق المهلبية والأرز باللبن.
واختتم حديثه قائلا: "على الرغم من استمرار تلك الزفة إلا أن رونقها قل إلى حد كبير، ولكنها كانت ولازالت تمثل بهجة الاحتفال بالمولد النبوي".