يتزامن اليوم الأحد، مع اليوم العالمي لمكافحة الإيدز، ويركز شعار هذا العام 2019 على "أهمية دور المجتمعات المحلية في تحسين حياة الأشخاص"، حيث يعترف بالدور الأساسي الذي لعبته المجتمعات المحلية وما زالت تلعبه في التصدي للإيدز على المستويات الدولية والوطنية والمحلية، لذا نقدم كل ما تريد معرفته عن المرض وأعراضه وطرق الوقاية والعلاج.
فيروس نقص المناعة البشري "الإيدز"
يهاجم فيروس نقص المناعة البشري النظام المناعي ويضعف قدرته على محاربة العدوى وكذلك قدرته على محاربة بعض أنواع السرطانات، كما يعمل الفيروس على تدمير الخلايا المناعية ويؤثر على وظائفها فيعاني المصابون من نقص المناعة الذي يتفاقم تدريجياً ويؤدي إلى ازدياد فرص تعرضهم إلى مجال واسع من العدوى والأمراض التي يمكن للنظام المناعي السليم أن يكافحها. تقاس الوظيفة المناعية عادة بواسطة عدد خلايا CD4
أما المرحلة المتفاقمة من العدوى بفيروس نقص المناعة البشري فهي متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، التي قد تستغرق فترة تتراوح بين 2 الى 15 عاماً لكي تظهر على المصاب. ويعرّف الأيدز بظهور أنواع معيّنة من السرطان أو العدوى أو ظهور أعراض خطيرة أخرى.
علامات وأعراض فيروس نقص المناعة "الإيدز"
تتفاوت أعراض العدوى بفيروس نقص المناعة على حسب مرحلة العدوى. وعلى الرغم من أن المصابين بالفيروس يكونوا معديين بشكل أكبر في الأشهر الأولى للإصابة فإن الكثير منهم لا يعرفون بحالتهم إلا في مراحل متأخرة.
كما لا يعاني المصابون بالعدوى خلال الأسابيع القليلة التي تتلو إصابتهم من أية أعراض، وقد تقتصر الأعراض على أعراض تشبه بالإنفلونزا، مثل:
• ارتفاع درجة الحرارة
• الصداع
• ظهور طفح جلدي
• التهاب بالحلق
وفيما تتطور العدوى وتضعف الجهاز المناعي بشكل أكبر تظهر أعراض وعلامات أخرى مثل
• تضخم العقد اللمفاوية
• فقدان الوزن
• الحمى
• الإسهال
• السعال
وإذا لم يتلقى المريض العلاج المناسب قد يؤدي هذا لظهور أمراض خطيرة مثل السل والتهاب السحايا بالمستخفيات، والسرطانات، مثل سرطان الغدد الليمفاوية و(Kaposi's sarcoma)، وأمراض غيرها.
اقرأ أيضًا.. خطوات إجراء الفحص الذاتي للثدي في المنزل ضمن مبادرة صحة المرأة
طرق انتقال عدوى الإيدز
يمكن لفيروس نقص المناعة البشري أن ينتقل عبر الاختلاط المباشر التي لا يراعى فيه اتخاذ أسباب الوقاية من العدوى، وذلك من خلال ملامسة سوائل الجسم المختلفة من المصابين بالعدوى، مثل الدم ولبن الثدي والمني وافرازات المهبل، ولا تنتقل العدوى عبر المخالطة المعتادة في الحياة اليومية مثل التقبيل والعناق والمصافحة والتشارك في الأشياء الشخصية وفي تناول الطعام وفي شرب الماء.
عوامل الخطر
فيما يلي سلوكيات وحالات تجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشري:
1-ممارسة الاتصال الجنسي غير المحمي بالإيلاج عبر الفرج أو الشرج
2- وجود إصابة بعدوى أخرى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي مثل الزهري (syphilis)، الهربس، ( (chlamydia،,( gonorrhea) والالتهابات الجرثومية في المهبل.
