انطلقت اليوم الخميس، فعاليات اليوم الثاني من زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، في إطار خصوصية العلاقات المصرية الإماراتية وما يربط الدولتين من علاقات تعاون إستراتيجية متشعبة على كافة الأصعدة، وكان خط سير اليوم الثاني على النحو التالي:
البداية
أقيمت مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس عبدالفتاح السيسي في قصر الوطن بأبوظبي، حيث استقبله كبار المسئولين بدولة الإمارات، بحضور محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي.
بعدها بوقت قليل، انطلقت جلسة مباحثات بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لتعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع بين البلدين، فضلًا عن التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا العربية والأزمات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ماذا حدث في جلسة المباحثات؟
قالت وكالة الأنباء الإماراتية، أن المباحثات قد تناولت المستجدات والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وتم تبادل وجهات النظر بشأنها فضلا عن الملفات والقضايا محل الاهتمام المشترك.
ورحّب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في بداية المباحثات ــ التي جرت في قصر الوطن ــ بالرئيس عبد الفتاح السيسي في بلده الثاني دولة الإمارات العربية المتحدة وعبر عن سعادته بتجدد اللقاء معه، ونقل إلى فخامته تحيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وتمنياته للشعب المصري الشقيق دوام التقدم والاستقرار.
وقال بن زايد، "إن العلاقات بين الإمارات ومصر تاريخية واستراتيجية وتقوم على الثقة والتفاهم والمصير المشترك، مشيرا إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ظل يكن لمصر حبا كبيرا وتقديرا خاصا وكان يعدها قلب العالم العربي وركيزة أساسية لأمنه.
مضيفًا أن السنوات الماضية أثبتت متانة العلاقات الإماراتية - المصرية وخصوصيتها وما تستند إليه من إرث ثري وقواعد صلبة وإرادة سياسية قوية، وقد وقف البلدان معا بإخلاص وقوة ضد المخاطر التي استهدفت أمن المنطقة ومصالح شعوبها ومستقبل دولها".
وودع الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، مساء اليوم الخميس، الرئيس عبدالفتاح السيسي، أثناء مغادرته لدولة الإمارات.
كما نوّه، بالتطور الكبير والنوعي الذي شهدته علاقات الإمارات ومصر خلال الفترة الماضية في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها والنمو الملحوظ في معدل التبادل التجاري بين البلدين، والزيادة الكبيرة في حجم الاستثمارات الإماراتية في القطاعات الاقتصادية المصرية المختلفة، مشيرًا إلى الحرص المشترك على المضى قدما نحو مزيد من التطوير والدعم لهذه العلاقات خلال الفترة القادمة، بما يصب فى مصلحة الشعبين الشقيقين.
ووجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي على حرصه الكبير واهتمامه الشخصي بتعزيز العلاقات الإماراتية - المصرية، ودفعها إلى الأمام، مؤكدًا أن دولة الإمارات العربية المتحدة لديها توجها استراتيجيا لإيجاد أفضل علاقات مع مصر الشقيقة في كل المجالات.
وأكّد أن العلاقات الإماراتية - المصرية كانت دائما متميزة في كل مراحلها، ليس فقط على المستوى الرسمى وإنما على المستوى الشعبى كذلك، لأن الشعبين، الإماراتى والمصرى، يرتبطان بوشائج قوية من المحبة والاحترام المتبادل والإخوة، وهو ما يدعم علاقاتنا فى المجالات الأخرى.
اقرأ أيضًا.. آخرها "وسام زايد".. 7 أوسمة حصل عليها السيسي في الجولات الخارجية
وأشار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى أن الإمارات ومصر شريكتان في دعم السلام والاستقرار فى المنطقة العربية والعمل من أجل مصالح شعوبها، والحفاظ على كيان الدولة الوطنية فى مواجهة التهديدات التي تتعرض لها، كما إنهما فى جبهة واحدة ضد التطرف والإرهاب ومحاولات تهديد أمن وسلام مجتمعات المنطقة من قبل قوى متطرفة تخدم أجندات مشبوهة لأطراف لا تريد الخير لبلادنا وشعوبنا.
وقال إن "مصر دولة عربية رئيسية وركيزة أساسية من ركائز الأمن العربى، ونعد أمن مصر من أمن الإمارات وتقدمها وتطورها واستقرارها يمثل مصلحة للإمارات وكل العرب ".
وأضاف "أن حجم التحديات والمخاطر التي تحيط بالمنطقة العربية يستدعى تعزيز التشاور المستمر بين بلدينا، ودعم أركان العمل العربى المشترك، بما يحفظ المصالح العربية العليا فى مرحلة مفصلية في تاريخ المنطقة ".
وأكد أيضًا أن دعم الأشقاء هو أحد الثوابت الرئيسية في السياسية الإماراتية منذ عهد الشيخ زايد، وأن دولة الإمارات كانت ولا تزال إلى جانب القضايا العربية العادلة، ومع كل ما يحقق مصالح الشعوب العربية فى الحاضر والمستقبل.
وعبر، عن ثقته فى أن زيارة الرئيس السيسي للدولة ستشكل دفعة قوية للعلاقات الإماراتية - المصرية على المستويات كافة.
من جانبه أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن بالغ سعادته بزيارة دولة الإمارات ولقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مؤكدا خصوصية العلاقات التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية وشعبيهما الشقيقين، وهنأ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بمناسبة إعادة انتخابه رئيسا لدولة الإمارات، متمنيا له التوفيق والسداد في قيادة الدولة لمزيد من التطور والتقدم.
وأشاد بالمواقف المشرفة التي تتخذها دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم مصالح الشعوب العربية وقضاياه، متمنيا لدولة الإمارات مزيدًا من الرخاء والازدهار.
وقد منح الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، "وسام زايد" للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يعد أرفع وسام تمنحه دولة الإمارات لملوك ورؤساء وقادة الدول.
قرارات أسفرت عنها المباحثات
صرّح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قد وقّعا اتفاقات ومذكرات تفاهم في مجالات القوى العاملة والضرائب والتأمين بين مصر والإمارات.
كما كتب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عبر حسابه الرسمي بموقع "تويتر": "أطلقت مع أخي الرئيس عبدالفتاح السيسي منصة استثمارية استراتيجية مشتركة بين الإمارات ومصر بقيمة 20 مليار دولار".
تابع:" وذلك لتنفيذ مشاريع حيوية في مجالات لها جدواها الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة لبلدينا وشعبينا الشقيقين".
ما بعد المباحثات
أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى جولة تفقدية بمعرض أبو ظبى الدولى للبترول، عقب انتهاء القمة المصرية - الإماراتية بقصر الوطن بأبوظبى.