وسط حالة من عدم اليقين يعيش السودان، الجار الحبيب لمصر والذي يؤثر ويتأثر بها، على صفيح ساخن لم تنجح الأجواء الاحتفالية التي صاحبت توقيع اتفاق تقاسم السلطة فيه في أن تقلل من خطورتها. فالسودان الذي خرج لتوه من فترة حكم غير رشيدة امتدت لنحو ثلث قرن من الزمان تحت سيطرة الرئيس السوداني عمر البشير المتحالف مع ما تسمى بجبهة الإنقاذ بمرجعيتها الإخوانية على شفا حرب أهلية حقيقة قد تعصف بالبلاد. وعلى الرغم من الجهود المضنية التي يحاول من خلالها رئيس وزراء السودان البروفيسور عبد الله حمدوك أن يخرج بالبلاد من محنتها الاقتصادية، إلا أن الفوضى العارمة التي تهدد السودان تأتي من تعدد الجيوش في هذا البلد الجريح ، وهو ما يجعل السودان على شفا حرب أهلية إن لم ينجح حمدوك في مهمته الاقتصادية لتوفير اعتمادات لاستيعاب عناصر هذه الجيوش في مؤسسات مدنية .
اقرأ ايضا .. حواء سودانية ترسل رامبو للسجن .. هذا ما فعلته أصغر وزيرة في السودان
فبعد سنوات قليلة من فضل جنوب السودان عن شماله توجد في البلاد خمس جيوش بخلاف عشرات الميلشيات المسلحة الأخرى التي تتحصن في الجبال والأحراش والغابات. فبخلاف القوات المسلحة السودانية الشرعية هناك قوات الدعم السريع وهى قوات نظامية يقودها محمد حمدان دقلو - حميدتي ، وهى قوات نظامية ولكنها لا تتبع القوات المسلحة السودانية ولا تتبع رئاسة الأركان السودانية بل أن عناصر من جنود وضباط يتم اختيارهم على أساس قبلي من جانب حميدتي وهو نفسه لم يلتحق بأى مدرسة عسكرية ولم يتخرج من الكلية الحربية في السودان بل هو تاجر أبل منحه الرئيس السوداني المخلوع عمر البشر رتبة العقيد قبل أن يرقيه إلى رتبة الفريق.
اقرأ ايضا .. حميدتي يلعب ورقة السكر والبطاطس وحمدوك تحت ضغوط لتسلم البشير للجنائية .. هنا السودان !
وعلى الرغم من خطورة أى مواجهة محتملة بين قوات الدعم السريع وبين الجيش السوداني، إلا أن أخطر ما يهدد السودان هو الجيش الثالث الذي يطلق عليه اسم كتائب الظل، وكتائب الظل هى حركة مسلحة واسعة موالية حتي الان للرئيس السوداني المخلوع عمر البشير وقد هددت هذه الكتائب حكومة عبد الله حمدوك بأنها سوف تقدم على حرق السودان إذا تم تسليم البشير للمحكمة الجنائية الدولية، ويعتقد على نطاق واسع أن كل المنتسبين لكتائب السودان هم من عناصر تنظيم الإخوان المسلمين وما تسمى بالجبهة الإسلامية في السودان وهى عناصر إسلامية متطرفة .
اقرأ ايضا .. السودان.. اعتقال الأمين العام لحزب "المؤتمر الشعبي" على خلفية انقلاب البشير 1989
أما رابع الجيوش في السودان فهو القوات التابعة للحركة الشعبية لتحرير السودان فرع الشمال بقيادة الفريق عبد العزيز الحلو، وهذه الحركة هي الامتداد الشمالي للحركة الشعبية لتحرير السودان الموجودة في جنوب السودان برئاسة سلفا كير، وعبد العزيز الحلو نفسه هو رئيس أركان القوات المشتركة للجبهة الثورية التي حملت السلاح ضد البشير وتملك تجهيزات عسكرية وقوات مدرعة وعناصر مسلحة جيدة التدريب.
وتمثل قوات الدفاع الشعبي الجيش الخامس في السودان وتضم هذه القوات عدد من المليشيات القبلية التي انضمت إليها، المليشيات القبلية مثل قبيلة المسيرية، وقبيلة المرحلين، وقبيلة الرزيقات وقبيلة الفرسان، وتعود خطورة هذه القوات إلى عدم انضباطها عسكريا واستعدادها لارتكاب الجرائم ضد المدنيين بالإضافة لارتباطها بعناصر الجماعات الإسلامية المتطرفة في مناطق مختلفة من السودان