تظل قضية التعامل مع الإنسان من أكثر القضايا حساسية خاصة مع الاختلاف الكبير بين ما نزل في النصوص المقدسة من تعاليم تؤسس للمساواة وللعدل بين الناس وبين ما كتبه الفقهاء وعلماء الدين والطريقة التي فسروا بها التوجيهات القرآنية وأحاديث النبى صلى الله عليه وسلم، ومن القضايا الشائكة التي تتصل بتاريخ الفقه الإسلامي الطريقة التي تعامل بها فقهاء المسلمين مع قضية الرق والأرقاء، فعلى الرغم من أن كثير من الآيات القرآنية و النصوص النبوية الكريم حضت على عتق الأرقاء وحسن معاملتهم، إلا أن النصوص التي وضعها فقهاء المسلمين للتعامل مع هذه الفئة من البشر، والذي كان عددهم يفوق عدد الأحرار في المجتمعات الإسلامية، وما حدث هو أن فقهاء المسلمين اخترعوا فكرة استرقاق الاحرار من الأعداء أو المحاربين وهى فكرة لا أصل لها في القرآن الكريم ، بل أن ما ورد في قصة سبي هوازن هو أن النبى صلى الله عليه وسلم من على الأسرى بإطلاق سراحهم، وقبل افتداء أسري بدر مقابل تعليم 10 من المسلمين القراءة والكتابة ومحو أميتهم، وذلك على العكس من موقف فقهاء المسلمين من قضية الرق وملف الأرقاء فاعتبروهم أقل من البشر وأدرجوا قضاياهم في أبواب البيوع على اعتبار أنهم أموال مقومة وليسوا بشرا.
اقرأ ايضا .. نصوص سادية في كتب الفقه الإسلامي .. متي يتخلص المسلمون من الفتاوي الداعشية في تراثهم ؟
وتوضح بعض الروايات عمليات القتل والسلب التي كانت ترافق حركة الفتوح، فيصف خالد بن الوليد هجومه على خزاعة: "فهزمناهم وقتلناهم قتلا ذريعا ولم ندع لهم فارسا إلا قتلناه، ثم طلبنا البيوت فنهبناها، وسبينا، فلما هدأ القتال والنهب، أمرت أصحابي بجمع السبايا، لنقدم بهن على رسول الله ، وبصفة عامة فقد لقي السبي المعاملة القاسية من جيش المسلمين أحيانا، فكان يتم ختم أعناقهم، فذكر أبو مخنف عن أبيه: أن قتيبة بن مسلم بعث إلى خوارزم، فسبى منها سبيا، فختم أعناقهم، ولبس الجند ثياب السبي المحصّل من خوارزم فماتوا من البرد وسمع دوي عظيم، وبكاء شديد، من سبي قنسرين، لربطهم بالحبال بقسوة.