لم يفرض القرآن استرقاق الأسري فمن أين جاء فقهاء المسلمين بفقه سبايا داعش ؟

سبايا داعش

صدم تنظيم داعش الإرهابي العالم باسترقاق النساء من غير المسلمات، واستند تنظيم داعش في هذه الخطوة الإجرامية إلى فتاوي بجواز استرقاق الأسرى من النساء والأطفال، ولا يوجد نص قرآني واحد يدل على أن هناك أساس شرعي لاسترقاق الأسرى، وتقول الآية الكريمة التي وردت في سورة محمد حول هذا السياق : ( فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ۚ ذَ‌ٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ ۗ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ) ، والاية واضحة في ظاهرها أن الحكم في الأسرى بين ثلاث خيارات، القتل أو إطلاق سراحهم أو افتداءهم بالمال أو مقابل أسرى المسلمين. لكن بعض فقهاء المؤمنين فسروا المن بأنه الاسترقاق وهو تفسير بعيد عن أى معنى لغوي أو اصطلاحي للكلمة في الآية، وعلى الرغم من أن القرآن الكريم حث على عتق الارقاء وأوصى النبى صلى الله عليه وسلم نجد أنه على العكس فقد وضع فقهاء المسلمين وضعوا من القواعد ما جعلت مؤسسة الرق في الإسلام متوحشة وإن كان توحشها أقل من توحش نفس المؤسسة في الغرب.

اقرأ ايضا .. لماذا لم يحرر الإسلام الأرقاء وكيف تعامل فقهاء المسلمون مع العبيد بوحشية

وعلى الرغم من أن كثير من المتحمسين للدفاع عن موقف الإسلام من الرق بأن الإسلام جاء ليضع قيودا على استرقاق الناس تؤدي تدريجيا إلى تآكل مؤسسة الرق واختفاء الأرقاء، فإن هذا لم يكن صحيحا أبدا على أرض الواقع، ذلك لأن الإسلام كدين سماوي نجح في تغيير البنية الاجتماعية والدينية في قريش وجزيرة العرب بل ونجح في استبدال الاله نفسه بأن جعل المؤمنين به يعبدون الله الواحد الصمد بدلا من آلهة قريش، كان يمكن أن يستكمل هذه الثورة الاجتماعية بإلغاء الرق دفعة واحدة ، ولن تكون ردود الأفعال على مثل هذه الخطوة بأخطر من تغيير الدين نفسه، فلا حجة لمن يقول إن إلغاء الرق دفعة واحدة كان سيحدث ردة فعل اجتماعية عنيفة، لأن الدين الجديد هنا قام باستبدال الإله نفسه فلا يوجد أكثر خطورة من هذا.

اقرأ ايضا .. نصوص سادية في كتب الفقه الإسلامي .. متي يتخلص المسلمون من الفتاوي الداعشية في تراثهم ؟

بل كان من الممكن على الأقل أن يضع الدين الإسلامي الجديد قيودا على استرقاق العبيد والإماء الجديد حتى في إطار مرحلة انتقالية، حتي يتم تصفية الجيل القائم من الأرقاء، وإن كان هذا أيضا حلا وسطيا لا يرقي للعدالة التي من المفترض أن تترافق مع الدين الجديد، لكن حتى هذا الحل الوسط لم يحدث، وما حدث على أرض الواقع هو أن الإسلام كما فتح أبوابا للعتق متمثلة في الكفارات، فإنه فتح أبوابا لاسترقاق أجيال جديدة من الأحرار لأنهم جمعوا بين المخالفة في الدين وبين كونهم ضعاف لا يستطيعون الحرب بعد هزيمة الجيوش التي كانت تقوم على حمايتهم، وحيث فتح المفهوم الإسلامي للجهاد الأبواب على مصراعيها لدفع المزيد من الأحرار المهزومين ضمن طبقة الرقيق سبيا بالسيف وهو ما لا أصل له في آيات القرآن الكريم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بعد أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت.. هذه الدول لا يسري عليها قرار الجنائية الدولية