منذ أن تم عرض فيلم اشتباك فى عرضه الأول العالمي فى مسابقة “نظره “ بمهرجان “كان“، والفيلم يتعرض لحاله من الجدل والهجوم وفى ذات الوقت استقبله أنصار “المعسكر الآخر” بترحاب، ورغم أن الفيلم لا يهاجم النظام الحالى، لكنه فى ذات الوقت لا يبرئه، فهو وفى جراءه يحسد عليها “الأخوان” محمد وخالد دياب، انتقد جميع أطراف المعادلة السياسية، انتقد الإخوان كما انتقد الجيش، وانتقد معسكر 30 يونيو، وانتقدوا معسكر يناير، فالكل مدان فى هذا الفيلم.
وقال المخرج محمد دياب: الفيلم يتعرض لحالة من “الخنق“ بهدف الإطاحة به من دور العرض بدون داعي وهذا ما أصابنى بحالة من الاندهاش والانزعاج فى نفس الوقت، ففى الوقت الذى احتفى فيه مهرجان كان السينمائى بفيلمى وتم اختياره للعرض فى قسم نظرة ما ضمن أقسام المهرجان، كما أن الجرائد العالمية اختارته من أهم ١٠ أفلام فى المهرجان، وبالتالى فقد حقق الفيلم صدىً غير مسبوق كما انى اتفقت على عرضة فى ٢٠ دوله فى أوروبا وأمريكا اللاتينة والشمالية وآسيا وفى شهر سبتمبر فى حوالى ٢٠٠ دار عرض فى فرنسا.
لكن النجاح الأهم هو فى مصر وسط الناس اللى الفيلم معمولهم، لكننى فوجئت بخطة لقتل الفيلم بالبطىء.
وارى أن مسالة منع الفيلم من العرض ممكن تسبب لهم فضيحة عالمية، ارغم أن لمفارقه أن الفيلم “مش ضد حد “وانه فيلم بيرصد الهيستيريا والاستقطاب وجوهره إنسانى، وده كان رأى النقاد المصريين اللى شافوه على اختلاف توجهاتهم وكذلك راى مخرجين عالمين، توم هانكس أرسل لى رسالة بيشيد فيها بالمستوى الفنى لفيلم اشتباك ولم يرسل ايميل، لأ ده اهتم لدرجه انه بعتلى جواب ماضيه بنفسه بيقول فيه أن الفيلم قادر على تغيير الصوره النمطيه اللى الغرب بيشوف بيها المصريين.
كما أن تآخير تصريح الرقابة حتى أمس وتأخير تصريح بوستر الفيلم الذى صممة المصمم العالمى أحمد عماد الدين مصمم البوم (بينك فلويد) الاخير فلم نتمكن من استخدامه، بالإضافة إلى أن الرقابة اصرت على وضع جمله قبل الفيلم لها محتوى سياسى وبتحسب الفيلم على جهة ضد التانية ودى اعتراضى عليها، فمن منظور سينمائى تخيل مثلا انك بتتفرج على فيلم عامل تنويه فى أوله بيفهمك مين وحش ومين كويس والمفروض تفهم ايه!… هعتبر ده تخوف من الهستيريا مع أن السيناريو مجاز رقابيا من غير ولا ملاحظه والرقباء قبل مهرجان (كان) لما شافوا الفيلم دمعوا وحضنونى وأجازوه للعرض فى المهرجان بلا ملاحظات.
لكن عندما ينسحب موزع الفيلم قبل نزول الفيلم بأيام وكذلك كثير من دور العرض لا تضع بوسترات الفيلم حتى فى (الويك اند) اللى قبل نزول الفيلم فمضطر افكر أن دى مجموعه كبيره قوى من الصدف وأن الموضوع مقصود.
يبقى لى امل واحد وهو الجمهور، لو الناس مدخلتش الفيلم فى أول كام يوم فيه احتمال كبير متلاقيهوش ومتشوفهوش خالص الخطة دى لو نجحت لا أعتقد حد يجرؤ يعمل فيلم ضد الفكر السائد أو يخاطر بأى فكره اصلًا لأن مين منتج هيبقى عاوز يخاطر بفلوسه فى مشاريع بتتوقف قبل ما تجيب فلوسها.