3-التشارك في استعمال الحقن حتى بعد تغيير الإبرة وكذلك المعدات الملوثة ومحاليل المخدرات التي تعطى بالحقن.
4-التعرض لحقنة أو لنقل الدم، أو لإجراء طبي يتطلب ثقب الجلد أو اختراقه في ظروف تفتقر للتعقيم والتطهير ولشروط السلامة.
5-التعرض لوخزة عارضة (غير مقصودة) بإبرة، ولاسيما لدى العاملين فى قطاع الصحة.
التشخيص
يساعد اختبار كشف فيروس نقص المناعة البشري في مصل الدم على تحديد وضع المصاب من حيث العدوى، وذلك بكشف وجود أو غياب أجسام مناعية مضادة للفيروس في الدم بدلًا من البحث عن الفيروس نفسه إذ ينتج النظام المناعي لدى المصابين بالعدوى الأجسام المناعية لمكافحة العوامل الغريبة عن الجسم وذلك في خلال 28 يوم من الإصابة ولذلك لا يمكن إكتشاف الإصابة مبكرًا لذا لابد من إعادة إجراء الاختبار بعد مضي 6 اسابيع لتأكيد نتائج الاختبار، والتي تمكن مرور وقت يكفي لإنتاج الأضداد لدى المصابين بالعدوى.
ومن الجدير بالذكر أن الشخص المصاب يكون معدي بشكل أكبر خلال الفترة المبكرة من الإصابة وكذلك قد ينقل المرض في أي وقت خلال المراحل المختلفة للمرض.
كيفية الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري "الإيدز"
يمكن للأفراد أن يقللوا من خطر الإصابة بعدوى فيروسات نقص المناعة البشري بتقليل التعرض لعوامل الخطر.
وفيما يلي الأساليب الرئيسية للوقاية من عدوى الفيروس:
1- استخدام العوازل الذكرية والأنثوية
إن الاستخدام الصحيح والمستمر للعوازل الذكرية والأنثوية خلال ممارسة الجنس يقي من انتشار العدوى التي تنتقل بممارسة الجنس، والتي من بينها فيروس نقص المناعة البشري. وتشير البيانات إلى أن العوازل الذكرية المصنوعة من اللاتكس تتمتع بتأثير وقائي من نقل العدوى بفيروس الإيدز وغيرها من الأمراض التي تنتقل بممارسة الجنس بما يزيد على 85%.
2- اختبارات الكشف عن العدوى بفيروسات نقص المناعة البشري والأمراض التي تنتقل بالممارسة الجنسية وتقديم المشورة حولها
يوصى بشدة بإجراء اختبارات الكشف عن العدوى بفيروسات نقص المناعة البشري والأمراض الأخرى التي تنتقل بالممارسة الجنسية لدى جميع المعرضين لأي عامل من عوامل الخطر حتى يتمكنوا من اكتشاف العدوى وحتى يتسنى لهم الحصول على الخدمات الوقائية والعلاجية دون تأخير. وتوصي منظمة الصحة العالمية ايضا بتقديم الفحوصات للشركاء والازواج.
3- الختان الطبي للذكور
يساهم الختان الطبي للذكور، عند توفيره بشكل مأمون على يد مهنيين صحيين مدربين تدريباً جيداً، في التقليل من خطر العدوى بفيروس نقص المناعة البشري المنقول عن طريق الاتصال الجنسي بين الجنسين بنسبة 60 في المائة تقريباً. ويمثل هذا تدخلاً رئيسياً في البيئات التي تنتشر فيها الأوبئة بشكل عام والتي تشهد انتشار فيروس نقص المناعة البشري بمستويات عالية ومعدلات منخفضة لختان الذكور.
4- الوقاية المتعلقة بمضادات الفيروسات القهقرية
- العلاج المضاد للفيروسات القهقرية كعامل وقائي.
- طرق الوقاية التي يتخذها الشريك غير المصاب بفيروس نقص المناعة البشري قبل التعرض تتمثل تدابير الوقاية قبل التعرض لفيروس نقص المناعة البشري في الاستخدام اليومي للأدوية المضادة للفيروسات القهقرية من جانب الأشخاص غير المصابين بفيروس نقص المناعة البشري من أجل منع الإصابة بهذا الفيروس.
تتمثل تدابير الوقاية بعد التعرض في استخدام الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية في غضون 48 ساعة من التعرض لفيروس نقص المناعة البشري بهدف الوقاية من العدوى. وغالباً ما يوصى باتخاذ تدابير الوقاية للعاملين في مجال الرعاية الصحية عقب تعرضهم لوخز الإبر في مكان العمل. وتشمل تدابير الوقاية بعد التعرض المشورة الطبية ورعاية الإسعافات الأولية واختبار فيروس نقص المناعة البشري، وحساب مستوى الخطر، تنفيذ برنامج علاجي بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية لمدة 28 يوماً مع مراعاة المتابعة, كما توصي الإرشادات العالمية لسنة 2014 بإعطاء البالغين والأطفال العلاج الوقائي قبل التعرض للفيروس في حالتي التعرض داخل أو خارج العمل على حد سواء. وتوفّر التوصيات الجديدة نظم علاج أبسط تستفيد من الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية المستعملة فعلاً في العلاج. وسوف يتيح تطبيق المبادئ التوجيهية الجديدة المجال أمام تسهيل وصف العلاج الوقائي قبل التعرض لفيروس العوز المناعي البشري وتحسين التقيد بأخذه وزيادة نسب من يستكملون أخذه لوقاية الأفراد الذين تعرضوا صدفة للفيروس من الإصابة به، مثل العاملين في مجال الصحة أو من خلال حالات التعرض الجنسي أو الاعتداءات الجنسية غير المحمية
5- تقليل الضرر بالنسبة لمتعاطي المخدرات عن طريق الحقن
يُمكن للأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن أن يتخذوا احتياطات ضد الإصابة بعدوى فيروس العوز المناعي البشري من خلال استخدامهم معدات الحقن المعقمة لكل من الإبر والحقن وذلك لكل حقنة وعدم مشاركة الحقن أو مذيبات المخدرات.
كما يساعد العلاج ببدائل الأفيون للأشخاص الذين يدمنون على الأفيون على التقليل من العدوى بفيروس نقص المناعة البشري والإلتزام بعلاجاته.
6- التخلص من انتقال فيروس نقص المناعة البشري من الأم إلى الطفل
يطلق على انتقال فيروس نقص المناعة البشري من الأم المصابة بالفيروس إلى طفلها خلال الحمل أو المخاض أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية الانتقال الرأسي أو الانتقال من الأم إلى الطفل. وفي غياب أي تدخلات، تتراوح معدلات انتقال فيروس نقص المناعة البشري من الأم إلى الطفل بين 15 و45 في المائة. ويمكن الوقاية من انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل بشكل كامل تقريباً إذا ما تم توفير الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية لكل من الأم والطفل خلال المراحل التي يُمكن للعدوى أن تحدث فيها.
اقرأ أيضًا.. بعد تحذيرات FDA من الليزك..المعهد التذكاري للرمد يكشف الأسباب
علاج الإيدز
يمكن كبح جماح فيروس نقص المناعة البشري بإعطاء توليفة من الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية تتكون من 3 أنواع أو أكثر من الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، ولا توفر هذه الأدوية الشفاء من العدوى الفيروسية ولكنها تضبط تكاثر الفيروسات داخل الجسم، وتمكن الجهاز المناعي للمصاب من تعزيز قوته واستعادته من أجل مكافحة العدوى.
ومن الجدير بالذكر أنه يمكن للمصابين بعدوى فيروس نقص المناعة البشري أن يعيشوا حياة صحية ومنتجة إذا ما عولجوا بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية.