ننشر نص كلمة المستشار محمد السعيد الشربيني، رئيس محكمة جنايات القاهرة، قبيل النطق بالحكم على 32 متهمًا في القضية المعروفة بخلية ميكروباص حلوان.
وقال "الشربيني": "أفمن زين له سوء عمله، فرآه حسنا، فإن الله يضل من يشاء ويهدى من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ان الله عليم بما يصنعون.. إنما مما تواترت عليه الشرائع السماوية والأديان الأرضية أن صون الإنسان أعلى غاية لها وأسمى تعاليمها وأجل مقدساتها.. الإنسان بناء الرب وصنعه من روحه الشريف وملعون كل من حمل على صنعه الله معولا من معاول الهدم".
وأوضح قائلا: "ها نحن اليوم تفجعنا نقيصة تطعن في جسد الأمة بسهام الغدر وتلهب أكباد هذا الشعب بأثره حسرات وألمًا لا ينقطعان، وإنما ثانى جرائم الشيطان في خلائف ادم انها جريمة العار ومجلبه الخسار، ولا أمارى ان بين كل رثاء ومانشعرن من ألم يقص مضاجعنا، بونا شاسعا لا تسد فوهته صرخات ودموع الاسى أو مداء الأرض حبرًا".
وأضاف، أن المتهمين ارتكبوا وقائع في أماكن وأوقات مختلفة ومتلاحقة قتلوا فيها حوالي 24 من أبناء هذا الوطن مابين ضابط وأمين شرطة ومواطنون عزل خرجوا جميعًا يؤدون واجبهم الوطنى من اجل استقرار وامن وأمان بلدهم ووطنهم مصر، وفى سبيل تنفيذ تلك الجرائم أسس المتهمون جماعة إرهابية تولى قيادتها والتخطيط لها وامدادهم بالمال والسلاح عناصر من بينهم داخل وخارج مصر وقد انضم المتهمون إليهم في تنظيم داعش الإرهابي في الشام والعراق.
وأشار، إلى أن هذا التنظيم وتلك الجماعة الإرهابية بأسرها تحمل عوامل سقوطها وانهيارها من داخلها لانها تسير عكس الدين والقيم والتاريخ والفطن الإنسانية السوية ولأنها بغت وطغت وتجبرت فما من طائفة أو جماعة بغت وتجبرت إلا أخذها رب العزة.
وأوضح، أن هؤلاء المتهمين امتلات قلوبهم غدرًا وعقولهم فكرًا جانحًا وجرهم شيطانهم بزمام اللعنة إلى الغدر والخيانة فسعوا إلى الهلاك السعاية القصوى فما كان لهم إلا عاقبه الندامة والخسران.. فلايضن عاقل ان مثولهم الان في موقف الحساب والمحاكمة قادر على إعادة الإنسانية في نفوسهم لان الجريمة قد روتهم بلبانها وسقتهم قوة.. أطاعوا البغى وجمحته واستسلموا للجور وسطوته وغرهم بالله الغرور فخلعوا بردة السلام التي توشح بها العالن المتحضر الان، وما أشد الما على كل ذي كبير رطبه ان يطعن المرء من ذوتى جلدته.
وقال "الشربيني": "وإنى إذ أنطق بالحق والقصاص فإنى أتمنى على الله أن تكون الكلمة بردًا وسلامًا على قلوب مزقها مذاق أحبابها وان تكون الكلمة شرف الامانه التي حملتها.. فمصر دولة القانون الرادع ونصر الحق الضائع ولايسع القاضي العادل في موقف هذا الا ان يكون لسان الحق ومنطق العدالة ورحمة القلوب وسلاح ذوتى الحاجة ومحط انظار الغوث.. وسندى في ذلك قول الله سبحانه وتعالى ((انما جزاؤ الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا ان يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاقف أو ينفوا في الأرض ذلك لهم خزى في الدنيا ولهم في الاخرة عذا ب عظيم)).. والفقة الاسلامى الحنيف وجميع الأديان السماوية متضافرة مع قانون مصر الانسانى قد وضعوا عاقبة البغى والاعتداء وقتل النفس التي حرم الله بما لايخفى على أحد من العالمين.. وما شاء الله أن يكون ميزان العدالة الا مستقيما منصفا صورة لجناية كل فرد فالميزان صوزرة للموزون والجزاء من جنس العمل والعاقبة لا مفر منها والله غالب على امره ولكن أكثر الناس لايعلمون".
وقضت محكمة جنايات القاهرة المنعقد بمعهد أمناء الشرطة، اليوم الاثنين، بمعاقبة 7 متهمين بالإعدام شنقًا والمشدد 15 سنة لـ3 متهمين آخرين، والسجن 10 سنوات لـ15 متهمًا وبراءة 7 أخرين، في القضية المعروفة إعلاميًا بخلية "ميكروباص حلوان"، والتي أسفرت عن اغتيال ضابط و7 أمناء شرطة في حلوان.
نطق الحكم المستشار محمد سعيد الشربيني، وعقدت جلسات المحاكمة برئاسة المستشار حسين قنديل، وعضوية كلا من المستشارين عفيفى عبدالله المنوفى وخالد نصار وسكرتارية أيمن القاضى.
كانت قد قررت المحكمة إرسال أوراق 7 متهمين للمفتي لأخذ رأيه الشرعي في إعدامهم شنقًا.
اقرأ أيضا: ننشر أسماء المحكوم عليهم بالإعدام في خلية "ميكروباص حلوان"
وكانت النيابة أحالت المتهمين إلى محكمة الجنايات لأنهم في غضون الفترة من 2015 حتى 2016 بمحافظات القاهرة والجيزة انضموا إلى جماعة محظورة تهدف على منع موْسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالهم والاعتداء على الحرية الشخصية والسلام الاجتماعي، إضافة إلى أنهم انضموا إلى جماعة تدعو إلى تكفير الحاكم واستباحة دماء المسيحين واستحلال أموالهم وتعريض سلامة المجتمع للخطر وكان الإرهاب من الوسائل التي تستخدمها هذه الجماعة في تنفيذ أغراضها.