'بتقديم موائد الطعام'..أهالي 'النزلة' بقنا يحتفلون بنجاتهم من مرض 'الكوليرا' منذ أكثر من 70 عامًا: عادة سنوية لن نتركها (صور)

أوفَى أهالي قرية النزلة التابعة للـ شرقي بهجورة، بمركز نجع حمادي، شمال قنا، بالنذر، اليوم الجمعة، وأخرجوا الصدقات، وهي عبارة عن موائد من الطعام، كعادتهم التي نشأوا عليها منذ أكثر من 70 عامًا؛ بعد نجاتهم من مرض الطاعون.

وقال عبد الرحيم علي السيد، مدير منطقة القوى العاملة بنجع حمادي، من أهالي القرية، إن أهالي نجع النزلة يحتفلون اليوم بذكرى يكاد يقترب عمرها من 70 إلى 100 عام، مشيرًا إلى أنهم لا يعرفون عمرها الحقيقي فهم توارثوها عن أجدادهم وآبائهم.

اقرأ أيضًا.. كارثة.. "مياه الغسيل الكلوي" تغرق البراهمة بقنا.. الأهالي يستغيثون: بئر مستشفى قفط تطفح في الشوارع وتهدد حياتنا.. أطفالنا في خطر والمنطقة حيوية وبها مجمع مدارس (صور)

وأوضح السيد أنه في القرن الماضي قد أصاب أهل القرية مرض الطاعون، وإيمانًا من أهلها بقول الرسول، صلى الله عليه وسلم: “داووا مرضاكم بالصدقات”، فإن أهالي القرية كانوا يخرجون الطعام للفقراء والمساكين؛ حتى يزيح الله عنهم المرض، ولما كشف الله عنهم مرضهم استمروا على تلك العادة، وأصبحت عادة سنوية يشارك فيها أهالي البلدة جميعًا، بإخراج الطعام كل عام في هذا الموعد؛ تقربًا إلى الله.

وأضاف السيد أن أهالي القرية يخرجون سنويًا ما لذ وطاب من الطعام، في الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر، مجتمعين في جو من المحبة والسرور، كما يقوم الشباب من أهل القرية بتوزيع الطعام على الفقراء وتوصيله إلى بيوتهم.

اقرأ ايضًا..غسيل وشراء الخضروات".. أحدث أنشطة ينفذها رياض الأطفال في قنا (فيديو وصور)

وتمنى "السيد" استمرار تلك العادة ودوامهما بين شباب القرية، والأجيال القادمة لما تزرعه بينهم من مودة وأُلفة.

“مش مجرد عزومة”.. كانت بدايتها تقربًا إلى الله، بعد أن تفشى مرض الكوليرا في بداية العشرينات من القرن الماضي، حتى أن أهل القرية كانوا يودعون يوميًا من 3 إلى 4 أشخاص بسبب هذا المرض، هكذا شرح عبد الرحيم يونس، موجه دراسات اجتماعية، تاريخ هذه العادة.

وأضاف يونس أن أحد أئمة مسجد نجع النزلة القدامى، حينها، قد خطب في الناس وطلب منهم أن يتصدقوا؛ ليكشف الله عنهم المرض، ففعلوا، ولما كشف الله عنهم نشأت هذه العادة التي مازال يحييها أهل القرية كل عام، حتى باتت جزءًا من تراثهم.

وأكد يونس على اهتمام أهل القرية باصطحاب أبناءهم معهم لترسيخ هذه العادة لديهم، كما أنها تزيد أواصر المحبة بينهم.

وهذا ما أكده مدحت عباس، نائب رئيس نقابة شركة الصعيد للنقل، مشيرًا إلى أنها عادة طيبة يتوارثها الأجيال؛ وفاءً بالنذر، كما أنها تُقام “أول جمعة في زرع القمح” من كل عام.

وأشار جمعة رحيل، من أهالي نجع النزلة، إلى أنه سيتم تنظيمها في الأعوام القادمة بشكل أفضل من خلال عمل مظلات، متمنيا مشاركة المزيد من الشباب في هذه المناسبة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً