أحمد عبده ماهر: الأزهر لن يجدد الخطاب الديني.. وأطالب بإغلاقه 10 سنوات (حوار)

قال المستشار أحمد عبده ماهر، المحام بالنقض والدستورية العليا والمُحَكِّم الدولي، والباحث في شؤون التراث الإسلامي: إنه يجب إغلاق الأزهر 10 سنوات، يتفرغ فيها أهل الإخلاص منه لوضع قراءة جديدة للفقه والتفسير، ثم بعد هذه السنوات العشر يُفتح على أن يقبل فقط المؤهلات العليا، وبعد عدة سنوات يكون التركيز فيها منصبًا على تعليم المدرسين فقط تُفتح باقي المراحل التعليمية المختلفة، واصفًا الجيل الموجود حاليًا بأنه «جيل لا فائدة منه من أول شيخ الأزهر وحتى أصغر أزهري».

وأوضح الباحث في شؤون التراث الإسلامي، في حواره مع «أهل مصر»، أن تجديد الخطاب الديني مسألة علمية فقهية إيمانية، ولا يمكن أن يتفلت منها مسلم يحافظ على دينه، مشيرًا إلى أن جيل الأزاهرة الحالي يقاوم أي تجديد لأنهم يعتبرونه هزيمة، وأن الأزهر لن يجدد الخطاب الديني؛ إلا إذا تمت محاكمة رؤوسه.. وإلى نص الحوار:

اقرأ أيضًا.. خالد منتصر لـ"أهل مصر": تبني بعض شيوخ الأزهر للفكر الوهابي أصاب العقل المصري بـ"الشلل" (حوار)

◄ كثر الحديث في السنوات الأخيرة حول قضية تجديد الخطاب الديني.. في البداية ما الذي يعنيه هذا المصطلح من وجهة نظركم؟

- تجديد الخطاب الديني مسألة علمية فقهية إيمانية، ولا يمكن أن يتفلت منها مسلم يحافظ على دينه، ويجب أن نضع في اعتبارنا شيء هام، وهو أن الله سبحانه وتعالى حين خاطب الخلق بالقرآن الكريم خاطبهم ولم يحدد ديناميكية ثابتة لهذا القرآن ليفهمه الناس، وإنما ترك تلك الديناميكية للحضارات المتوالية التي لا يعاديها الإسلام، وحتى أُقرب المسألة أكثر سأضرب مثالًا؛ فقديمًا كان هناك ما يُسمى بـ«زكاة الركاز» أي أنك حين تعثر على كنز - معادن وثروات وبترول وذهب وممياوات وتماثيل.. إلخ - تحت الأرض تأخذه ويصبح ملكًا لك مقابل أن تخرج زكاة عنه، وحين انشئت الدول الحضارية صار ما في باطن الأرض ملكًا خالصًا للدولة وتراثًا كاملًا لتاريخ هذه الأمة؛ إلا أن الأزهر مازال حتى اليوم يُدرس «زكاة الركاز»، وكأنهم يشجعون الناس على مخالفة قوانين الدولة الحضارية.

لذلك نحن ننادي بضرورة تجديد الخطاب الديني ليتوائم مع الحضارة ومع القانون، وبما لا يخالف الشرع، ألم يقل الله سبحانه وتعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ» (النساء: 59)، فهل أولي الأمر حين يقولوا لنا إن «الركاز» أصبح ملكًا خالصًا للدولة نخالفهم بحجة أننا ندفع زكاة مثلما يُدرس الأزهر حتى اليوم ونحن في نوفمبر 2019؟ بالتأكيد مخالفة أولي الأمر والانصياع وراء ما يدرسه الأزهر غير معقول وغير مقبول أيضًا.

وحين نعترض على هذا ونطالب الأزهر بتجديد الخطاب الديني يُمسخ فينا، ويُقدمنا للناس على أننا نريد إلغاء الصلاة والصوم وباقي الفروض، وكل هذا لأن الأزاهرة لا يفهمون معنى تجديد الخطاب الديني، وليس لديهم استعداد لتجديد أي شيء، و«زكاة الركاز» التي ذكرتها مثال بسيط على جمود الفكر، وبالتأكيد لم يخطر هذا المثال على بال الأزاهرة؛ لأنهم لا يفكرون في التعاون مع الدولة، بل يفكرون فقط في مقاومة الدولة وكل المسلمين، ويريدون أن نسير جميعًا خلفهم كالماعز وراء عصا الراعي.

