في محاولة للبحث عن الحقيقة الكاملة حول وفاة الشاب محمد عيد بعد استقلاله قطار رقم 934 القادم من الإسكندرية مرورًا بمحطة طنطا والعديد من المحطات الأخرى وصولا إلى محطة النهاية وهي الأقصر بدأت رحلتنا من داخل إحدى القطارات المكيفة من القاهرة صوب الإسكندرية التقينا خلال رحلتنا جميعا أفراد طاقم القطار.
مهمة شاقة ومهن لن تغفر الأخطاء داخل رحلات القطار ودماء مازالت تسيل على قضبان السكة الحديد نكشف خلال رحلتنا لغز الحادث الأخير ونفك الطلاسم الخاصة في التعاملات مع ركاب القطارات والباعة الجائلين ونسدل الستار عن قضية فتح الأبواب خلال مسير القطارات والتعرف على الكواليس الكاملة خلال 12 ساعة داخل قطار السكة الحديد متنقلا ما بين عربات الركاب وقمرة قيادة القطار.
يقول "عامر.م" اسم مستعار والذي يعمل رئيسا لقطار رقم 901 والمتجه إلى الإسكندرية أن مهام عمله تبدأ بداية من وصول القطار على رصيف الركوب وتشمل بداية من كابينة القيادة مرورًا بعربات الركاب حتى عربة التوليد القوى وأقوم بعملية التأكد من جميع طاقم العمل بالقطار والذي يشمل قائد القطار ومساعده واثنين من المحاصلين وفرد السفري بكل عربة ركاب وقوة التأمين المعينة من قبل الشرطة والتي تصل إلى فردين حراسة والمسئولين عن عربات التوليد القوى مضيفًا أن أولى مهام عمله بعد التأكد من تواجد جميع أفراد أطقم القطار نقوم بكتابة جميع أرقام عربات القطار والمرور عليها وتوجيه أحد المحصلين إلى جرار القطار للتأكد من استعداد قائد القطار ومساعده وأخذ جميع البيانات وهى الأسم ورقم الهاتف وهو أداة التواصل الوحيدة بيني وبين قائد القطار أثناء الرحلة.
يتحدث رئيس القطار الذي يتحفظ على ذكر اسمه الحقيقي عن واقعة قطار رقم 934 فيقول: "نتعامل مع الراكب ضمن اللوائح والقوانين التي حددت الهيئة لنا فى حالة ركوب أحد الأشخاص القطار بدون تذكرة يقوم محصل القطار بتحصيل منه ثمن التذكرة مع تحصيل الغرامة المالية وفقا لنوع القطار وفى حالة رفض الركب دفع قيمة التذكرة يقوم المحصل بالتواصل معي عبر الهاتف المصلحى وإبلاغى برقم العربة المتواجد بها ومن هنا تبدأ مهام عملى ضمن لائحة التشغيل".
وتابع: "وأبدأ باخطار قوة تأمين القطار والتوجه إلى مكان الراكب وطلب منه تحقيق البطاقة الشخصية وتحرير قسيمة مخالفة ويتابع رئيس القطار أما فى حالة رفض الراكب إبراز البطاقة الشخصية أبدأ على الفور بإجراء اتصال مع ناظر أقرب محطة مقرر الوقوف بها وإبلاغه بأنه عليه التواجد برصيف المحطة بصحبة الشرطة أمام العربة المحددة لتسليم الراكب الى الشرطة وتسليم ناظر المحطة قسيمة المخالفة وفى حالة تأخر القطار يتم تحميل الراكب مسئولية تأخير القطار والتى تزيد من الغرامة المالية".
وأوضح: "وهنا ينتهي دوري وأعود للقطار مرة أخرى ولكن أريد أن أوضح بأنه يوجد عدم تعاون بين نظار المحطات والشرطة مع المحصلين ورؤساء القطارات فى حالة إبلاغ مراقب الحركة بضرورة حجز القطار لتسليم أحد الركاب رافضي دفع التذكرة وعند الوصول الى المحطة من المتوقع أن يكون ناظر المحطة والشرطة فى انتظار القطار لعدم تأخره ولكن ما يحدث عكس ذلك خاصة فى الفترة الأخير بعد إقرار زيادة الغرامة المالية زاد عدد رافضي دفع التذكرة مما ساعد على تأخر بعض القطارات خلال هذه الفترة".
يقول عامر: "إن الهيئة تعين على رئيس القطار مفتش قطار وهو مسئول مالي وإداري ويمتلك صلاحيات أعلى من رئيس القطار نفسه ويقوم بالتفتيش على رئيس القطار والتأكد من انتظام طاقم القطار فى القيام بمهام عمله وكذلك التفتيش على التذاكر والتأكد من أن حصول جميع الركاب على التذاكر وفقا لدرجة القطار ويتابع رئيس القطار حديثه بأن هناك عجز كبير فى أعداد سفري القطارات على مستوى الهيئة خاصة وأن وظيفة سفري القطار لها دور كبير لأنه مسؤول مسؤولية كاملة عن عربة قطار واحدة وهو الوحيد الذي يملك مفتاح أبواب هذه العربة وهناك بعض الحالات يتوجب علينا فتح الأبواب خاصة عند توقف القطار فى المحطات المقررة فقط وكذلك فى حالة توقف القطار فى أحد المناطق أطالب سفري العربة المتواجد بها فتح الباب لأقوم بمناظرة مكان توقف القطار ومتابعة الموقف مع قائده.
كيف وقع حادث قطار 934 ومن هى ملابسات الحادث الكاملة؟.. وفقا لرئيس القطار الذي تحدث لـ أهل مصر خلال المعايشة التى أجرتها داخل قطارين أحدهما متجه للإسكندرية والآخر عائد إلى القاهرة أن الحادث الأخير الواقع فى قطار 934 به العديد من النقاط التي يجب تسليط الضوء عليها منها التعامل الدائم مع الباعة الجائلين داخل القطارات خاصة وأنه كان الباعة الجائلين مقتصرين على ركوب القطارات المميزة والركاب فقط ولكن في الفترة الأخيرة يستقل الباعة الجائلين القطارات المكيفة والفاخرة ومنها قطار الـ VIP ويغيب دور أفراد الأمن في مواجهة الباعة الجائلين داخل القطارات والمحطات التابعة لهيئة السكة الحديد وتابع رئيس القطار أن المجني عليه في حادث القطار الأخير استقل قطار رقم 518 من محطة الإسكندرية حتى محطة طنطا.
واستقل بعد ذلك قطار 934 المكيف من طنطا وسقط المجني عليه في منطقة دفرة والتي تبعد عن محطة طنطا نحو 8 كيلو متر تقريبا وهو ما يقطعه القطار فى غضون الخمس دقائق بداية تحركه من محطة طنطا وصولا الى محطة دفره كما أن هناك تعطل فى منظومة الإشارات الجديدة بسبب تساقط الأمطار الغزيرة مما تسبب فى مسير القطارات بنظام الأوامر الورقية الى جانب وجود بعض اعمال كهربة الإشارات فى ذلك الوقت.
وعن أسباب سقوط المجنى عليه أسفل عجلات القطار يقول رئيس القطار إن عربات الـ vip تحتوى على درجتين فقط من السلم الخارجى والذي يسمح بالصعود أو بالنزول بدون وجود رصيف إلى جانب اتساع منطقة الفدو وه الواقعة بين القطار ورصيف محطة دفره بسبب انخفاض ارتفاع الرصيف عن مستوى القطار إلى جانب أن حوار المجني عليه مع رئيس القطار كان بين العربات أي أن الصوت لا يصل إلى الركاب لوجود باب يفصل بين العربات كما أن رئيس القطار قام بفتح الباب لمناظرة أسباب توقف القطار بعد تحركه بمسافة 3 كيلومتر تقريبا من محطة طنطا وقد تم تعيين بعد الحادث بأيام فى قطار رقم 916 وقام قائد القطار بالتوقف فى الساعة 15:50 عصرا عند الكيلو 80 وهى المنطقة الواقعة عن بلوك ومزلقان دفره لإستلام أحد الأوامر من ملاحظى البلوك وتابع رئيس القطار حديثه عن ملابسات الحادث أن الراكب الذي ظهر فى الفيديو يتحدث فى الهاتف قام بعمل مشادة مع رئيس القطار المهتم بسبب حصوله على نصف تذكرة وهو لايحمل اي امتيازات فقام رئيس القطار المتهم بمطالبته بدفع تذكرة أخر كاملة اضافة الى الغرامة المالية المقررة علاوة على أنه لم يشاهد الواقعة بالكامل لأنه كان متواجدا داخل العربة وليس بين.
