استمرارًا للحديث عن العجز المائي، وقلق المواطنين من ناقوس الخطر بعد فشل مفاوضات سد النهضة في الآونة الأخيرة، وتساؤلاتهم المستمرة عن دور وزارة الري في حل الأزمة، وإلى أي مدى تقف مصر في مواجهة الفقر المائي، أفاد المهندس محمد السباعي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الري والموارد المائية، بأن الفجوة تفاقمت بين الموارد المائية المتاحة، والاحتياجات المائية للمجتمع، وعلى أساسه يتم إدارة الموارد بصورة تكفي الاحتياجات بشكل أمثل، معقبًا «متقلقوش قادرين على مواجهة الأزمة إن شاء الله».
وقال في تصريحاته لـ «أهل مصر»، إن الوزارة وضعت إستراتيجية قومية للمياه بعنوان «الخطة القومية للمياه 2037»، بالتعاون مع 8 وزارات آخري معنية بهذا الأمر، بتكلفة 50 مليار دولار، هدفها في المقام الأول إلى تنفيذ 4 محاور رئيسية، الأول تنمية الموارد المائية، والثاني ترشيد الاستخدام المائي، والثالث تحسين نوعية المائية، بالإضافة إلى المحور الرابع وهو تهيئة البيئة المحيطة لتطبيق الإستراتيجية من خلال القوانين والتشريعات، وأطلق عليها «إستراتيجية 4ت» حيث كل محور يبدأ بحرف التاء.
وأكد أنه بالفعل بدأ تطبيقها على أرض الواقع، فعلى سبيل المثال محور ترشيد الاستخدام المائي، فالوزارة بها قطاع يدعى تطوير الري مسئول عن تطبيق الطرق الحديثة للري للتخلص من الأزمات التي تواجه المياه في مصر لاسيما في الدلتا من أجل توفير 40% من إنتاج المياه الذي يحتاجها أي محصول.
وشنت الوزارة حملات توعية خاصة بزيادة وعي المواطنين باستخدام المياه، سواء في لقاءات وندوات أو من خلال وسائل الإعلام بالأفلام الوثائقية، كما يتم التركيز حاليًا على أهمية الموارد المائية وتحلية مياه البحر، وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي والمعالجة الثنائية والثلاثية، معلقًا مصر تعتبر من أعلى دول العالم في كيفية استخدام المياه تخطت 85 % لاستخدامها 4 مرات بعد مرورها بفترات المعالجة.
وأضاف أنه يتم التوسع في تحسين نوعية المياه من خلال بعض المشروعات القومية الخاص بشبكات الصرف الصحي ومحطات المعالجة، مشيرًا إلى أن تقرير الأمم المتحدة يشير إلى 42 مليار متر مكعب عجز مائي لكن في الحقيقة أنها أكثر من ذلك 114 مليار متر مكعب، مواردنا المتاحة 55.5 مليار من مياه نهر النيل بالإضافة إلى 4 مليار متر مكعب من المياه الجوفية وغيرها، ولكن سد الفجوة يتم تعويضه من خلال إعادة الاستخدام بقيمة 24مليار، 34 مليار يتم استيرادها على هيئة سلع ومواد غذائية.
وأوضح أن خطط وزارة الري لمواجهة العجز المائي، بدأت تجنى ثمارها على أرض الواقع، وخاصة في مختلف المحافظات مثل «المنيا، والمنوفية، والجيزة»، عن طريق وسائل التوعية لاستخدام المياه في الزراعة بأساليب متطورة للحفاظ عليها من الهدر.
اقرأ أيضًا.. التفاصيل الكاملة لإقالة قيادات وزارة الزراعة.. القرش يحسم الجدل الدائر
ومن جانبه، قال الدكتور صفوت عبد الدايم، مستشار وزير الري، مصر تسير بخطوات واضحة نحو التنمية وحل مشكلة العجز المائي، معلقًا «مش هنموت من العطش بنفذ خطط إستراتيجية للخروج من أي أزمة».
اقرأ أيضًا.. وزارة الري تنظم ندوة للتوعية المائية في حلوان (صور)
وبخصوص ما يتم تداوله عن عدم وجود رؤية كافية، أو طرق لحل الأزمة، أكد أن وزارتي الري والزراعة أسست لجنة للتنسيق المستمر وبحث كافة القضايا المتعلقة بهذا الصدد، معلقًا لم نقف محلك سر وبالفعل طبقنا إجراءات فعالة.
نقلاً عن العدد الورقي..