تظهر في كثير من النصوص التي يروج لها المتطرفون وتتضمن تخويفا مبالغا فيه من الله ومن عذاب الله يوم القيامة، ومن هذا ما ينسبه بعض المتطرفون للنبى صلى الله عليه وسلم من أنه قال: إن أهون أهل النار عذابا لرجل في رجليه نعلان من نار، يغلي منهما دماغه كأنه مرجل، مسامعه جمر، وأضراسه جمر، وأشفاره لهب النيران، وتخرج أحشاء بطنه من قدميه، وإنه ليرى أنه أشد أهل النار عذابا، وإنه من أهون أهل النار عذابا)، وهو حديث موضوع لا أصل له في كتب الصحاح ولكنه ينتشر بين بعض الوعاظ الذين يخيفون به الناس في خطب الجمعة ودروس المساجد بدون أن يكون لهذا التخويف داع.
هل أهون أهل النار في رجليه نعلان من نار تغلي منها دماغه .. ولماذ يخلق الله الناس ليعذبهم بهذه الطريقة ؟
فهل خلقنا الله لكي يعذبنا حتى أن أهون أهل النار عذابا لرجل في رجليه نعلان من نار ؟! ولماذا يخلق الله عبادا حتي يعذبهم ؟ بل أن مثل هذه الأحاديث المنسوبة للنبى عن الله الذي يعذب عباده لدرجة أن أهون أهل النار عذابا لرجل في رجليه نعلان من نار تناقض تماما الأحاديث المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم حول حسن الظن بالله عز وجل هو ظن ما يليق بالله تعالى، واعتقاد ما تقتضيه أسماؤه الحسنى وصفاته عز وجل، وقد جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن ، يرجوه ويأمل عفوه، إن لحظة الموت ليس فيها عمل، انقطعت الأعمال، وليس إلا حسن الظن بالله أن يغفر له.