أفاد مصدر طبي عراقي، لمراسلة وكالة "سبوتنيك" الروسية في العراق، اليوم الجمعة، بمقتل 20 متظاهرا وإصابة العشرات بالرصاص الحي، بالقرب من مديرية للشرطة في محافظة ذي قار، جنوبي البلاد.
وأوضح المصدر، الذي تحفظ على كشف اسمه، أن القوات الأمنية استخدمت الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين المحتشدين بالقرب من مديرية شرطة ذي قار، في منطقة صوب الشامية بالناصرية، مركز ذي قار، ما أسفر عن مقتل أكثر من 20 متظاهرا، وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح من بينهم حالات خطرة جداً.
وأكد المصدر، أن الجرحى يرقدون في مستشفيات "الناصرية العام" و"الحسين" و"الرحم الأهلي" وغيرها، في مركز ذي قار، مرجحا ارتفاع حصيلة القتلى متأثرين بإصاباتهم الخطرة.
وكشف شاهد عيان من المتظاهرين، في الناصرية بالقرب من مقر قيادة شرطة ذي قار، أن المئات من المتظاهرين بالقرب من مبنى المقر المذكور، يطالبون بتسليم الفريق جميل الشمري، بعد تهم بقرار حملة قتل المتظاهرين في المحافظة، يوم أمس، أو تسليمه للقضاء لمحاكمته، رافضين مغادرة المكان لحين تلبية مطالبهم.
وأكد الشاهد، أن إطلاق النار لازال مستمرا من جهة القوات الأمنية، نحو المتظاهرين بالقرب من مقر مديرية شرطة ذي قار، حتى الآن.
وشيع الآلاف من المواطنين وذوي الضحايا في محافظة ذي قار، اليوم الجمعة، العشرات من ضحايا المتظاهرين الذين قتلوا إثر الرصاص الحي حتى وقت متأخر من ليلة أمس.
وشهدت ساحات الاعتصام لاسيما ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية، مركز ذي قار، وعدد من الأقضية في المحافظة، مواكب تشييع للضحايا وأغلبهم تراوحت أعمارهم ما بين (19-15) وأصغر، والذين قتلوا بإستخدام القوات الأمنية الرصاص الحي من أسلحة الأحادية الرشاشة، والرصاص الخاص بمقاومة الطائرات بالقرب من جسر الزيتون، وتقاطع البهو، والمنصورية، وحديقة غازي.
وارتفعت حصيلة العنف الذي استخدم في قمع التظاهرات بذي قار، إلى 32 قتيلا، وأكثر من 300 جريح حتى وقت متأخر من ليلة أمس، حسب مصدر من داخل مستشفى الناصرية العام، في تصريح لمراسلة الوكالة الروسية في العراق.
وتحول شارع الحبوبي، إلى مأتم خيم عليه الحزن وهو يودع الضحايا الذين زينت نعوشهم بالعلم العراقي والزهور في طريقهم إلى مثواهم الأخير بعد أن كانوا يطالبون بالحرية والوطن.
وأثارت "المجزرة" حسبما وصفها الناشطون في ذي قار، غضبا شعبيا واسعا في العراق، منددين بالعنف الذي استخدم بقرارات من القائد العسكري جميل الشمري الذي عين من القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، رئيسا لخلية الأزمة في المحافظة، بتمام الثالثة من فجر الأربعاء، للمباشرة بحملة قتل طالت المتظاهرين الذين اكتظت المستشفيات وثلاجات الموتى بهم.
وأفادت مراسلة وكالة "سبوتنيك"، مساء أمس الخميس، نقلا عن مصدر طبي، بارتفاع حصيلة قتلى المتظاهرين بالرصاص الحي، في محافظة ذي قار، جنوب البلاد، إلى 32 قتيلا.
وأضاف المصدر من داخل مستشفى الناصرية العام وسط مركز محافظة ذي قار، الذي تحفظ على كشف اسمه، أن المستشفى سجل مقتل 32 متظاهرا، وأكثر من 300 جريح، نتيجة استخدام قوات الأمن للرصاص الحي.
وأكد شاهد عيان في تصريح للمراسلة، بأن أغلبية الضحايا المتظاهرين، وقعوا بالقرب من جسر الزيتون، وتقاطع البهو، ومبنى التربية، ومنطقة المنصورية، وحديقة غازي، في وسط، وبداية الناصرية، مركز ذي قار، جنوب العاصمة بغداد.
اقرأ أيضاً: مصرع 15 متظاهرًا عراقيًا برصاص قوات الأمن في ذي قار جنوب البلاد
ويشهد العراق منذ مطلع أكتوبر الماضي، احتجاجات واسعة للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية ومحاربة الفساد وإقالة الحكومة وحل البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة، وقتل ما لا يقل عن 350 شخصا منذ بدء أكبر موجة احتجاجات تشهدها البلاد منذ سقوط صدام حسين عام 2003.