السراج وباشاغا يفتحان المياه والأراضي الليبية لوجود عسكري تركي مشبوه

تصاعدت ردود الأفعال على إقدام رئيس ما يسمى بالمجلس الرئاسي في طرابلس فايز السراج لاتفاقية أمنية وعسكرية مع تركيا تتضمن ترسيم الحدود البحرية في البحر الأبيض المتوسط وتعزيز التعاون الأمني والعسكري بين أنقرة وطرابلس. وحيث كان لافتا خلال توقيع السراج للاتفاقية في أنقرة حضور كل من وزير الداخلية في حكومة طرابلس فتحي باشاغا، وآمر غرفة العمليات المشتركة اللواء أسامة جويلي المحسوب على الجماعات الإرهابية في مصراتة، وبعد ساعات من الكشف عن الاتفاقية المثيرة للجدل رفض مجلس النواب الليبي الشرعي في طبرق الاتفاقية ووصفها البرلمان بأنها تمثل انتهاك خطير لسيادة ليبيا وتهديد لأمنها القومي، كما أدانت مصر الاتفاقية ووصفتها بأنها تقوض جهود التوصل لتسوية في ليبيا، فيما أكد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر أنه لن يقف مكتوف الأيدي أمام انتهاك سيادة مياه وأراضي ليبيا.

تركيا تخالف قرار مجلس الأمن وتزود طرابلس بالسلاح

وتأتي خطورة الاتفاقية الأخيرة في أنها سوف تتيح لتركيا تزويد حكومة طرابلس بالسلاح بالمخالفة لقرار مجلس الأمن الاتفاقية الاخيرة تخالف قرار مجلس الأمن رقم 1970 (2011) لحظر السلاح على ليبيا، وهذه ليست المرة الأولى التي تخالف فيها تركيا قرار مجلس الأمن بفرض حظر لتزويد كل الأطراف المتنازعة في ليبيا بالسلاح، فقد وردت تركيا مؤخرا عربات قتال مدرعة لحساب وزارة الداخلية الليبية والتي قامت من جانبها بتوزيع شحنة العربات المدرعة التركية على كتائب الميلشيات الإرهابية في مصراتة، كما تتيح هذه الاتفاقية لتركيا أن ترسل لطرابلس قوات عسكرية تحت غطاء توفير خبراء عسكريين لدعم حكومة السراج

اقرأ ايضا ..مصر تدين توقيع "السراج" مذكرتي تفاهم مع تركيا في مجالي التعاون الأمني والمناطق البحرية

باشا أغا رجل أنقرة القوي في وزارة الداخلية التركية

وجاء منح عربات القتال المدرعة التركية لوزارة الداخلية الليبية وليس لوزارة الدفاع في طرابلس بالنظر إلى الدعم التركي المباشر لرجل أنقرة القوي في طرابلس فتحي باشا أغا ، وهو من أصول تركية ويعتقد على نطاق واسع أن أنقرة هى التي دفعت به في منصب وزير الداخليةـ وتتبع وزارة قوات نظامية هى قوات الأمن المركزي وهى قوات تمتلك أسلحة ثقيلة وعربات قتال ومدربة على حرب الشوارع، كما تدعم وزارة الداخلية الليبية عدد من الميلشيات التي تشتري ولائها بالمال وبالصمت على ارتكابها لجرائم جنائية، ومن بينها ميلشيات العمو التي يقودها أحمد الدباشي وهو مجرم جنائي معروف بتورطه في جرائم تهريب دولية وصدر بحقه أكثر من نشرة حمراء بواسطة الانتربول الدولي، بالإضافة إلى ميلشيات فرسان جنزور التي تسيطر على مديرية أمن طرابلس، وميلشيا القوة المتحركة وهى تضم مقاتلين من عرق الأمازيج، بالإضافة إلى ميلشيا 24 حرامي التي تسيطر على مبنى إدارة الجوازات التابعة لوزارة الداخلية في طرابلس.

اقرأ ايضا .. تعليق الكرملين على تصريحات الخارجية الأمريكية حول نشر روسيا وحدات عسكرية لزعزعة استقرار ليبيا

السراج في حماية قوات مشاة البحرية الإيطالية في طرابلس

وفي الوقت الذي يستمد فيه فتحي باشا أغا قوته من الدعم التركي المباشر له في منصب وزير الدفاع، وهى مفارقة أن يكون وزير الدفاع في دولة هو المعني باتفاقيات التسليح، بالإضافة إلى الميلشيات التي يشتري فتحي باشا أغا ولائها له بالمال، فإن فايز السراج الذي ينظر له على أنه أخطر رجل في شمال أفريقيا يحظي بدعم مباشر من الحكومة الإيطالية ، ويذكر الليبيون كيف وصل السراج إلى طرابلس على متن مدمرة إيطالية في البحر المتوسط ولم ينزل السراج للشواطئ الليبية بعد فترة غياب طويلة قضاها في الخارج إلا بعد أن وفرت له إيطاليا ألف جندي من مشاة البحرية الإيطالية لحمايته في العاصمة الليبية، بزعم أن هذه القوات مخصصة لحراسة سفارة روما في طرابلس. وبخلاف التحالف العضوي بين السراج وبين روما، فإن السراج نجح مؤخرا في عقد اتفاقية للتعاون الاستراتيجي مع واشنطن، وهى الاتفاقية التي تسمح للقوات الأمريكية بقصف أى مكان في ليبيا يظهر فيه تهديد لمصالح واشنطن، وهو اتفاق فريد من نوعه في منطقة شمال أفريقيا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً