يستغيث مزارعو قرية المراشدة، بمركز الوقف، شمالى قنا، بوزارة الأوقاف من الكارثة التي وقعت على عاتقهم، وهي الغلاء في تكلفة إيجار الفدان السنوية، على الرغم أنها أرض رملية وتسقى من مياه آبار جوفية، نظرًا لبعدها عن نهر النيل، والمزارعون جميعهم متضررون من غلاء سعر الإيجار، لأنه ليس في استطاعتهم سداد تلك المبالغ المرتفعة إضافة إلى متطلبات الأرض ذاتها من ري وتسميد وتجريف تربة ونظافة، وتم إبلاغهم هذا العام أن قيمة الفدان زادت إلى 8 آلاف و600 جنيهًا، مما جعل المزارعون في أزمة حقيقة من ناحية عدم استطاعتهم السداد، أو ترك الأرض بور، أو السجن في حالة عدم السداد.
قال علي المدثر، مدير الجمعية الزراعية بالمراشدة، وأحد مستأجري أراضي الأوقاف، أنه يقدم شكواه لوزير الأوقاف بطلب الرأفة لتخفيض سعر إيجار الأرض السنوي، وتظل كما هي 5 آلاف جنيه، حتى يستطيعوا سدادها، علمًا بأن هذه الأراضي تقع في المناطق الجبلية خارج حدود الزمام، وتصنف ضمن أراضي الدرجة الرابعة، وتربتها رملية، ورغم ذلك يصنفها المسئولون مثلها مثل الأراضي المسقية من نهر النيل، في تكلفة إيجاراتها السنوية كما أنها تقع داخل حدود الزمام ولا تحتاج تكلفة مثل الأراضي الجبلية، لذلك يستغيث المدثر بالهيئة العامة للأوقاف بالقاهرة ووزير الأوقاف بتشكيل لجنة لمعاينة الأرض على وضعها الحالي ثم تقدير ثمنها.
وأضاف علي سليمان، مزارع من المراشدة، أن لديه مساحة أرض مستأجرها من الأوقاف، وزرعها بمحصول قصب السكر، الذي يحتاج إلى ميزانية أخرى في زراعته، بعد ارتفاع أسعار الأيدي العاملة، وكل عام الأوقاف ترفع في السعر عن الأعوام الأخرى ويتحملوا ولكن هذا العام ارتفعت بصورة كبيرة ووصل إيجار الفدان لـ 8 آلاف و600 جنيهًا، فكيف يستطيعون سداد هذا المبلغ إضافًة إلى تكلفة الزراعة ذاتها، ويتساءل سليمان هل هذا هو دعم الدولة للمزارع والرأفة به.
وذكر محمد حسين محمود، مزارع ومتضرر من قرار وزارة الأوقاف، بارتفاع سعر الإيجار السنوي، أن المزارعيين جميعهم تضامنوا وقاموا بإرسال شكواهم إلى وزير الأوقاف، إضافة إلى إرسال فاكس لرئاسة الجمهورية، لتخفيض سعر الإيجار، لأنهم يزرعون الأرض من محصول قصب السكر ونقله فقط يكلف 6 آلاف جنيهًا عند حصاده، غير تكلفة زراعته وريه من آبار جوفية بسعر ضعف الأراضي المسقية من نهر النيل، فبذلك هم غير مستفيدين من تلك الأرض فتعتبر عائق في طريقهم وليس مصدر رزقهم.
ويتمنى جمعة عبدالحميد، أحد مزارعي قرية المراشدة، تخفيض سعر الإيجار فهو لا يملك سوى 8 قراريط فقط مصدر رزقه هو وأسرته، ولا يستطيع السداد، وإن أُجبر على السداد فأفضل له أن يترك الأرض لأنها لا تجلب له ما يصرفه عليها، ويتمنى أيضًا رد الجهات التي استغاثو لها من وزارة الأوقاف أو الهيئة العامة للأوقاف رأفًة بهم.