رحل اليوم عن عالمنا "الأستاذ" محمد حسنين هيكل، عن عمر يناهز
92 عامًا، بعد صراع مع المرض، رحل وترك بصمة لن تنسى في بلاط صاحبة الجلالة التي قضى
74 عامًا من عمره في العمل بها، رحل وطوى معه صفحات وأسرار من تاريخ مصر المعاصر.
"الأستاذ".. الذي اقتحم التاريخ بجدارة، هو ابن قرية باسوس
بمحافظة القليوبية، مواليد 23 سبتمبر 1923، متزوج من السيدة "هدايت علوي"
في يناير 1955 وهي من أسرة قاهرية ثرية اشتهرت بتجارة فاكهة المانجو، وحاصلة على ماجستير
في الآثار الإسلامية، وله منها ثلاثة أولاد، ولدى هيكل سبعة أحفاد.
عاصر "هيكل" ملكين وسبعة رؤساء جمهورية، لكنه كان الأقرب للزعيم
الراحل جمال عبدالناصر، ورغم صداقته الشديدة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إلا أنه
اختلف مع السادات حول التعامل مع النتائج السياسية لحرب أكتوبر حتى وصل الأمر إلى حد
اعتقاله ضمن اعتقالات سبتمبر 1981.
وحين تحدث "هيكل" عن فترة معاصرته للزعيم عبدالناصر، قال:
"كان عبد الناصر يتصل بي مرتين، الأولى قبل نومه، والثانية عندما يستيقظ".
"هيكل" هو أحد أشهر الصحفيين العرب والمصريين في القرن العشرين،
وساهم في صياغة السياسة في مصر منذ فترة الملك فاروق حتى الآن، فقد بدأ العمل بالصحافة
منذ 1942 ، وصدرت له عشرات الكتب والمؤلفات.
واعتزل الكتابة المنتظمة والعمل الصحفي في 23 سبتمبر 2003، بعد أن اتم
عامه الثمانين، وكان وقتها يكتب بانتظام في مجلة "وجهات نظر" ويشرف على تحريرها،
وأثار ضجة كبيره بمقاله الوداعي ذو الجزئين، إلا أنه عاد إلى جريدة الأهرام بنفس العمود
الأسبوعي "بصراحة" في أعقاب ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق
"مبارك".
لكنه واصل بعدها مساهمته في إلقاء الضوء بالتحليل والدراسة على تاريخ
العرب المعاصر الوثيق الصلة بالواقع الراهن مستخدماً منبراً جديداً غير الصحف والكتب
وهو التلفاز.
"الأستاذ" نستطيع أن نقول عنه باختصار إنه أحد ظواهر الثقافة
العربية في القرن العشرين، كما أنه مؤرخ للتاريخ العربي الحديث، رحل وأخذ معه ذاكرة
مصر الحديثة.