تمر اليوم الذكرى الثالثة عشر لرحيل الأسطورة بوشكاش أحد أبرز نجوم الكرة العالمية على مدار تاريخها، والذي تولى تدريب المصري خلال الفترة ما بين عامي 1979، 1984 وخلال السطور التالية نقدم تعريفًا بمشوار الأسطورة بوشكاش مع النسور الخضر.
في عام 1979 فاجأ الراحل السيد متولي عضو مجلس إدارة النادي المصري وقتها الجميع بإعلانه قدرته على التعاقد مع بوشكاش لتولي مهمة تدريب المصري، واعتبر الجميع هذا الأمر مجرد دعابة خاصًة وأن بوشكاش كان رغم اعتزاله اللعب منذ سنوات إلا أنه كان مشهور جدًا وكان الجميع يتتبع أخباره أينما حل ولما لا وقد كان لاعبًا من أحسن لاعبي العالم خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضي إن لم يكن أحسنهم بالفعل.
وبالفعل حدثت المفاجأة ووصل بوشكاش إلى بورسعيد في شهر يوليو 1979 وتم الإعلان عن التعاقد معه لقيادة المصري براتب قدره 3500 دولار وهو راتب كبير جدًا وقتها خاصًة وأن راتب بوشكاش وقتها مع نادي ايك أثينا الذي كان يتولي إدارته الفنية لم يكن يتجاوز ألفي دولار.
و منذ الدقيقة الأولى لوصوله مع زوجته إلى بورسعيد وقع بوشكاش في غرام تلك المدينة الصغيرة التى بادلته حبًا بحب، وكان بوشكاش يجد الترحاب من الجميع داخل بورسعيد خاصًة مع تمتعه بروح جميلة وخفة ظل جعلته في أيام قليلة أيقونة لمدينة صغيرة تعشق كرة القدم.
وسافر بوشكاش مع المصري في باكورة رحلات المصري الأوربية عام 1979 إلى سويسرا فكانت الدنيا تنقلب رأسًا على عقب عند تواجد بوشكاش في أي مكان وأصبح اسم المصري يتردد في كافة وكالات الأنباء العالمية نتيجة لاقترانه باسم بوشكاش وكان اسم بوشكاش هو كلمة السر لدخول المصري لأي مكان وقتما يريد.
وعاد بوشكاش بصحبة المصري إلى مصر وفوجئ الجميع بالمستوى المرتفع للاعبي المصري وأدائهم الهجومي المتميز والروح المعنوية العالية التى كان يبثها بوشكاش في نفوس لاعبيه وأدى المصري مباريات قوية أمام الكبار في أول مواسم بوشكاش مع المصري(19801979) ففاز على الزمالك ببورسعيد بهدف الراحل العظيم مسعد نور وتعادل معه في القاهرة بدون أهداف، وتعادل مع الأهلي ببورسعيد 22 وخسر منه بالقاهرة 12 في مباراة غريبة أحرز فيها مسعد نور هدفًا بكعبه في شباك الراحل ثابت البطل فألغاه الحكم عبد الرؤوف عبد العزيز بلا سبب وكانت النتيجة وقتها التعادل 11 ليخسر المصري فوزًا مستحقًا على الأهلي بالقاهرة وأنهى المصري موسمه الأول مع بوشكاش في المركز الثالث وهو أحسن مراكز المصري في فترة قاربت نحو ربع قرن.
وفي الموسم التالي يسافر المصري إلى أوروبا أيضًا في رحلة تكفل بها الراحل السيد متولي الذي أصبح رئيسًا للمصري مع مطلع موسم 19811980 والذي فيه دعم "متولى"، صفوف المصري بعدد من اللاعبين الأفذاذ أمثال جمال جودة وإينو وعلي حسنى وإسماعيل عدوية ومحمد صالح والحارس الراحل سعودي العسال إلى جانب النجوم القدامى الأسطورة مسعد نور وحامد الزهار وعبود الخضري والسيد النمر ومحمد طه وإبراهيم الصفتي وعلي المصري ومحمد عيد هاشم وحسام غويبة وفؤاد عليوة وصلاح خليفة ومحمد فؤاد ومسعد السقا ليصبح المصري أكثر قوة عن ذي قبل ويصبح بعبعًا للكبار فينجح في الفوز على الأهلي ببورسعيد 01 بهدف محمد صالح وتعادل مع الزمالك ببورسعيد 22 بهدفي الراحل مسعد نور والنجم جمال جودة وينجح المصري في الحصول على المركز الثالث أيضًا خلف الأهلي والزمالك وذلك للموسم الثاني علي التوالي.
ومع ثالث مواسمه مع المصري شعر الكثيرون باقتراب المصري من المنافسة على لقب الدوري أكثر وأكثر خاصة مع تدعيم المصري لصفوفه بنجمى منتخب الشباب بكأس العالم باستراليا عام 1981 طارق سليمان وهشام صالح ونجم الأهلي جمال الجندى وأيضًا بعد فترة إعداد قوية في أوربا تتوالى نتائج المصري المدوية.
ويتعادل مع الأهلي 11 في أولي مباريات الدوري ببورسعيد بعد أن كان المصري متقدمًا بهدف لعلي حسنى في شباك إكرامي ومع نهاية الدور الأول يتصدر المصري جدول الدوري ويظن الجميع أن المصري سيخسر من الأهلي في أولى مباريات الدور الثانى بالقاهرة فإذا بالمصري يتقدم على الأهلي بهدفين في الشوط الأول لإينو وطارق سليمان ويتعادل الأهلي بصعوبة في الشوط الثانى ويتقدم المصري رويدًا رويدًا نحو القمة ويتعاقد مع أسامة خليل العائد من تجربة احتراف خارجية ويقترب حلم إحراز البطولة فإذا بالحلم يتحول إلى كابوس بعد خسارة المصري أمام الزمالك بهدف نصر إبراهيم ببورسعيد ووقوع أحداث شغب جعلت اتحاد الكرة ينقل باقي مباريات المصري إلى خارج بورسعيد ليرحل بوشكاش حزينًا على ضياع الحلم ويخسر المصري كل مبارياته ورغم ذلك يحصل على المركز الخامس رغم أنه كان قاب قوسين أو أدنى من الحصول على الدوري للمرة الألى في تاريخه.
ويغيب بوشكاش عن بورسعيد لأكثر من عام ويعود ليقود المصري للوصول لنهائي كأس مصر عام 1984 أمام الأهلي ويتقدم المصري بهدف حسام غويبة قبل نهاية المباراة بنحو 12 دقيقة ويضيع البديل طارق سليمان هدفين لا يضيعان وفي الوقت الذي ينتظر فيه الجميع سماع صافرة الحكم يحرز علاء ميهوب هدف التعادل للأهلي ليمتد اللعب إلى وقت إضافي يخسر فيه المصري بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد ويرحل بوشكاش نهائيًا عن بورسعيد ولكن ذكراه ما زالت موجودة حتى الآن ويكاد لا يخلو شارع في بورسعيد من شخص يحمل اسم بوشكاش فقد أحب أبناء بورسعيد هذا الرجل حتى الثمالة وأطلقوا اسمه على أبنائهم ومتاجرهم وألفوا العديد من الأغنيات عنه حبًا في هذا الشخص المتواضع.
هذا هو بوشكاش الذي تمر اليوم ذكري رحيله الثالثة عشر حيث وافته المنية في السابع عشر من نوفمبر عام 2006 عن عمر يناهز تسعة وسبعين عامًا حيث أنه قد ولد في الأول من أبريل عام 1927.