وفيما يتعلق بحادث قطار رقم 14 خط "القاهرة - الأسكندرية" أكد رئيس القطار أن الهيئة توفر أماكن مخصصة للمدخنين داخل القطارات المكيفة المتنوعة على مختلف الرحلات بالوجهين القبلى والبحري وذلك داخل عربات النوادي والمعروفة باسم عربات البوفيه والتى يتم تركيبها لقطارات ال vip والأسبانى والفرنساوى وقطارات النوم أما العربات المميزة وعربات الركاب والتى تتبع المسافات القصيرة لا يوجد بها أماكن للتدخين وجميع القطارات تخضع لغرامة التدخين.
وعن كيفية تحصيل غرامة التدخين يقول رئيس القطار ان هناك العديد من الغرامات داخل هيئة السكة الحديد والتى تشمل الأفعال المحظورة داخل السكة الحديد ولكن هناك بعض الكمسارية يضعون دفاتر القسائم بين أيدى مندوبى الشرطة والقوة الأمنية المعينة للقطار بواسطة شرطة النقل والمواصلات لتحصيل غرامات التدخين وهو معارض للوائح الهيئة ويجب معالجة هذه الأمور بالإضافة تخصيص أماكن للقطارات المميزة للتدخين وذلك لطول المسافات والتى تشمل من القاهرة الى اسوان ومن القاهرة الى مرسى مطروح مرورا بالاسكندرية.
وعقب وصول القطار إلى محطة الإسكندرية واستعداد قائد القطار ومساعده للعودة مرة أخرى إلى القاهرة قاما باصطحاب قائد القطار ومساعده داخل قمرة قيادة القطار يقول "محمود ت" والذي يعمل قائدا للقطارات منذ 27 عاما بأن هناك أوامر مسير تعطى لفائدي القطارات فى حالة تعطل الإشارات والتى تختلف طبقا لنوع الإشارات سواء كانت كهربائية أو ميكانيكية وعليه يتم استلام الأوامر من المحطة الإبتدائية أو المحطات المقرر للقطار الوقوف بها وتتنوع الأوامر والسرعات المقررة طبقا للحالة والتى من الممكن أن يصل بها سرعة القطار الى 8 كيلومتر فى الساعة الى جانب استمرار أعمل كهربة الإشارات على شقين الأول فى منطقة كفر الزيات والثانى فى المناطق الواقعة بعد محطة طنطا وتحذيري لتجاوز عدد من السيافورات المغلقة.
وتابع "محمود ت" قائد قطار الإسكندرية والذي رفض ذكر اسمه أنه توقف في أحد المرات عند بلوك دفره لاستلام أمر حركة بالتزامن مع أوقات سقوط الأمطار الغزيرة وأثناء عطل الإشارات الضوئية بتلك المنطقة وصولا إلى محطة قويسنا وانتظام عمل الإشارات الضوئية بداية من محط بنها حتى محطة القاهرة وعن أجهزة قراءات السرعات ATC يقول قائد القطار في حالة تعطل الإشارات لا يقوم الجهاز بتسجيل أية معلومات لأن الإشارات لا تعمل في هذه المنطقة ويعمل الجهاز على قياس سرعة القطار وتسجيلها.
وعن الاتصال بين رئيس القطار وقائده يقول: "محمود ت" قائد القطار: "إن الهاتف المصلحي هي الطريقة الوحيدة لبقاء الاتصال بينى وبين رئيس القطار والمحصلين حيث إن دور رئيس القطار لا يقتصر على متابعة حالة القطار فقط بل يشمل عملية الوقاية الخلفية للقطار ومناظرة مسير القطار في الخارج عن طريق فتح أحد الأبواب إذا استلزم الأمر لذلك كما أنه في حالة الأعطال الخاصة بالجرار أقوم بالتواصل مع رئيس القطار وإذا استلزم الأمر لطلب الإمداد لعطل جرار القطار يتم إبلاغ رئيس القطار وعليه يقوم بطلب جرار الإمداد من أقرب نقطة وتابع قائد القطار أن مهام رئيس القطار متعددة وهو المسؤول الأول عن القطار بالكامل.