حالة من الجدل انتابت مدخني المملكة العربية السعودية جراء اعادة طرح شركات التبغ انواع السجائر باشكال مختلفة فى العلبة ولكن مدخنى المملكة يتهمون الشركات بالتربح من طرح منتجاتهم بالمملكة العربية السعودية بعد عملية الانفتاح التى قادها ولى العهد محمد بن سلمان وفى هذا التقرير نرصد لكم الجدل السعودى حول علبة السجائر..
اعتماد شركات التبغ بالمملكة على اشكال جديدة بالسعودية
فى البداية بدأت السعودية بالاتفاق مع الشركات المصنعة والموردة للتبغ، على اعتماد شكل عبوات جديد، أثار فور نزوله للأسواق قبل أيام ردود فعل غاضبة بين المدخنين الذين يقولون إن ”التغيير شمل محتوى السجائر ذاتها“، وإنهم يواجهون آثارًا جانبية عديدة على صحتهم عند تدخينهم من العلب الجديدة المتداولة في الأسواق، ولم يخف ذلك الجدل رغم تأكيد هيئة الغذاء والدواء في المملكة، أمس السبت، أن ”التغيير شمل شكل العبوة فقط، بحيث تكون غير جذابة مع زيادة التحذيرات من مخاطر التبغ، وأن فحوصاتها المخبرية أثبتت مطابقة السجائر الجديدة للمواصفات ذاتها المتبعة قبل تغيير شكل العلب“.
ومن جانبة قال الدكتور عبدالرحمن القحطاني – وهو طبيب أسنان سعودي عُرف باهتمامه بقضايا الصحة العامة – فرضية لكشف أسباب الجدل الدائر، اتهم فيها شركات التبغ بتنفيذ مخطط يستهدف حماية مبيعاتها من الانخفاض المتوقع بعد خطط الرياض المتواصلة لمكافحة انتشار التدخين بين مواطنيها، لا سيما قرار اعتماد العلب الجديدة.
ويقول القحطاني في فرضيته هناك تحركات مريبة جدًا في تويتر ويبدو أنها منظمة ومقننة، وربما تقف خلفها شركات عالمية، للمطالبة بإلغاء التغليف العادي لعلب السجائر، وتطالب بالعودة للتغليف السابق، والتغليف العادي يحفز على الحد من تعاطي التبغ، ويقلل جاذبيته، ويمنع استخدام العلب كنوع من الإعلان. هذه المعطيات تجعل شركات التبغ ووكلاءها يعيشون في حالة من الخوف والهلع،ولمعرفة حجم تهديد التغليف العادي على مافيا شركات التبغ، تشير إحدى شركات الاستشارات الاقتصادية العالمية (سيتي جروب) إلى أن التغليف العادي يعد أكبر تهديد منظم لشركات صناعة التبغ، لأن التغليف هو أهم وسيلة تتواصل فيها شركات التبغ مع المستهلك وتميز منتجاتها من خلاله.
القحطانى ..شركات التبغ ستأتى بخيلها ورجلها
وأضاف القحطاني كما تقول منظمة الصحة العالمية إن التغليف البسيط خطوة رائدة لمكافحة التبغ لأنه من أكثر التدخلات الصحية العامة فاعلية في الحد من الطلب على التبغ. طبعًا هذا الحديث يرعب شركات التبغ، ولن تقف مكتوفة الأيدي، بل ستأتي بخيلها ورجلها!!.
وقال القحطاني إنه في بريطانيا وخلال مرحلة دراسة إقرار نظام التغليف العادي انتفضت معظم شركات التبغ العالمية، وإحدى الشركات أشارت إلى أن ”التغليف العادي يؤدي لزيادة التجارة غير المشروعة والجريمة المنظمة، بما في ذلك الاتجار بالجنس والإرهاب!! هل رأيتم وقاحة أكثر من ذلك!!.. يعني أصبح التغليف البسيط متطرفًا وإرهابيًا!! رفقًا بالعقول يا شركات التبغ“.
مدخنى المملكة.. شكل العلبة بالسعودية مستفز
ويقول كثير من المدخنين في السعودية، حيث تحول موقع ”تويتر“ لساحة احتجاج لهم، إن العلب الجديدة ”مستفزة“، إذ لا يقتصر التغيير على وضع صور لحالات صحية حرجة وأجزاء من جسم الإنسان متضررة من التدخين، بل تم حذف معلومات ضرورية للمدخن مثل تاريخ الصلاحية ونسب مكونات التبغ في السيجارة.
ويرى البعض منهم أن غياب تلك المعلومات يجعل من السجائر التي يدخنونها مجهولة المحتوى بالنسبة لهم، وهو ما يلاقونه عند تدخينهم منها، حيث تتعدد الآثار الجانبية التي يروونها من الرائحة الكريهة للسجائر الجديدة إلى النكهة الغربية، مرورًا بحالات السعال والبلغم وغير ذلك من الأعراض، على حد زعمهم.
ويقول كثير من المدخنين إن تجاربهم مع علب السجائر الجديدة تثبت كلامًا مغايرًا لبيان الهيئة الحكومية، وإنهم بحكم الخبرة التي اكتسبوها من التدخين لسنوات طويلة، يستطيعون التمييز بين الدخان ذي الجودة المطابق للمواصفات القياسية وبين السجائر الرديئة.
يقول القائمون على خطط السعودية في مكافحة التدخين، إنهم ماضون في خططهم التي تستهدف خفض أعداد المدخنين في البلاد، والاستفادة من تجارب الدول الأخرى في هذا المضمار، مهما زعم المدخنون من ادعاءات على علب السجائر الجديدة التي أثبتت الفحوصات المخبرية عدم صحتها.
وفي بيانها حول مطابقة السجائر الجديدة للمواصفات السعودية التي كانت سارية قبل اعتماد شكل العلب الجديدة، تقول الهيئة العامة للغذاء والدواء إن ”منتجات التبغ وإن كانت مطابقة للمواصفات، إلا أنها غير صحية بشكل عام“.
ومن جانبها قالت الدكتورة دلال آل إبراهيم، التي عملت سابقًا في برنامج مكافحة التبغ الحكومي بالعاصمة الرياض لا يدخل شيء إلى الأسواق السعودية إلا تحت إشراف مواصفات ومقاييس هيئة الغذاء والدواء، علمًا بأن التبغ غير آمن من الأساس“.
اقرأ أيضا..432 قتيلا وأكثر من 19 ألف جريح حصيلة تظاهرات العراق خلال شهرين
وأضافت الطبيبة السعودية في تصريحات تلفزيونية بثتها قناة ”روتانا خليجية“، أن ”وجود هذه الدعوات والهاشتاقات مؤشر جميل، ويعطينا دافعًا أن نستمر، لأن هذا الحراك معناه أننا بدأنا نغير شيئًا، وبدأ الناس يتأثرون، وأن ”برنامج مكافحة التبغ مسؤول عن الشق الخاص بالتغليف الخارجي، ووضع التحذيرات الصحية وأضرار التدخين على الرئة والخصوبة والجلد، ومنع ذكر تاريخ الصلاحية على علب الدخان، لأن التبغ تالف وغير صالح للاستخدام وضار منذ اليوم الأول لصناعته“.