نشرت وكالة "فرانس برس" تقريرا كشفت فيه ما وصفته بكواليس المساعي السعودية لإحداث تقارب بين دول المقاطعة وقطر تخفف من حدة الأزمات الإقليمية المشتعلة في المنطقة.
وأوضح التقرير أن السعودية لجأت إلى حل من "خارج الصندوق"، ألا وهو كرة القدم.
وقال التقرير إن الهجمات الأخيرة على منشآت النفط التي تعرضت لها السعودية، دفعت المملكة وحلفائها إلى ضرورة تخفيف موقفهم تجاه قطر، من أجل تركيز الجهود لمواجهة التهديدات الإيرانية.
ونقلت الوكالة الفرنسية عن حسين أبيش، الباحث في معهد الخليج العربي في واشنطن: "لن تعود المياه إلى ماجريها بين عشية وضحاها، لكننا سنشهد مجموعة من المبادرات الدبلوماسية من السعودية وحلفائها، لإيجاد سبل الخروج من النزاعات الإقليمية المستعصية".
وتابع "بالنسبة لأزمة مقاطعة قطر، انتهى المطاف إلى سلسلة من الجمود، وتصعيد خطير لا يطاق مع إيران، لذلك أصبحت الدبلوماسية والمصالحة خيارا أكثر وضوحا من استخدام التكتيكات الهجومية".
واستمر: "في ظل هذه الظروف، تشعر السعودية أنها أكثر جرأة لاستكشاف ما يمكن تحقيقه دبلوماسيا".
واستطرد "الصعوبات التي تواجهها إيران تشجع السعودية في استكشاف صفقة بشروط معقولة مع الحوثيين في اليمن، خاصة أن محاولة الاستمرار في هذا الصراع تواجه طريقا مسدودا".
خطوة مؤقتة
ولكن الأزمة، وفقا للخبير الإقليمي، أندرياس كريج، هو أن تلك الخطوات التصالحية، قد تكون مؤقتة، لأن قطر لن تنحاز إلى القضايا الرئيسية التي تهم السعودية وحلفائها.
وأردف "السعوديون، يريدون أن يكون كل شيء طي النسيان، وأن نعود إلى مايو 2017، وهذا لن يحدث على الإطلاق".
كما قالت سينزيا بيانكو، الزميلة الباحثة في الخليج بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "تسعى السعودية حاليا بكل قوة إلى وقف التصعيد في كل الجبهات".
وأردفت "مع استجابت الرياض للرسائل التصالحية من جانب طهران، فمن غير مرجح حاليا أن يكون هناك هجوم آخر مثل هجوم أرامكو".
وأرجع المراقبون رغبة السعودية التصالحية الحالية، إلى محاولة المملكة إلى تهيئة الظروف، من أجل إدراج شركة أرامكو السعودية في أسواق الأسهم.
وقال كريج: "الطرح العام الأولي من أرامكو، يلعب بالتأكيد دورا كبيرا بالنسبة للسعوديين، خاصة وأنها ترغب في إظهار الاستقرار والهدوء في المملكة".
وكانت السعودية والبحرين والإمارات، قد اتخذوا قرارا بالمشاركة في كأس "خليجي 24" المقام في قطر، رغم مقاطعتهم السابقة للبطولة.
وتقام بطولة كأس الخليج 24 في الدوحة بين 24 نوفمبر الجاري و6 ديسمبر المقبل.
وأقيمت البطولة الأخيرة في ديسمبر من عام 2017، وتوجت عمان بلقبها عقب التغلب على الإمارات في المباراة النهائية بركلات الترجيح.
وكانت الدول الثلاث قررت عدم المشاركة في "خليجي 23" بين نهاية عام 2017 ومطلع 2018، نظرا لأنها كانت مقررة في قطر.
اقرأ أيضاً: في تطور لافت في لغة الحوار.. رئيس وزراء قطر السابق يتغزل في السعودية
وقطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، منتصف العام 2017، وفرضت عليها "إجراءات عقابية" بسبب "دعمها للإرهاب"، وهو ما نفته الدوحة مرارًا، وسط قيادة الكويت لوساطة لم تثمر عن حل بعد.