اعلان

حديقة فريال التاريخية ببورسعيد.. جدل حول التطوير بعد قرن ونصف من حفل افتتاح قناة السويس.. رفض شعبي لـ"مذبحة الأشجار".. والتنسيق الحضارى: متآكلة وقابلة للسقوط

تحت مُسمى "التطوير"، تستمر محافظة بورسعيد وأجهزتها التنفيذية بقيادة المحافظ اللواء عادل الغضبان، في قطع الأشجار داخل حديقة فريال التي شهدت حفل افتتاح قناة السويس بحضور ملوك وأمراء العالم بدعوة من الخديوي إسماعيل، وأطلق الأهالى على ما يحدث بـ"مذبحة الأشجار"، على الرغم من تصريح المجلس الأعلى للتراث والتنسيق الحضاري بالمحافظة بأن الأشجار التي تم قطعها ليست تاريخية بل إن بعضها ضار بالأشجار الأخرى الموجودة حاليًا.

وتعود التفاصيل إلى ما يقرب من عامين، عندما طرح اللواء عادل الغضبان، مشروعًا لتطوير حديقة فريال وعقد حوارًا مجتمعيًا لمناقشة الإيجابيات ومعالجة السلبيات بالمشروع، وحينها اعترض الكثيرون على قطع الأشجار داخل الحديقة للحفر وإقامة جراج أسفل المنطقة تيسيرًا للمرور وحالة التكدس التي يشهدها محيط الحديقة، لوجود مجمع البريد وغالبية بنوك المحافظة.

وقال أيمن جبر، رئيس جمعية بورسعيد التاريخية، إحدى جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالحفاظ على التراث، إن المحافظة تدمر الأسوار، بعد إهمال عامين ودون الإعلان عن طبيعة الأعمال، وأوضح قائلًا: "سبق تقديم مقترح منذ عامين من خلال الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، بالتعاون مع جمعية بورسعيد التاريخية، لتطوير الحديقة ارتكز على الابقاء على خصوصية الحديقة بأسوارها، والحفاظ على أشجارها المعمرة، إعادة الطابع التراثي للحديقة خاصة أنها موقع احتفالية افتتاح قناة السويس منذ 150 عاما، حماية الحديقة باعتبارها إحدى مكونات تلك المنطقة التراثية بعقاراتها المميزة، رفض تحويل الحديقة لجراچ للسيارات سواء أرضى أو علوي أو بسطح الأرض.

وأكد "جبر"، أن الحديقة تُمثل إِرثا تاريخيا ووجدانيا لدي أهالي بورسعيد والمساس به جريمة، وقال: نحن مع التطوير بلا مساس بروح الحديقة، وكفانا تشوية وطمس لهوية وتاريخ المدينة.

وفي نفس السياق، قام المجلس الأعلى للتراث والتنسيق الحضارى ببورسعيد، بتشكيل لجنة من أعضاء المجلس لدراسة وضع التطوير الحادث حاليا فى أعرق حدائق بورسعيد، حديقة فريال، حيث تمت معاينة الحديقة ومقابلة المهندسين والمختصين القائمين على التطوير بالحديقة.

وأكد المجلس، أنه كانت نتيجة المعاينة، إزالة جميع الأشجار من النوع "فيكس" وهو نوع من الأشجار العادية حول الحديقة لتوسعة الشارع، ويوضع بدلًا من هذا العدد داخل الحديقة أشجار جديدة، كما تم إزالة 12 شجرة كافور كلها متآكلة وقابلة للسقوط فى أى وقت وهى أشجار غير نادرة ولا تصلح للحدائق حيث إنها مصدات للرياح وجذورها تحرق جذور الأشجار المجاورة لها.

اقرأ أيضا: "حديقة فريـال" التاريخية ببورسعيد بين التطوير وطمس الهوية.. جدل بسبب خطة المحافظ إنشاء جراج أسفل الحديقة.. القضاء الإداري يوقف كافة أعمال الهدم والحفر والبناء

وأوضح المجلس في بيانِ له، أنه تم الحفاظ على جميع الأشجار والشجيرات النادرة وبياناتها كالتالى: "3 شجرات فيكس بنغالى، شجرتان جاكاراند، 11 شجرة بونسيانا، 3 سالسو، شجرتان بوستاثي، شجرة دوم، و3 أشجار أروكاريا"، كما تم عرض المخطط الجديد للحديقة وهو مكون من 4 مداخل ومنصات الملكة أوجينى، ومركز الحديقة عبارة عن بانوراما لخريطة قناة السويس وبها ماكيتات لتراث الإقليم ونافورة مائية بالإضافة إلى مجموعة من الكبارى على بركة مائية، وأعمدة إضاءة ومقاعد بأشكال تراثية.

ورأت اللجنة أن التصميمات مناسبة جدا للحديقة وأن الأشجار التى تم إزالتها غير نادرة مع الالتزام بضرورة زراعة أشجار جديدة مثل رابس- نخيل أريكا - سيكس - سرو ليمون "شجرة عيد الميلاد" - كروتون - زاميا - اسبلانيو، وزراعة شجيرات مزهرة بألوان زاهية مثل ابيكس روزا - اسبلانيو- جاردينيا، ووجود طاقم متخصص للنظافة والزراعة والأمن، مع توفير خدمات عامة داخل الحديقة، وجود كاميرات، وعدم وجود أكشاك.

ولا تزال قضية حديقة فريال تثير الجدل بالشارع البورسعيدي ما بين التطوير وطمس الهوية التاريخية للمكان الذي كان شاهدًا على حضور ملوك وأمراء العالم في حفل إفتتاح قناة السويس الذي كان في نوفمبر 1869.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً