هل منع حسد اليهود للنبى وللمسلمين من انتصار الإسلام في المدينة المنورة وانتشاره في الجزيرة ؟

جاء ذكر الحسد في القرآن الكريم في أكثر من موضع، ولكن مع ذلك فإن كثير من المسلمين لا يذكرون الحسد إلا مع ورود الآيات عنه في سورة الفلق، وذلك في قول الله تعالى : قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق. ومن شر غاسق إذا وقب. ومن شر النفاثات في العقد. ومن شر حاسد إذا حسد. ويميل كثير من المسلمين إلى الربط بين الاستعاذة من الحسد في هذه الأية وبين المصالح الدنيوية، ويعتبر كثير من المسلمين أن إشارة القرآن الكريم للحسد في سورة الفلق هى مرتبطة بالاستعاذة من الحسد لأغراض دنيوية كأن يستعيذ المسلم من الحسد خوفا على رزقه أو صحته أو باقي شئون حياته.

اقرأ ايضا .. ومن شر حاسد إذا حسد .. لماذا لم يستعيذ القرآن من الحسد واستعاذ من الحاسد فقط ؟

هل منع حسد اليهود للنبى وللمسلمين من انتصار الإسلام في المدينة المنورة وانتشاره في الجزيرة ؟

لكن مع ذلك فقد ورد في القرآن الكريم آيات تكلمت عن السحر في مواضع لا علاقة لها بشؤون الدنيا، بل ارتبطت هذه الآيات بما يرتبط بالإيمان والعلاقة بين المسلم وربه وتصديق المسلم لرسالة الإسلام ولما جاء به النبى صلى الله عليه وسلم، وذلك في قول الله تعالى : ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ، وقد قال جمهور من المفسرين حول هذه الآية : أن هذه الآية نزلت في بني إسرائيل، الذين لم يزدهم حسدهم للمسلمين ولا للنبى محمد إلا انتصار للدعوة الإسلامية وتمكينا للمسلمين في المدينة المنورة ثم مكة المكرمة وبعدها سائر أرجاء الأرض، وهو ما حدث مع شدة حسدهم للمسلمين واستمرار هذا الحسد، مما يدل على أن الحسد ليس طاقة إيجابية أو قوة فاعلة بذاتها، وهو ما ذهب له جمهور من المفسرين من القول بأن الحاسد لا يزداد بحسده إلا نارا تتلظى في جوفه؛ وكلما ازدادت نعمة الله على عباده ازداد حسرة؛ فهو مع كونه كارها لنعمة الله على هذا الغير مضاد لله في حكمه؛ لأنه يكره أن ينعم الله على هذا المحسود، ثم إن الحاسد أو الحسود مهما أعطاه الله من نعمة لا يرى لله فضلا فيها؛ لأنه لابد أن يرى في غيره نعمة أكثر مما أنعم الله به عليه، فيحتقر النعمة) .

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً