فرض الإسلام الزكاة وهى أحد أركان الإسلام مصداقا لقول الله تعالى في الآية 43 من سورة البقرة : وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ، ويلاحظ أن القرآن الكريم في هذه الآية الكريمة قد أجمل الفرض وهو الزكاة بشكل عام في كلمة واحدة دلت عليها بدون لبس كما دلت على ذلك كلمة الصلاة، وقرن الصلاة بالزكاة لأهميتها، ثم جاءت السنة النبوية الشريفة لتعرض وتشرح كيفية الصلاة بالتفصيل، كما جاءت السنة النبوية الشريفة بشرح تفاصيل الزكاة وأصنافها وكان منها في هذه الفترة المبكرة من تاريخ الرسالة زكاة عروض التجارة وزكاة الزروع، ولكن في الفترة المبكرة التي فرض فيها الزكاة لم تكن هناك مرتبات يحصل عليها موظفون في دولاب الدولة أو شركات القطاع الخاص كما يحدث الآن، فهل يمكن أن يجتهد الفقهاء في إيجاد زكاة المرتبات ؟ ولماذا يتجاهل علماء الدين بحث زكاة الرواتب التي أصبحت ضرورة لمصلحة الفقراء خاصة في العصر الحديث ؟ وهل ظهرت محاولات من قبل لطرح فكرة زكاة الرواتب على بساط البحث لتصبح حقيقة واقعية ؟
اقرأ ايضا .. زكاة العروض هذا هو الاختلاف بينها وبين زكاة الزروع وحكم إخراجها في شكل بضائع
حول هذه الأسئلة ذهب علماء ومنهم الدكتور مسعود صبري الفقيه المتخصص فيما يعرف بفقه المقاصد الشرعية إلى أن الزمن الراهن يستلزم فرض زكاة المرتبات، واستند صبري في ذلك إلى أن المرتبات التي يتقاضها الموظفون في القطاعين: العام والخاص أصبحت المصدر الأكبر انتشارا لدخول الناس ومكاسبهم، وذلك إذا قارنا بين وسيلة المرتب الشهري وغيره من طرق الكسب، وقد أصبحت مرتبات بعض المهن المعاصرة تفوق دخول غيرهم من وسائل الكسب التقليدية القديمة، كالزراعة والتجارة وغيرهما أضعافا مضاعفة ولا يعقل أن تظل الزكاة محصورة على مصادر الدخل الأقل للأثرياء بينما تظل مصادر الدخل الأكبر لهم معطلة عن فريضة الزكاة وهى التي وصفها المولى سبحانه وتعالى بأنها حق معلوم للسائل والمحروم.