شهدت قرية الجبلاو، بمحافظة قنا، الفترة الأخيرة، العديد من حوادث الحريق، في معظم نجوعها، وكانت آخرهم الحادثة الأشهر في تاريخ قرية الجبلاو، اندلاع الحرائق في أكثر من 15 منزل بنجع 'الشوينة' واتهم الأهالي فيها 'الجان' وكانوا لا يجدون مياه لإطفاء تلك الحرائق نظرًا لانقطاع المياه باستمرار، وبعد وحدة المطافئ عن المنطقة، لذلك لجأ الأهالي إلى إيجاد حل بأنفسهم.
وكان الحل هو توفير سيارات وملئها بالمياه تحسبًا لحالات الحريق التي تحدث باستمرار، ومع كل تلك المعاناة التي يعيشها أهالي قرية الجبلاو ونجوعها، يوجد بها 'وحدة مطافئ' تم إنشائها وتشطيبها بالجهود الذاتية إضافة إلى أن الأيدي العاملة كان معظمهم متطوعين، وعلى الرغم من وجود وحدة المطافئ إلا أنها لم تفعل منذ اكتمال تشطيبها في عام 2015 والسبب تقاعس الوحدة المحلية لقرية الجبلاو، لأن الوحدة تحتاح سائقين ومتطلبات أخرى بسيطة، والوحدة المحلية لا تهتم بأمر تفعيلها وتوفير متطلباتها التي تنقصها.
قال مبارك علي محمد، أنه منذ عام 2011، بدأت الفكرة وسط أهالي قرية الجبلاو بإنشاء وحدة مطافئ بالجهود الذاتية، لعدم اهتمام المسئولين بقنا، بإنشائها خدمة للمواطنين، وبالفعل وافق معظم الأهالي والكل ساهم في إنشائها ونظرًا لأن معظم الأعمال كانت تطوعية فقد كلف إنشائها أكثر من '80 ألف جنيهًا'.
كما أوضح أيضًا، أن قرية الجبلاو من أكبر قرى محافظة قنا، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 30 ألف نسمة، مقسمة على 6 نجوع وهم "الشيخ ركاب، والبياضية، والشوينة، والهجان، والصالحية، والشخاشين"، ورغم كثرة عدد سكانها إلا أنه لا يهتم المسئولون لإنشاء وحدة مطافئ، وعندما اتحدوا وأنشأوها بالجهود الذاتية رفضوا تيسير الإجراءات لتفعيلها خدمة للأهالي.
وأضاف إلى أن هناك 6 أشخاص هم من كانوا المسئولين عن جمع التبرعات والذين سعوا لإنشاء وحدة مطافئ داخل القرية وهم " ناصر الدبي، ومحمد علي ناصر، وحسب النبي، وعلي سراج، وحمزة حزين، وعبدالرازق القنبر" وبعد إنشائها لم يرحمهم المسئولين.
كما ذكر أيضًا مبارك علي، أن وحدة المطافئ تم تشطيبها في عام 2015، وحتى الآن لم يتم تفعيلها، لعدم وجود سائقين ويريدون ارتفاع السور أكثر لوضع تندة مرتفعة، وعمل الأرضية بصبة خرسانية، والوحدة المحلية لا تبدى أدنى اهتمام بالوضع، ولا تريد استكمال النواقص من توفير السائقين ورفع السور، رغم تعدد الشكوى لها.
وجاءت تلك النواقص بعد معاينة آخر لجنة جاءت لزيارة المبنى من قبل المحافظة، والتي جاءت بعد اندلاع حريق بالقرية والنيران التهمت المنزل بالكامل وسيارات المطافئ وصلت متأخرة ولم تنقذ شئ من الحريق، فتم تقديم شكوى حينها إلى المحافظة وتم خروج لجنة لمعاينة المبنى الذي أنشأ بالجهود الذاتية والتي قررت أن المبنى ينقصه سائقين لسيارات الإسعاف، والسور يحتاج إلى رفعه لوضع التندة، وتلك القرارات من اختصاص الوحدة المحلية لقرية الجبلاو عليها التنفيذ، ولكن لم تهتم بالوضع حتى الآن.
وقدم مبارك علي وجميع أهالي القرية استغاثة لمحافظ قنا الجديد، اللواء أشرف الداودي، بإنقاذهم من النيران التي خربت منازلهم، وأصبحت خطر مهدد لحياة المواطنين، ولا يوجد وحدة مطافئ مُفعلة لإنقاذهم والوحدة المحلية تتقاعس على تفعيلها وهي لا ينقصها الكثير، فالمبنى مكتمل كليًا، والجهاز اللاسلكي الخاص بالمطافئ نفسه داخل المبنى ويتم دفع اشتراكه شهريًا، ورغم كل ذلك لم يتم تفعيلها حتى الآن.