اقرأ أيضًا.. مرصد الإفتاء يوضح كيف أنشأت جماعة الإخوان مجتمعات موازية بالخارج

◄ لكن قيادات الأزهر أعلنوا في أكثر من مناسبة أنهم يسيرون قُدمًا في طريق تجديد الخطاب الديني؟

- الأزهر لن يجدد الخطاب الديني؛ إلا إذا تمت محاكمة رؤوسه لأنهم يخالفون القانون 103 لسنة 1961 والذي نص على إنشاء مجمع البحوث الإسلامية بغرض تجلية التراث من الفضولي والشوائب، وبالرغم من مرور أكثر من 50 عامًا على إقرار هذا القانون إلا أن شيئًا لم يحدث، وكل ما فعلوه أنهم تقاضوا أموالًا ومكافأت دون أن ينقوا التراث، ومازال فقه سبي النساء ووطئهن ونهب الدور والقصور والعدوان على الدول وتخيير المُعتدى عليه بين ثلاث خلال: إما أن يُسلم، أو يُقتل، أو يدفع الجزية. مازال كل هذا موجود ويُدرس حتى يومنا على أنه الدين الصحيح، والغريب أن الأزاهرة يمجدون فيه ويعتبرونه أيام عز الإسلام، ولذلك أنا أرى أنهم يدرسون الكفر ولا يدرسون الإسلام.

وأرى أن المقصود بالمتكبرين في الآية الكريمة التي يقول الله عز وجل فيها: «وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ» (الزمر: 60)، هم الذين يجحدون آيات الله التي يقول المولى عز وجل فيها: «لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ»، و«وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ»، و«وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ»، و«ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ»، والجحود الذي أعنيه يتمثل في أن السادة الأزاهرة يتركون كل هذه الآيات ويقولون: «من بدل دينه فاقتلوه»، وليس هذا فقط بل إن شيخ الأزهر خرج علينا وقال إن السنة ثلاث أرباع الدين والقرآن الربع، ولذلك نحن في خلاف شديد جدًا معهم لأنهم يعتبرون أي شخص ينتقد ما يروجون له يريد أن يهدم الإسلام.

هؤلا يسمون «دين إبليس» الذي يدرسونه الإسلام، هذا الدين الذي يُعلي مقامات السنة ويطمس مقامات القرآن، ويقول إن السنة تنسخ القرآن، وحُذاق الأئمة أجمعوا على أن القرآن يُنسخ بالسنة، ولكي لا يظن البعض أنني قرآني أقول: أنا مع السنة لكن فيما لا يخالف القرآن؛ لأن الحبيب صلى الله عليه وسلم كان قرآنًا يمشي على الأرض، وكان خلقه القرآن.

وأود التأكيد على شيء هام، وهو أن الشهادة التي يمنحها الأزهر لطلابه أغلبها وليس كلها «دين إبليس»، وهناك نقطة هامة يجب أن يعلمها الجميع وهي أنني أتحدث لصالح الأزهر وليس ضده، فأنت حين تعنف ابنك لأنه عاق ولا يُصلي؛ فتعنيفك هذا لمصلحته وليس ضدها.

اقرأ أيضًا.. النائب محمد فؤاد لـ"أهل مصر": قانون الأزهر ليس له قيمة دستورية.. ولن يناقش داخل البرلمان (حوار)

◄ من يتحمل مسؤولية الانحرافات المجتمعية والعمليات الإرهابية.. هل الإسلام أم المسلمين؟

- «دين إبليس» المروج له بواسطة المجامع الفقهية في العالم هو الذي يتحمل المسؤولية، وأنا هنا لا أتحدث عن الأزهر فقط بل كل المجامع الفقهية، ولذلك أطالب بمنع تدريس فقه الأئمة، لأنه «فقه معتوه، ومخبول، ومفيهوش نخوة رجولة»، هذا الفقه ينص على أن الراجل غير مسؤول عن علاج زوجته المريضة لا في أجر طبيب ولا نفقات دواء، وأنه غير مسؤول أيضًا عن إطعام زوجته الفاكهة والحلوى، وأن سبى النساء ووطئهن في الحروب جائز، وهذا هو الذي يُدرس للطلبة ولذلك يتحولون إلى إرهابيين.

