أئمة «الأوقاف» يرحبون بالخطبة المكتوبة.. و«الأزهر» يطالب بـ«التدريب»

أئمة «الأوقاف» يرحبون بالخطبة المكتوبة.. و«الأزهر» يتحفظ ويط

تباينت ردود لأفعال حول قرار وزارة الأوقاف بتوحيد خطبة الجمعة، وقراءتها من ورقة مطبوعة توزعها الوزارة على الائمة في جميع مساجد الجمهورية، حيث رحب الأئمة التابعين لوزارة الأوقاف بالخطبة المكتوبة، وتحفظ الأزهر الشريف مطالبا بزيادة التدريب للأئمة وتأهيلهم حتى لا يركنوا إلى الخطبة المكتوبة، بينما هاجم الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية في السويس للقرار، وعقب رفض هيئة كبار العلماء لقرار وزارة الأوقاف بتداول الخطبة المكتوبة بين أئمة المساجد في خطبة الجمعة.

وقال الدكتور جابر طايع، وكيل وزارة الأوقاف، إن فكرة «الخطبة المكتوبة» شأن إداري خاص بتنظيم العمل داخل الوزارة، رافضًا الإدلاء برأيه في قرار هيئة كبار العلماء، التي رفضت «الخطبة المكتوبة».

وأضاف «طايع»، أن هيئة كبار العلماء رفضت الموضوع برمته، دون القول أنه أمر خاطئ، لافتًا إلى استمرار الوزارة في تطبيقه.

وأوضح أن قرار توحيد موضوع الخطبة الذي صدر بعد ثورة 30 يونيو أتى بثماره، لكن اتضح بعد ذلك أن بعض الأئمة يسقطون بعض العناصر منها، مضيفًا أن هناك مشكلة أخرى ظهرت وهي عدم توحيد مدة الخطبة.

وتابع: «كان لدينا اختيارين، وهما إما معاقبة المخطئين، أو تطبيق الخطبة المكتوبة، وتحديد مدتها من 10 إلى 20 دقيقة، والاتفاق على 54 خطبة في السنة، تناقش موضوعات أخلاقية محددة تمس المجتمع».

وكانت وزارة الاوقاف أعلنت عزمها المضيّ قدمًا في تعميم تطبيق "الخطبة المكتوبة" بالمساجد.

ويأتي ذلك بعد يوم واحد من قرار هيئة كبار العلماء (أعلى هيئة دينية تابعة للأزهر الشريف) بمصر، رفض تطبيق "الخطبة المكتوبة"، معتبرًا إياها "تجميدًا للخطاب الديني".

وقال جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إن "الوزارة ماضية في تعميم الخطبة الاسترشادية المكتوبة"، مضيفًا: "سنعقد مزيدًا من الاجتماعات مع القيادات والأئمة لشرح آليات تطبيقها عبر الحوار والإقناع دون إكراه، فزمن القهر قد ولّى".

وشدد على "ضرورة الالتزام إما بنص الموضوع أو بجوهره كعمل تنظيمي للقضاء على الفوضى في الخطاب الديني، في إطار استراتيجية الأوقاف الشاملة لنشر الفكر الإسلامي المستنير كمشروع فكري وتنويري كبير"، على حد قوله.

وأوضح طايع أن "الأوقاف" خصصت خطبة الجمعة القادمة بجميع المساجد المصرية "عن النظافة سلوك إنساني متحضر".

وقبل عيد الفطر أعلنت وزارة الأوقاف عن قيامها بتشكيل لجنة علمية (لم تقدم تفاصيل عنها) لإعداد وصياغة موضوعات خطب الجمعة، دون أن تحدد موعدًا لتطبيقها.

والخطبة المكتوبة يفترض أن يقرأها الخطيب (إمام المسجد) كل جمعة، من فوق منبره، من ورقة تحتوي نصًا موحدًا صادرًا عن وزارة الأوقاف، وليس ارتجالًا.

و علي الجانب الآخر طالبت هيئة كبار العلماء، برئاسة شيخ الأزهر أحمد الطيب، في بيان بـ"تدريب جاد وتثقيف لأئمة المساجد وتزويدهم بالكتب والمكتبات، حتى يستطيعوا مواجهة الأفكار المتطرفة والشاذَّة بالعلم والفكر الصحيح، وحتى لا يتَّكئ الخطيب على الورقة المكتوبة وحدها".

وأوضح البيان أن تطبيق "الخطبة المكتوبة" سيُؤدي بعد فترةٍ ليست كبيرة إلى تسطيح فكر الخطيب وعدم قدرته على مناقشة الأفكار المنحرفة.

وفكرة استحداث صيغة "الخطبة المكتوبة" تأتي بعد نحو عام من تطبيق "الخطبة الموحدة"، بعد سنوات طويلة كانت فيها هذه الرسالة "مرتجلة" تمامًا من قبل الأئمة وإن كانت تحظى بنوع من الرقابة لمضمونها خاصة تلك الخطب التي يلقيها كبار المشايخ والأئمة لاسيما من غير موظفي وزارة الأوقاف.

ومن جانبه هاجم الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية بالسويس فى حرب أكتوبر 1973، وزير الأوقاف بسبب الخطبة المكتوبة، قائلا: "إن هذا الصراع وتلك المهاترات التى تفاجئ المسلمين فى هذه الأيام من تحدي وزير الأوقاف لما أجمع عليه رأى هيئة كبار العلماء فيما استحدثه وزير الأوقاف بغير سابقة له من عمل رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، الذي قال: "من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد".

وأكد حافظ سلامة أن العالم فوجئ بهذا الصراع الذى أشعل شرارته وزير الأوقاف بهذا الرأى المبتدع -حسب وصفه- وكأن الإسلام بعد حوالى خمسة عشر قرنًا من الزمان كان فى حاجة إلى رأى وزير الأوقاف ومن خلفه، مضيفا: "يا وزير الأوقاف، إنك بهذا العمل المبتدع ستفرق كلمة المسلمين وتشجعهم على هجر المساجد".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة الزمالك والمصري البورسعيدي (0-1) في الدوري المصري اليوم | المصري يتقدم