يسأل بعض المسلمين عن الحالات التي يقع فيها أحد المسلمين أو المسلمات في جريمة الزنا ويريد الزاني أو الزانية التوبة من هذه الجريمة التي وقع فيها، فهل تكفي التوبة للتكفير عن جريمة الزنا ؟ وهل يجب زواج الزاني من الزانية حتي يكفرا عن الذنب الذي وقعا فيه؟ وما هى شروط التوبة من الزنا؟ حول هذه الأسئلة يقول الأستاذ الدكتور على جمعة محمد، مفتي الديار المصرية، إن الزنا كبيرة من الكبائر يزول وزره بالتوبة منه، وليس من شرط هذه التوبة أن يتزوّج الزاني ممن اقترف هذه الجريمة معها، بل التوبة تكون بالإقلاع عن الزنا والندم على فعله والعزم على عدم العودة إليه، ومن تاب تاب الله عليه؛ سواء تزوج منها بعد ذلك أو لم يتزوج، فليست التوبة مرتبطة بالزواج، وإن كانت المروءة تستدعي ستر من أخطأ معها، فإذا تابا كلاهما وكانا ملائمين للزواج يحسن زواجهما من بعض.
وقد ذهب جمهور من العلماء إلى أنه إذا تاب الزاني إلى الله توبة نصوحا صادقة ، فإن الله عز وجل يتوب عليه ويتجاوز عنه قال تعالى بعد ذكر الوعيد لأهل الزنا في سورة الفرقان : ( إلا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا )، وقد ذهب جمهور من العلماء للقول أنه لا يجوز الزواج من الزانية حتى تتوب ، وإذا أراد رجل أن يتزوجها وجب عليه أن يستبرأها بحيضة قبل أن يعقد عليها النكاح وإن تبين حملها لم يجز له العقد عليها إلا بعد أن تضع حملها .