وهذا الفقه أيضًا هو السبب في أن أغلب المسلمين فكرهم دموي، وحين يختلفوا معك في أي موضوع ديني تجد المعاداة سريعة؛ لأنهم لم يعتادوا على «وجادلهم بالتي هي أحسن»، و«وقولوا للناس حسنا»، و«ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة». لم يعتادوا على كل قول فيه لين، ثم ينسبون هذه المعاداة للسنة التي قال الله عز وجل عن صاحبها: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، و«وإنك لعلى خلق عظيم»، ويزعمون أن هذا الذي على خلق عظيم هو من قال بقتل المرتد والمخالفين لنا، وسبي النساء ووطئهن. للأسف نسبوا إليه أقوالًا لا تصح إطلاقًا، وحكوا عنه الخرافات.

اقرأ أيضًا.. "معركة الإمام".. الشعراوي بين "تطرف المنتقدين" و"مغالاة المقدسين".. كريمة: منتقدو إمام الدعاة "أقزام".. وعمرو فاروق: كل يؤخذ منه ويرد ومن حقنا مراجعة أفكاره

◄ ما الذي يعنيه تنقيح التراث الإسلامي في مفهومك؟

- كلمة تنقيح تعني تلقائيًا أن تبقي على الأصل وتزيل الشوائب والفضول.

◄ كيف أثر الجمود على آراء السابقين على العقلية المصرية بشكل خاص والعقلية الإسلامية بشكل عام؟

- الجمود ناتج مباشر لما نعتقده من فهم، ولاحظ أن الله سبحانه وتعالى غاضب علينا، والسبب في هذا أن المولى عز وجل يقول: «وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ»، والأزهر وكل المجامع الفقهية في العالم أعرضوا عن ذكر الله.

اقرأ أيضًا.. معركة "الأحوال الشخصية".. خبراء يرفضون قانون "كبار علماء الأزهر".. والمشيخة ترد: إعداد القانون حق يخصنا وحدنا.. ولا نقبل تركه لـ"من هَبَّ ودَبَّ"

◄ اعتدت أن تشن هجومًا حادًا على صحيح البخاري وباقي كتب الحديث.. لماذا كل هذا النقد لأئمة الحديث وكتبهم؟

- لأن كتب السنة عجت وامتلئت بالمتناقضات وبما يخالف القرآن؛ فمثلًا «من بدل دينه فاقتلوه»، من غير المعقول أن يكون هذا حديث يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله رحمة للعالمين، كيف يقوله وقد نزل عليه: «لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ»، و«وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ»، و«وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ»، و«ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ».

إن الله لا يريد أن يُقتل أحدٌ، وهو سبحانه وتعالى يترك الناس ليتوبوا حتى تصل الروح إلى الغرغرة، إنما هؤلاء يتعجلون ويقولون «من بدل دينه فاقتلوه»، والشيخ الشعراوي الذي اعتبره البعض «أسطورة» سُأل: ما رأيك في من يصوم ولا يصلي.. هل يتقبل الله صيامه؟ فأجاب: يجب أن نسأله أولًا لماذا لا تصلي؟ فإن كان لا يصلي جحودًا يُقتل، وإن كان لا يصلي تكاسلًا يستتاب ثلاثة أيام ثم يُقتل، وهذا هو ما تعلمه في الأزهر، ولذلك أؤكد أن هذا «دين إبليس»، أما دين الله فيقول لنا: نتركه ونتعامل معه بالحسنى إلى أن أموت أنا أو يموت هو.

اقرأ أيضًا.. الإفتاء: الإسلام ألزمَ الوالدينِ العنايةَ بالطفلِ صحيًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا (موشن جرافيك)

◄ هل التنويريون هم الأقدر على تجديد الخطاب الديني؟

- التنويريون هم الأقدر على تجديد الخطاب الديني إذا ما أفسحت لهم وسائل الإعلام المجال كما تُفسح للأزاهرة.

◄ لكن المجتمع لم يتقبل تنويريين مثل الإمام محمد عبده والشيخ عبد المتعال الصعيدي وغيرهم؟

- المجتمع لم يرفض الإمام محمد عبده، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل اعتمد الأزهر محاضرة واحدة من فقه الإمام الراحل، والأمر ذاته ينطبق على فقه الشيخ علي عبد الرازق، وكذلك آراء التنويريين والباحثين الإسلاميين؟ للأسف الأزهر لا يشجع أحد على البحث، بل إنه يقاوم البحث ويقف ضد أي جديد، لأنه يرعى الكلأ القديم.

◄ من المسؤول عن القطيعة بين رجال الدين والنخبة التنويرية؟

- المسؤول هو «السبوبة»؛ فرجال الدين يقتاتون منها ويهمهم بقاؤها، وهؤلاء اعتادوا أن يكونوا أصحاب الكلمة المسموعة واليد العليا في المجتمع، وللأسف المجتمع يطيعهم كالماعز وراء كلأ الراعي، والتنويريين يرون أن رجال الدين على خطأ.

وأرى أنه ليس هناك أحدٌ من المثقفين أو غيرهم يفكر أو يتدبر؛ فالتدبر تقريبًا شبه منعدم في الأمة الإسلامية كلها، ومع أن الله عز وجل خاطب الأمة - وليس أهل الأزهر أو المشايخ والفقهاء وحدهم - قائلًا: «أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا»، إلا أن كل واحد منا وضع قفلًا كبيرًا واكتفى بقول: «أصل الشيخ قال»، للأسف اتخذنا الشيوخ أربابًا من دون الله، وتركنا التدبر الذي هو علة التنزيل مصداقًا لقول الله تعالى: «كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ».

نحن نسير خلف كلأ الراعي، وهذا جعل الأزاهرة يرون أن كلمتهم مسموعة، ولو تلوت على مسامعك نص المادة 1 من القانون 25 لتعجبت كيف تم إقرارها، ولكن هذا هو «دين الأزهر» و«دين المجامع الفقهية» الذي نضح علينا في القانون، وكل هذا لا يعجبهم بل يريدون إقامة دولة الخلافة التي يُقتل فيها المرتد وتارك الصلاة والمثليين والسحرة وشاتم الرسول حتى وإن تاب، وعد في المقاتل إلى ما لا نهاية، وهذا هو الذي يدرسوه للطلاب، وقد ذكرت في إحدى حلقاتي التليفزيونية أن الأزهر يدرس في كتاب «الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع» على المذهب الشافعي، لطلبة السنة الثالثة الثانوية: «لا تبنى كنيسة في الإسلام وإذا بنيت هدمت سواء أشرط عليهم أم لا»، ويدرس أيضًا في كتاب «الاختيار لتعليل المختار» على المذهب الحنفي: «وإذا فتح الإمام بلدة عنوة فله أن يقسمها بين الغانمين، وله أن يقر أهلها عليها ويضع على أهلها الجزية وعلى أراضيها الخراج»، هذا ما يدرسوه في الأزهر عشان كده مسميه «دين إبليس».

اقرأ أيضًا.. تنفيذًا لرؤية الدولة.. "البحوث الإسلامية" يناقش مجموعة من البرامج التنفيذية لمواجهة الأفكار المتطرفة

◄ هل أصبح المجتمع عقبة في وجه التجديد؟

- لاشك أن مجتمعنا غير ناضج، ويهوى التصفيق للأزهر حتى وإن أدخلهم هذا النار، وعلى سبيل المثال المسلمين كلهم يقولون في الصلاة: «إهدنا الصراط المستقيم»، ويتخيل كل منهم أن الصراط جسر على جهنم عليه كلاليب مثل شوك السعدان تتخطف الناس على قدر أعمالهم، وأن الأنبياء ترتعد فرائسهم في هذا اليوم ويقولون «يارب سلم سلم»، وهذا التخيل يفسد الصلاة، والأمر ذاته يتكرر عندما يأتون إلى قول المولى عز وجل «غير المغضوب عليهم ولا الضآلين»؛ إذ يتصورون أن المغضوب عليهم هم اليهود، وأن الضآلين هم المسيحيون، ولا يعرفون أنه من الممكن أن يكون المسلم مغضوب عليه وذلك لقول الله تعالى: «وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا».

المسلمين لا يعرفون هذا، هم فقط يعرفون القصص والحواديت التي يقولها المشايخ، ولذلك أقول لهم: صلاتكم غير مقبولة؛ لأن هؤلاء الناس غير مؤمنين بالقرآن، وهم في ضياع لأنهم اعتمدوا على المشايخ وقصصهم.

◄ من تقصد بقولك «غير مؤمنين بالقرآن».. العامة أم المشايخ؟

- كلاهما، العامة لأنهم اتبعوا المشايخ، والمشايخ لأنهم غير مؤمنين بالقرآن وضآلين عنه.

◄ الأزاهرة هم من أبطلوا صلاة المسلمين..!!

- الأزاهرة أبطلوا صلاة المسلمين كلها، وعلى سبيل المثال هؤلاء لديهم دعاء يُسمى دعاء استفتاح الصلاة، يقولون فيه: «اللهم باعد بيننا وبين الخطايا كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقنا من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلنا بالماء والثلج والبرد»، وأنا عايز اسألهم سؤال: أيه رأيكم تيجوا أغسلكم بالثلج؟ بتدعوا على أنفسكم في أول الصلاة، وعلمتونا غلط. الثلج له تأثير الكي شأنه شأن النار، ولأن هؤلاء لا يفهمون شيء علموا الناس غلط.

◄ ما هو رأيك في مشروع قانون الأحوال الشخصية الذي أعده الأزهر الشريف؟

- أولًا: من المعروف أن الدول الحضارية فيها فصل بين السلطات، والأزهر هيئة مستقلة ولا يجوز في نظام الفصل بين السلطات أن تفتأت سلطة على أخرى، وبالتالي الأزهر ليس مسؤولًا عن سن القوانين.

ثانيًا: هل نحن نريد دولة دينية أم دولة مدنية؟ من المهم جدًا أن نحدد الهدف الذي نريده، وما أود التأكيد عليه هنا أن الدولة المدنية الحديثة التي نريدها أقرب إلى القرآن من الدولة الدينية التي ينادي بها ويرعاها الفقهاء الذين لا يفهمون شيئًا عن الإسلام إلا «دين الكراهية»، والأمثلة على هذا كثيرة منها حديثين في صحيح مسلم يقول الأول: «يأتي المسلمون يوم القيامة بأمثال الجبال من الذنوب فيغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى»، والحديث الثاني: «ما من مسلم يموت إلا وأتاه الله بيهودي أو نصراني ويقال هذا فكاك من النار»، هذين الحديثين يصفان رب العزة بالظلم وعدم العدل لأنه يزعمون أنه جل وعلا يغفر ذنوب المسلم ويضعها على اليهودي والنصراني، وكل ما ذكرته هو بعض الأمثلة التي تؤكد أننا أصبحنا غارقين في «دين إبليس».

اقرأ أيضًا.. الأوقاف تكشف خطتها المستقبلية لتجديد الخطاب الديني.. وتعلن زيادة بدلات الأئمة بحد أدنى 600 جنيه.. الوزير يؤكد: نهتم ونقدر دور المرأة.. ونحتاج ثورة على الأفكار المتطرفة

◄ وكيف نتخلص مما تسميه «دين إبليس»؟

- لابد من إغلاق الأزهر 10 سنوات، يتفرغ فيها أهل الإخلاص منه - وهو لا يخلو منهم - لوضع قراءة جديدة للفقه والتفسير، ثم بعد هذه السنوات العشر يُفتح على أن يقبل فقط المؤهلات العليا، وبعد عدة سنوات يكون التركيز فيها منصبًا على تعليم المدرسين فقط تُفتح باقي المراحل التعليمية المختلفة، أما هذا الجيل الموجود حاليًا فهذا جيل لا فائدة منه من أول شيخ الأزهر وحتى أصغر أزهري.

الجيل الموجود حاليًا يقاوم أي تجديد، وهيفضلوا يقاوموا كده حتى الممات، ولن يرضوا أبدًا بالتجديد لأنهم يعتبرونه هزيمة.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً